غضب بين اللاجئين الفلسطينيين بعد تجاهل عباس زيارة المخيمات أثناء وجوده في لبنان
يواصل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زيارته إلى لبنان، لليوم الثالث على التوالي، وسط حالة من الغضب تنتاب شرائح واسعة من اللاجئين الفلسطينيين بسبب خلو برنامج الرئيس عباس من زيارة أي من المخيمات في البلاد.
ويعاني اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الـ12 في لبنان من أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة، علاوة على ذلك الانقسام الفلسطيني الذي أدى إلى توتر الاوضاع الأمنية.
وطالبت مؤسسات حقوقية الرئيس عباس، الذي وصل إلى لبنان الخميس، بزيارة المخيمات الفلسطينية والتعرف ميدانياً على مشاكلها والعمل مع الدولة اللبنانية على إيجاد حلول لها.
وأعربت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان “شاهد”، عن أسفها لزيارات متكررة أجراها الرئيس عباس إلى لبنان دون مردود إيجابي، وقالت: “لم تُغير تلك الزيارات شيئاً للاجئين الفلسطينيين الذي يشعرون بإحباط كبير”.
وأضافت في بيان لها، “الزيارات الماضية لم تنفع لا من حيث مطالبة الدولة اللبنانية بمنحهم حقوقهم المدنية والاجتماعية والاقتصادية، أو التخفيف من الإجراءات الأمنية المشددة على مداخل المخيمات، والتي تعيق عملية التنقل منها وإليها بسهولة”.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى تفشي حالة البطالة وسط الشباب وخريجي المعاهد والجامعات، وتزايد معاناة اللاجئين يوماً بعد يوم في الحصول على الطبابة والاستشفاء بعد أن قلّصت الأونروا من خدماتها لهم.
وبينت أن زيارة عباس المرتقبة “تأتي وما زال نصف سكان مخيم نهر البارد مشرّدين هنا وهناك؛ حيث يعيشون ظروف البؤس والشقاء، قسم منهم في براكسات جاهزة لا تصلح للعيش الآدمي”.
وقالت المنظمة “اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يأملون من هذه الزيارة أن تعمل على تعزيز مرجعية سياسية فلسطينية موحدة عمل وفق آلية ديمقراطية يشارك اللاجئون في وجودها عبر صناديق انتخاب”.
من جانبه، قال عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا، خالد أبو النور، “ننتظر ما سينتج عن هذه الزيارة فإذا كانت لصالح الشعب الفلسطيني فنحن معها وإن لم تكن كذلك فننتقدها بشدة وسيكون لنا موقف منها”.
وأضاف أبو النور “نحن مع هذه الزيارة التي تعزز العلاقات الفلسطينية اللبنانية ولكن على ضوء إعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني كحق العمل والتملك وغيرها وعدم خنقه في المخيمات”.
وتابع “جُل ما نريده هو تطبيق ما يقال على أرض الواقع وتشريع قوانين تخدم اللاجئ الفلسطيني إلى حين عودته إلى وطنه فلسطين”.
وكان عباس قد التقى أول أمس الخميس الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث بحثا مختلف القضايا المشتركة.
كما التقى عباس أمس الجمعة كلا من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.
وقال بعد لقائه مع بري إنه يناقش مع القادة اللبنانيين مختلف القضايا الدولية المطروحة بدءا بالإدارة الأميركية الجديدة والانتخابات المنتظرة في دول أوروبية والقمة العربية القادمة، إضافة إلى المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين.
وبحسب إحصاءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فإن زهاء 480 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في 12 مخيماً في لبنان.
