تؤكد الدوائر السياسية العربية والغربية، أن جولة الرئيس الإيراني، د. حسن روحاني الخليجية، تعد تاريخية باعتبارها أول طرق للأبواب العربية، تعقبها زيارة مرتقبة للجزائر، في تحرك إيراني تزامن مع التحرك التركي في المنطقة، بدءا من السعودية وعقد قمة في الرياض مع العاهل السعودي، وصولا إلى قطر اليوم، مغ بدء زيارة “روحاني” لكل من سلطنة عمان والكويت.
التحرك الإيراني والتركي باتجاه دول الخليج العربي، يأتي في ظل التطورات المتلاحقة على الساحة السورية، والموقف الأمريكي من قضايا وأزمات المنطقة، ومن قضية الإرهاب، وتوجه كل من تركيا وإيران لتدعيم المواقف في دائرة “المحاور” والتحالفات، ومن هنا تأتي أيضا زيارة روحاني المعلن عنها للجزائر قريبا، بحسب تحليل السفير محمد جلال، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق .
وأوضح للغد، أن تنقية الأجواء مع دول الخليج تتصدر جولة الرئيس روحاني الخليجية، وهو ما كشف عنه صراحة، قبيل زيارته لسلطنة عمان والكويت، بأن بلاده رحبت بالرسالة التي تلقتها مؤخرا من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر دولة الكويت بشأن العلاقات الثنائية، مؤكدا ضرورة العمل من أجل الارتقاء بمستوى هذه العلاقات، وأنه يرحب بمبدأ الرسالة وسيتم خلال زيارته لاثنتين من هذه الدول، تبادل وجهات النظر بهذا الشأن
وقال الدبلومساي المصري للغد، هناك ملفات مهمة على طاولة مباحثات روحاني في سلطنة عمان والكويت، وهي ملفات سوريا واليمن والعراق، وخاصة سوريا واليمن، حيث تتصادم المواقف الخليجية مع إيران، أي أن الملفات السياسية تسبق الملفات الاقتصادية .
ومن جانبه أكد أستاذ العلاقات الدولية، د. سامي منصور، للغد، هناك ترقب عربي وغربي في آن واحدـ، لجولة الرئيس الإيراني الخليجية والتي ستمتد للجزائر، وفي إطار توجه إيراني لطرق الأبواب العربية .. وقال “منصور” إن هذا التوجه الإيراني نحو دول الخليج العربي، يرمي لتنقية الأجواء وإزالة “الشكوك” تجاه إيران، ولذلك حرص “روحاني” على التأكيد، قبيل ساعات من الزيارة الخليجية، أن سياسة إيران قائمة على حسن الجوار وضمان الأمن في المنطقة، وأن ايران لم ولن تفكر بتاتا في أي اعتداء على أحد أو أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما أنها لا تريد فرض عقائدها الدينية أو المذهبية أو السياسية على الآخرين، وفي إشارة محددة للشكوك الخليجية تجاه إيران.
وفي رسالة واضحة كذلك ـ كما يقول أستاذ العلاقات الدولية ـ كان “روحاني” حريصا أيضا على القول ، بأن طهران تولي أهمية قصوى لدول منطقة الخليج، وأن دول المنطقة هي المسؤولة عن ضمان أمن المنطقة، وهي قادرة على ضمان الأمن بنفسها، ومع وجود أرضيات عديدة لتوسيع العلاقات بين ايران والدول الخليجية، وأن تطوير التعاون الثنائي سيكون أحد أهم محاور المباحثات خلال هذه الزيارة.
وبالتزامن مع الجولة الخليجية للرئيس الإيراني، أعلن سفير إيران بالجزائر، رضا عامري، أنه من المنتظر أن يقوم الرئيس روحاني بزيارة إلى الجزائر قريبا، وأنه يقوم بتنظيم برنامج للزيارة التي ستتم في القريب العاجل .. وأضاف الدبلوماسي الإيراني ، أن ثلاثة رؤساء إيرانيين زاروا الجزائر
يذكر أن هناك توافقا في المواقف بين إيران والجزائر، خاصة في الملفين السوري واليمني
