أدان الفلسطينيون قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في مايو أيار بالتزامن مع الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة إن الولايات المتحدة سوف تفتح سفارة جديدة في القدس في مايو أيار”، مضيفة “أن مقر السفارة سيكون في المبنى الذي يضم العمليات القنصلية في القدس قبل الانتقال إلى مكان منفصل بنهاية 2019.
وذكرت وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة بدأت البحث عن موقع لسفارتها الدائمة في القدس.
وجاء القرار الأمريكي بصورة مفاجئة ويسبق الموعد الذي حددته الإدارة الأمريكية سابقا والتي توقعت فيه نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس نهاية العام المقبل.
وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة “إن اأي خطوة أحادية الجانب لا تسهم في تحقيق السلام ولا تعطي شرعية لأحد، مضيفا “أن خطاب الرئيس أمام مجلس الأمن الدولي قبل أيام المستند على الشرعية الدولية هو مفتاح السلام الجدي والوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وأكد أبو ردينة أن أي خطوات لا تنسجم مع الشرعية الدولية، ستعرقل أي جهد لتحقيق أي تسوية في المنطقة وستخلق مناخات سلبية وضارة.
وأوضح أن تحقيق السلام الشامل والعادل يقوم على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعلى الأسس التي قامت عليها العملية السلمية وفق مبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.”
بدوره، قال صائب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات “إن قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واختيار ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني تاريخا للقيام بهذه الخطوة يعتبر مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة وإمعانا في تدمير خيار الدولتين، إضافة لاستفزاز مشاعر جميع العرب والمسلمين في اختيار هذا الموعد، الأمر الذي ندينه بأشد العبارات”.
وأضاف “أن هذا “يؤكد أن الإدارة الأمريكية قد عزلت نفسها عن أي دور كراع لعملية السلام وأن هذه القرارات قد أصبحت فعلا جزءا من المشكلة ولا يمكن لها أن تكون جزءا من الحل”.
واعتبر عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس قرار الإدارة الأمريكية وقاحةً وإمعاناً في تحدي الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية .
وقال الرشق في تصريح مقتضب “إن القرار الأمريكي يتطلب رداً قوياً وعاجلاً بوقف اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالاحتلال الإسرائيلي وعقد اجتماع عاجل للإطار القيادي للمنظمة وانجاز المصالحة وتوحيد الشعب الفلسطيني ووضع استراتيجية مواجهة بمستوى التحدي.
بدورها، أشارت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى أن القرار الأمريكي باطل وغير شرعي وهو دليل على الدور الأميركي في تهديد وضرب الأمن والاستقرار ودعم “الاٍرهاب” الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت حركة الجهاد الاسلامي “إن اتخاذ ذكرى النكبة التي تعد أبشع جرائم العصر ، موعدا لتنفيذ القرار الباطل هو مكافأة للصهيونية على جرائمها وارهابها “.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني سيتصدى لهذا القرار الذي يأتي ضمن مؤامرة “صهيو أميركية” لتصفية القضية الفلسطينية .
من جهته ، قال كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول “إن الشعب الفلسطيني قادر على مُجابهة القرار الأمريكي وإفشال مُخططات تصفية قضيته التي تعمل على صوغها الادارة الأمريكية، كما نجح منذ النكبة في التصدي ومواجهة مختلف مشاريع ومخططات التصفية التي استهدفت حقوقه وقضيته الوطنية”.
وشدّد الغول على أن توقيت نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس له دلالة خطيرة، مُؤكّدًا أن مستوى الرد على هذه الخطوة يجب أن يكون مُختلفًا، وذلك من خلال مواقف حازمة في التعامل مع الادارة الأمريكية باعتبارها في الموقع المُعادي للشعب الفلسطيني، ولمصالح الشعوب العربية.
وأضاف الغول، أن العلاقات يجب أن تُصاغ مع الادارة الأمريكية على هذه القاعدة، ودعوة الشعوب العربية للضغط على حكوماتها من أجل وضع المصالح الأمريكية على طاولة البحث.
