قال عضو مجلس حكماء المسلمين ورئيس جامعة الزيتونة الأسبق أبو لبابة الطاهر حسين، إن الأزهر الشريف يمثل الإسلام الوسطى الصحيح، لذا يهاجمونه ليل نهار، تارة من العلمانيين وأخرى من اليساريين وبعض المنحرفين، وإذا سقط الأزهر سقط الإسلام، وإن الأزهر قوي ونظيف بمنهجه ورجالاته.
وعن دعوة البعض للأزهر من أجل إصدار فتوى لتكفير مقاتلي داعش، قال إن “الإمام علي لم يكفر الخوارج وقال هم من الكفر فروا، ومن ثم عقيدة الأزهر الوسطية تمنعه من ذلك، فهو لا يكفر إلا من أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، لكن علينا أن نوضح للعالم ونثبت بالدليل العملي قبل النظري أنهم لا يمثلون الإسلام ولا تعاليمه السمحة، فالإسلام يقبل الجميع ويتعامل ويتعايش معهم ويبقي كل على دينه”.
وتابع، العالم العربي والإسلامي لا يكاد يخرج من أزمة إلا ويقع في أزمة أشد منها، موضحاً أن المؤتمرات التي تعقد من وقت إلي أخر تسعى إلى معالجة بعض الأوجاع والجراح التي تعاني منها أمتنا العربية والإسلامية، لا سيما وأن تاريخنا عبارة عن سلسلة من الوجع المتواصل.
وأوضح حسين، في تصريحات خاصة لـ”الغد“، أن الأمة العربية والإسلامية تمر بمرحلة عصيبة منذ احتلال فلسطين وتكالب عليها الغرب واستعمر بلادها بوسائل شتى، لأن هدفه ألا ننهض ونظل تابعين له، ولن يطمئن الغرب إلا إذا وجد العالم العربي في طريقه نحو التغريب والبعد عن حضارته ومقوماته الأساسية.
وأكد، أن الأزهر لا يملك بندقية ولا رشاشاً للتغير، إنما يملك الكلمة والنصح فقط، وتبيين الحق والباطل وأين الداء و الخلل، أما تطبيق ذلك فهو بيد أصحاب الإرادة السياسية والسلطة.
وشدد عضو مجلس حكماء المسلمين، على أنه في عالمنا العربي ومنذ عام 1947 يوجد في الدول العربية من يدافع عن إسرائيل أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، وربما تصريح نتنياهو الأخير الذي قال فيه، إن “الكثير يعتبروننا حلفاء”، خير شاهد على ذلك.
واعتبر أن ما ينقص الأمة العربية الآن لكي تنهض هو عدم وجود إرادة سياسية وأناس مخلصين لديهم إيمان ووطنية حقيقية تقود الشعوب إلى الأمام، ورغم مما مرت به الشعوب العربية من حروب وكوارث إلا أنها ما زالت تحافظ على أصالتها وتماسكها، لكنها تريد القيادة الصحيحة التي تستمد قوتها من كتاب الله وسنة رسوله ثم من شعبها.
وعن مستقبل الشرق الأوسط في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، قال في تصريحاته لـ”الغد“، لو أن لدينا إرادة سياسية حقيقية فلن يخيفنا، الآن هو يضرب يمنة ويسرة مثل الثور الهائج، متهما بعض الدول برعاية الإرهاب على الرغم من كونها أول من تضرر من الإرهاب، ودائما ما تكون فى المقدمة ضد الإرهاب، لكن الأمر لا يتعدى محاولة للابتزاز الرخيص والاستيلاء على أموالهم في ظل قانون الغاب الذي تحكم به أمريكا العالم، موضحاً أن سوء العلاقة بين أي بلدين عربيين، سوف يؤدي بالضرورة إلى ضعف العرب وتدهور أوضاعهم.
يذكر أن مجلِس حُكَماء المُسلمين، هو هيئة دوليَّة مستقلَّة تضم عددًا من كبار علماء المسلمين حول العالم ممن يُوصفون بالوسطية، يرأسها إمام الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والعالم الموريتاني عبد الله بن بيه، ويهدف إلى تحقيق السِّلم والتعايش في العالم الإسلامي، ومحاربة الطائفية، ويتَّخذ من أبو ظبي مقرًا له، تم تأسيسه في العام 2014.
