برز دور المرأة الفلسطينية “المقدسية” في الأحداث الأخيرة الدائرة حول المسجد الأقصى وفي مدينة القدس، كنموذج نضالي وطني يحتذى به، فهي تقف بصلابة إلى جانب الرجل في مواجهة التحديات والمخاطر، حيث ظهرت ثابتة أمام باب الأسباط وغيرها من أبواب الأقصى لرفض كل الإجراءات الإسرائيلية بحق ثالث الحرمين الشريفين.
صفوف المواجهة الأولى
وتقول أم محمد ، إحدى المرابطات أمام باب الأسباط، إنها منذ اليوم الأول للهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى وإغلاقه ومحاولة تتغير معالمه العربية والإسلامية وهى تقف مدافعة إلى جانب ابنها وزوجها وأفراد أسرتها دون خوف أو تردد، فالأقصى كما تقول يحتاج لتضحيات كبيرة من كل الفلسطينيين، نساء ورجال وشباب حتى تتراجع إسرائيل عن ممارساتها.
وأضافت أم محمد، أنها تعرضت للكثير من المضايقات والضرب من الجنود الإسرائيليين واعتداءات المستوطنين خلال العشرة الأيام الماضية، لكن كل هذه الاعتداءات لم تنل من عزيمتها.
هذا الدور للمرأة المقدسية لم يكن وليد صدفة فقد تجرعت نكبة عام 48 وعاشت تفاصيل مرارتها وأحزانها وآلامها، فنهضت تواجه الاحتلال وتدافع عن أرضها ومسجدها وأماكنها المقدسة، فتعرضت في سبيل ذلك للكثير من الأذى والقتل والاعتقال، إلا أن هذه الاعتداءات والجرائم لم تمنع المرأة “المقدسية” من مواصلة دورها في حماية القدس رغم التصعيد الخطير الذي تمارسه سلطات الاحتلال و المستوطنين.
وتوضح أم كريم، امرأة ” مقدسية” بلغت الخمسين من عمرها، أن النساء المرابطات في القدس، لن يتخلين عن واجبهن الوطني والديني في حماية المسجد الأقصى وكافة المقدسات في مدينة القدس، رغم البطش الذي يتعرضن إليه “المقدسيات” من قبل سلطات الاحتلال، ومحاولته ثنى المرأة “المقدسية” عن القيام بدورها الوطني والإنساني والاجتماعي في المدينة، مشيرة إلى أنها تقوم برفقة عشرات النساء بالاعتصام أمام بوابات المسجد الأقصى.
اعتداءات بالجملة
تقول سلوى هديب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح عن مدينة القدس، إن هناك جملة من الصعوبات والمضايقات التي تتعرض لها المرأة المقدسية تتمثل في: التفتيش المهين على الحواجز العسكرية، والاعتقال، والإبعاد عن الأقصى، والدونية في العمل الخدماتي لدى المؤسسات الإسرائيلية، وعدم وجود أحقية لها في جمع الشمل لزوجها أو أبنائها في حالة كان الزوج من خارج المدينة المقدسة. كما تحرم المرأة من البناء في منزلها أو التوسع وعدم إعطاء التراخيص اللازمة للبناء المستقل.
حماية المعتصمين 
وتضيف هديب إن المرأة “المقدسية” أثبتت أنها خير من حملت الأمانة، ورسمت الوحدة الوطنية في العمل التطوعي الاجتماعي وتجلت أرقى صورة للمرأة المقدسية في تعاونها بحماية المعتصمين والمرابطين على أبواب المسجد الأقصى المبارك وأبواب أسوار القدس، وتقديم الماء والغذاء والدواء وكل ما يحتاجه الشباب المدافعين عن الأقصى.
وتختم بقولها “ستبقى المرأة المقدسية مشعل أمل وقناديل حرية لن تتراجع عن دورها الاجتماعي والإنساني والوطني، مهما بلغت من حجم القهر والإرهاب الإسرائيلي بحقها”.
