أسباب «الطلاق الناعم» بين السبسي والنهضة الإسلامية ؟!

لا تزال التساؤلات قائمة داخل المشهد السياسي التونسي، حول أسباب وتوقيت «الطلاق الناعم» بين الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وبين حركة النهضة الإسلامية، بعد 5 سنوات من التوافق، شهدت زخما من تصريحات «الودّ» المتبادل أمام وسائل الإعلام، بين من يمثل التيار المدني العلماني «الرئيس السبسي»، ومن يمثل التيار الإسلامي الإخواني «حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي»؟!

 

 

  • الدوائر السياسية في تونس، تشير إلى أن «الطلاق والفراق» كان مؤجلا، لأن أسباب التوافق كانت محددة بمصالح سياسية للحزبين الكبيرين ( نداء تونس، وحركة النهضة)، وبعد أن فشل التحالف بينهما في حل الأزمات التي تضرب البلاد اقتصاديا واجتماعيا، كان لابد أن يظهر تأثير الجانب الفكرى بالكامل كأحد أسباب فك الشراكة بين الرئيس التونسى وبين النهضة، وهو ما وصفته حركة النهضة ضمنا بوجود « اختلافا في وجهات النظر» حول عدد من القضايا التي تعيشها البلاد.. بينما حدد الرئيس السبسي موقفه بصيغة قاطعة محددة قائلا «أعلن نهاية العلاقة مع النهضة ونهاية التوافق معها».

 

 

وإذا كانت هناك تداعيات للطلاق الذي بدا «سلسا وناعما»، على المشهد السياسي في تونس، ومن الأجهزة التنفيذية (الحكومة)،إلى (البرلمان)، مرورا بالساحة الحزبية، والتحالفات السياسية الجديدة قبل عام من انتخابات 2019 الرئاسية والتشريعية، وحتى القضايا الاقتصادية والاجتماعية العالقة .. إلا أن أسباب الطلاق ـ الذي جاء متأخرا  5 سنوات ـ بحسب تقديرات المراقبين والمحللين السياسيين في تونس ـ هذه الأسباب رغم تعددها، إلا أنها تقف عند السبب الرئيس في حدود «صراع النفوذ والسيطرة» بين النداء والنهضة.. بينما أعلن الرئيس التونسي، أن سبب الطلاق، هو موقف النهضة من بقاء رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، موضحا، أن الخلاف «في مسألة بقاء الشاهد من عدمه، وقد دافعت على عدم إقصاء النهضة وكلفني ذلك الكثير لأنّهم اتهموني بأنني خنت الأمانة، لكن أنا رئيس دولة ولي واجبات وهي خدمة البلاد، وقد كان لي أمل لإخراج البلاد من هذه الأزمة بالتوافق مع النهضة. (لكن) النهضة نفضت يديها مني»..  وقال السبسي في حوار بثته قناة «الحوار التونسي» الخاصة، مساء أمس، إن رئيس الحكومة مطالب بتصحيح موقفه والذهاب إلى البرلمان لكسب «الشرعية».

 

 

 

  • وتدعم « حركة النهضة»، التي تستحوذ على الكتلة الأولى في البرلمان، بقاء «الشاهد» في منصبه حتى انتخابات 2019 ، على خلاف حزب نداء تونس (حزب الرئيس) الذي جمد عضوية الشاهد في الحزب، بجانب الاتحاد العام التونسي للشغل الذي دعا إلى رحيل الحكومة الحالية، وبرزت انشقاقات في الحزب الحاكم «نداء تونس»، الذي أسسه السبسي عام 2012، وبدا واضحا الصراع العلني بين «يوسف الشاهد» ونجل الرئيس «حافظ قايد السبسي» الذي يتولى منصب المدير التنفيذي للحزب.. وهناك انقسام بين مؤيد ومعارض لبقاء حكومة الشاهد التي استلمت مهامها قبل عامين، بدعوى تعثر أدائها في انعاش الاقتصاد واحتواء التوتر الاجتماعي.

 

 

 

ويرى المحلل السياسي التونسي، خالد عبيد، أن «التوافق انتهى منذ مدة، والآن نحن في مرحلة التعايش بين الجانبين، رغم أن السبسي قدم الكثير من الخدمات للنهضة، كما ضحى بسمعته السياسية ، بينما لم تجاريه النهضة في قراراته ومن بينها أساسا اقالة رئيس الحكومة».. ويؤكد سياسيون، أن الخلاف حول مستقبل الحكومة الحالية ألقى بظلاله على تحالف «السبسي والاسلاميين» منذ انتخابات 2014، والتقارب الذي بدأ منذ الأزمة السياسية الخطيرة التي شهدتها البلاد عام 2013 في أعقاب الاغتيالات السياسية حينما كانت النهضة في سدة الحكم.

 

 

 

  • داخل الشارع السياسي التونسي، هناك من يؤكد أن «الطلاق والفراق» بين الشيخين (السبسي والغنوشي» يمثل بداية صراع مفتوح على الهوية ومدنية الدولة، بين تيار مدنى علمانى متجذر، وبين التيار الإسلامى، وكان هناك تصريحا سابقا للرئيس التونسى يقول فيه: «قد نكون أخطانا فى التقييم بأننا يمكن أن ننجح فى تقريب النهضة لخانة المدنية». وإن كان الطلاق جاء على أرضية المصالح السياسية أكثر منه خلاف عقائدى.

 

 

 

  • ولا يمكن قراءة أسباب الطلاق، بمعزل عن  قراءة الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، لتصريحات رئيس حركة النهضة،راشد الغنوشى، في ظل مناخ الانتخابات البلدية التي جرت في شهريونيو/ حزيران الماضي، وكشف خلالها عن نوايا حركة النهضة الإسلامية  بالسيطرة على الأوضاع واستغلال الفوز في الانتخابات البلدية وأن حركة النهضة  أصبحت من يتصدر المشهد السياسى، وحملت تصريحات «الغنوشى»،وقتئذ، عدد من الرسائل فى مقدمتها أن «الإخوان» لن يقدموا تنازلات مجددا بعد أن تنازلوا عن الحكم فى 2014، وأنهم أصبحوا القوة السياسية الأولى فى البلاد التى بإمكانها التحكم فى القرارات السياسية بل وصنعها وفقا لمصالحها، وكان لافتا حديث الغنوشى عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى 2019 والتى تخطط الحركة للسيطرة عليها بعد أن حققت لها الانتخابات البلدية تمكين محلى، فالحركة ترغب فى تأمين الوضع الحالى كما هو عليه لتضمن فوزها فى الانتخابات المقبلة دون تغيير حكومى قد يُفقدها سيطرتها على المشهد.

 

 

  • ربما كانت هذه الوقائع المحرك الرئيس لفك الارتباط بين حزب نداء تونس، وبين حركة النهضة الإسلاميةن ليتم إعلان الطلاق رسميا على لسان الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي.

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]