إسرائيل تهاجم كيري قبل خطابه عن إحياء عملية السلام
وصف عضو بارز في حكومة إسرائيل، اليوم الأربعاء، الخطاب السياسي المعتزم لوزير الخارجية الامريكي جون كيري حول الشرق الأوسط بأنه “خطوة مثيرة للشفقة”، ما يزيد التوترات المتصاعدة بين الحليفتين المقربتين في الوقت الذي تستعد فيه إدارة أوباما الرحيل.
تعد تصريحات وزير الأمن العام جلعاد إردان أحدث هجوم في تراشق سام بعد رفض الولايات المتحدة استخدام حق الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن الأمم المتحدة الأسبوع الماضي والذي وصف المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية بأنها تشكل انتهاكا للقانون الدولي. وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمرارة القرار، واتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ مع الفلسطينيين في صياغته.
وفيما يمثل متابعة لقرار الأمم المتحدة، من المقرر أن يلقي كيري كلمة وداع في واشنطن، اليوم الأربعاء، لتوضيح مقترحاته لتسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين.
الشهر المقبل، من المقرر أن تستضيف فرنسا مؤتمرا دوليا يشارك فيه 70 بلدا، على الرغم من الاعتراضات الإسرائيلية. وتأمل تلك الدول في إقرار إطار دولي للسلام في الشرق الأوسط. ويخشى المسؤولون الإسرائيليون بعد الموافقة على توصيات المؤتمر أن تتم الموافقة على توصية أخرى لمجلس الأمن مباشرة قبل أن يغادر أوباما السلطة في 20 يناير / كانون الثاني.
وفي مقابلة إذاعية، قال أردان إن خطاب كيري جزء من جهود أكبر لعرقلة الإدارة المقبلة لدونالد ترامب الذي أشار إلى أنه سيطور علاقات أكثر دفئا بكثير مع إسرائيل.
وقال إردان لراديو الجيش الإسرائيلي “هذه الخطوة مثيرة للشفقة. إنها خطوة غير ديمقراطية لأنه من الواضح أن نية الإدارة وكيري هي تقييد الرئيس المنتخب ترامب”.
وقال إردان، عضو في حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو ووزير الأمن العام، إن ثمة مسؤولين في إدارة أوباما “يؤيدون الفلسطينيين” و “لا يفهمون ما يجري في الشرق الأوسط”.
كان كيري قد توسط في جولة من مباحثات السلام استغرقت 9 أشهر وانهارت في بداية 2014 ولم تحرز الكثير من التقدم.
ولم يخف المسؤولون الإسرائيليون أنهم بانتظار ترامب لتغيير سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. ورغم أن ترامب لم يحدد رؤية، فقد أوضح توجها أكثر تعاطفا بكثير نحو إسرائيل، معينا سفيرا هناك على صلات قوية بحركة استيطانية في الضفة الغربية وأصدر وعودا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وسط اعتراضات الفلسطينيين.
ويعارض المجتمع الدولي بشكل كبير بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967 ويطالب بها الفلسطينيون ضمن دولتهم المستقلة المستقبلية. ويعتبر الفلسطينيون ومعظم دول العالم المستوطنات التي تضم الآن 600 ألف إسرائيلي عقبة في طريق السلام. ويقول نتنياهو إن الصراع مع الفلسطينيين والذي يتضمن مصير المستوطنات يجب أن يحل من خلال المفاوضات المباشرة كما يقول أيضا إن الإملاءات الدولية تقوض عملية التفاوض.
وبالرغم من الغضب الإسرائيلي، فقد أمر نتنياهو لجنة تخطيط في القدس بتأجيل التصويت على الموافقة على بناء نحو 500 منزل جديد في أحياء يهودية من القدس الشرقية، حسبما قال أحد أعضاء مجلس المدينة. وقال عضو المجلس حنان روبين لأسوشيتد برس إن بنيامين نتنياهو طلب تأجيل التصويت الأربعاء لكي لا تتأزم العلاقات مع الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، وصف قيادي بارز في مجلس المستوطنات اليهودي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه “سبة في جبين السياسة الخارجية الأمريكية” و”جاهل بالقضايا”.
وقال عوديد رفيفي، كبير مبعوثي مجلس ييشا إن كيري “هو أسوأ وزير خارجية في التاريخ، اختار طعن أقرب حلفائه في الظهر” وأنه يعرف القليل عن حقائق المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
