تترقب الدوائر السياسية والعسكرية، العربية والغربية، نتيجة مؤشرات التصعيد في المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، في أعقاب قرار الكونجرس الأمريكي تمديد العقوبات المفروضة علي إيران 10سنوات أخرى ، وفي نفس الوقت إعلان إيران بسط سيطرتها على مضيق هرمز، وكان مسئول البحث عن المفقودين فى الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد باقر زادة، أكد أن مضيق هرمز والخليج العربى منطقة استراتيجية، وأن إيران تبسط سيطرتها على هذه المنطقة بشكل كامل، مشددا على ضرورة أن تبقى هذه الحالة.
تأجيج نيران الصراع بين واشنطن وطهران
وهي خطوة يراها خبراء بريطانيون، تهديدا للمصالح الأوروبية، وبهدف الضغط على الجانب الأوروبي، ليضغط بدوره على دوائر المصالح الأمريكية ليحول القرار دون توقيع الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” من خلال استخدام حق الفيتو ضد قرار الكونجرس الأمريكي.. وأن التحرك الإيراني يمثل ضربة عسكرية تؤجج نيران الصراع الإيراني الخليجي، وتبعث بتهديدات مرتقبة إزاء حركة الملاحة العالمية بعد اختراق طهران لمضيق هرمز
وأعلنت إيران ، أمس الجمعة، أن قرار الكونغرس الأميركي تمديد العقوبات المفروضة عليها عشر سنوات أخرى يعتبر انتهاكا للاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي، متوعدة برد “مناسب”.. وجاء الرد ببسط سيطرتها على مضيق هرمز .. بينما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، برهام قاسمي، أن موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على تمديد «قانون داماتو» الذي يحظر التعامل مع المشاريع النفطية الإيرانية، يشكل تصعيدا أمريكا ضد الجمهورية الإسلامية، وأن الولايات المتحدة مسؤولة عن تنفيذ التزاماتها الدولية، ولا يمكن للتطورات السياسية داخل أمريكا والعلاقات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية هناك، أن تكون ذريعة لتخلي واشنطن عن تنفيذ التزاماتها الدولية.
قانون “داماتو”
ويشكل «قانون داماتو» عائقاً أمام الشركات الأجنبية ومن بينها الأوروبية، للاستثمار والعمل في المشاريع النفطية الإيرانية في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، لكن هذه الشركات تعتقد بأنها تستطيع الحصول على موافقات خاصة من وزارة الخزانة الأمريكية للعمل في المشاريع الإيرانية على غرار الموافقة التي حصلت عليها شركة آرباص الأوروبية لتنفيذ صفقة طائرات مع إيران، بينما يقضي الاتفاق النووي برفع العقوبات على إيران، ومنها العقوبات التي وقعها الكونجرس منذ عشرون عامًا.
يذكر أن مجلس الشيوخ الأمريكي صوت باغلبية 99 صوتا، الخميس الماضي، وبدون اعتراض أي عضو على تمديد العقوبات، بعد مصادقة مجلس النواب عليه الشهر الماضي. ويرتقب أن يوقع الرئيس باراك اوباما على القرار، بحسب ما افاد مسؤول في البيت الابيض، مضيفا أن الادارة الأمريكية لا تعتقد بان تمديد العقوبات ينتهك الاتفاق النووي.ويشمل القرار عقوبات مفروضة على القطاع المصرفي الايراني اضافة الى قطاعي الطاقة والدفاع.
خطوة إيرانية تصعيدية
وحذر الخبير العسكري المصرين اللواء محمود عبد اللطيف، من الخطوة الإيرانية التصعيدية، ردا على تمديد العقوبات الأمريكية، خاصة وأن لمضيق هرمز أهمية استراتيجية لكل دول الخليج، باعتباره المنفذ الأساسي للصادرات البترولية المتجهة إلى دول جنوب شرق آسيا في الهند والصين واليابان، بالإضافة إلى صادرات النفط والغاز المتجهة غربًا باتجاه مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر وقناة السويس، ثم المتوسط حتى سواحل المحيط الأطلنطى لأوروبا وأمريكا.
وأضاف للغد: هناك بوادر توتر ساخن في المنطقة، نتيجة المواجهة الحالية بين “العقوبات ، ومضيق هرمز” لأن إيران لجأت إلى إعلان بسط سيطرتها على مضيق هرمز، للضغط على الويات المتخدة، والتي تملك قواعد أمريكية في هذا المضيق وفي البحر العربي منذ حرب العراق، وبالتالي فإن مثل هذه التهديدات الإيرانية ، سوف ترفع من درجة حرارة المواجهة، لأن إيران ترى أن الإتفاق النووي الإيراني تم خرقه من قِبَل الإدارة الأمريكية، وسط تحذيرات شديدة من قوة الرد الإيراني.
تصعيد سياسي للضغط على واشنطن
ومن جهة أخرى، يرى خبراء سياسيون، أن الخطوة الإيرانية، مجرد تصعيد سياسي في مواحهة تمديد العقوبات المريكية ضدها، ولكن لن تستطيع إيران منع السفن من عبور مضيق هرمز، لأنه من المناطق الاستراتيجية وتكفل حرية العبور فيه اتفاقيات ومواثيق دولية، مثل قناة السويس، وباب المندب، ومضيق تيران، وهي ممرات لها تأثير مباشر على أمن الخليج العربي، وأن إيران تسعى إلى التلويح بأوراقها في مواجهة قرارات الكونجرس الأمركي، بالإضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حول إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، ومن ثم، فإن طهران ترغب في إظهار نقاط القوة الإيرانية أمام العالم لإثبات تواجدها من خلال إزعاج الغرب حال التراجع عن الاتفاق.
هل يستخدم “أوباما” الفيتو ضد تمديد العقوبات ؟
ومع الترقب الدولي، لحالة التصعيد على مياه الخليج العربي .. يتوقع مسؤولون إيرانيون، من بينهم وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، الذي قاد مفاوضات الاتفاق النووي، أن يستخدم الرئيس الأميركي باراك أوباما صلاحياته من أجل منع الخطوات القانونية والتنفيذية التي تتعارض مع الاتفاق الذي تلتزم إيران به، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن طهران درست كل الاحتمالات «للدفاع بقوة وحكمة عن حقوق الشعب الإيراني».
وترى أوساط رسمية إيرانية، أن الاتفاق النووي لم يكن ثنائياً مع الولايات المتحدة، وإنما هو اتفاق مع مجموعة الدول الست، رعاه مجلس الأمن بالقرار الرقم 2231، لذا فإن تنصل واشنطن من التزاماتها لا يؤثر في طبيعة الاتفاق بقدر ما يؤثر في العلاقات المتوترة مع أميركا.. ويؤكد الناطق باسم الهيئة الرئاسية للبرلمان الإيراني، بهروز نعمتي، أن المجلس سيطرح غدا الأحد ، لائحة قانونية تمنع استيراد البضائع الأميركية، رداً على قرار الكونغرس.
