الخارجية الألمانية ترعى حوارا بين ممثلي الديانات في العالم

بات السلام العالمي أمرا هاما يحظى باهتمام العديد من دول العالم، ومثل مؤتمر السلام العالمي، الذي عقده الأزهر الشريف الشهر الماضي، حدثا هاما مثل نقطة البداية في إيداد صيغة سلام مشتركة بين الشعوب، وبات من الضروري أن يجلس ممثلوا الدول ورجال الدين إلى طاولة واحدة من أجل التفكير في القيم المشتركة بين هذه الدول و بين الديانات.

 وفي سبيل نشر ثقافة السلام العالمي، وتحت شعار “مسؤولية الأديان عن السلام”، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية تدشين منتدى جديد للحوار في القترة من 21 حتى 23 مايو/ آيار، حيث يلتقي في برلين ما يزيد على 100 من ممثلي الطوائف الدينية من 50 دولة.

بدوره قال وزير  الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل، إن مدينة تدمر تحت الأطلال، لأن ما يسمى بالدولة الإسلامية تريد تدمير ذاكرة السوريين عن هويتهم الثقافية التي امتدت لآلاف السنين، كما أن بوكو حرام تقوم منذ سنوات بحروب دموية في شمال شرق نيجريا من أجل تأسيس خلافة إسلامية هناك، وفي ميانمار تتعرض الأقلية المسلمة “الروهينجا” للاضطهاد، وبدءا من باريس وحتى برلين يرتكب المعتدون هجمات شنعاء باسم الدين.

وأوضح جابريل، في مقال بعنوان “عندما يصبح الحوار بين الأديان جزءاً من السياسة الخارجية للمجتمعات”، الذي نشر  في جريدة تاجيس شبيجل بتاريخ 21 مايو/ آيار 2017 أنه يتم تحميل الأزمات السياسية والاقتصادية بأسباب دينية زائفة، كما انه يتم استخدام الدين بشكل مجرد على أنه ورقة توت للتغطية على أفعال شائنة، وهذا يهدد بحجب القوة الإيجابية التي تنطوي عليها الأديان والتي تتمثل في التراحم مع الآخرين.

وتابع في مقاله، عندما نقوم باستضافة عدد يزيد على مائة من ممثلي اليهودية والمسيحية والإسلام، وكذلك ممثلي ديانات أخرى من دول العالم في وزارة الخارجية الألمانية، فهي خطوة جديدة من نوعها، حيث نقوم للمرة الأولى بإجراء حوار وثيق ومطول مع ممثلي الأديان من جميع أنحاء العالم ومن ثم نضيف إلى بنيان سياستنا الخارجية في المجتمعات لبنة جديدة.

وأوضح أنه سوف يتم في المنتدي مناقشة المسؤولية التي تتحملها الطوائف الدينية والأديان في المجالات الاجتماعية المهمة، وأفضل الممارسات وخاصة على الصعيد الاجتماعي والرعاية والتربية والعمل من أجل السلام، وكيف يمكن الاستفادة على نحو أفضل من طاقة السلام التي تحث عليها الأديان في العالم، و النماذج الموجودة للجهد الذي تبذله الطوائف الدينية في منع الصراعات ومن أجل الوساطة والمصالحة، وكذلك المركز الذي يحتله العمل بين الديانات من أجل السلام، ومدى قوة صوت الدين في الخطاب العام.

وأكد وزير الخارجية الألماني على أن الدين له تأثير كبير على المجتمع والسياسة، وهذا تأكد لي من خلال الخبرات التي اكتسبتها من محادثاتي وجولاتي الخارجية بعد مرور أشهر قليلة على تولي منصبي كوزير خارجية، مؤكداً على أن من يذعن فقط للصورة النمطية للدين والتي مؤداها أن الدين دائماً يفاقم الصراعات، فهو يرتكب خطأ كبيراً.

وأضاف، تسعى مبادرتنا إلى النظر بوعي إلى طاقة السلام التي تنطوي عليها الأديان وإلى مسئوليتها تجاه السلام في المجتمعات، لأن هذه المهمة هي “العبء”، الذي نود أن نتوجه به إلى الطوائف الدينية، ولأجل هذا جمعنا قسيسين وحاخامات وأئمة من جميع أنحاء العالم، لبحث الطاقة المجتمعية التي تحملها الأديان المختلفة في الأقاليم الموجودة فيها.

وتابع، لقد بدأنا بالفعل بوضع حركة “سانت إيجيديو” الكاثوليكية العلمانية في حوار السلام في موزمبيق حيث يمكن للطوائف الدينية الوصول بشكل جيد إلى الناس مما يسمح لهم بإيجاد حلول ملموسة للتفاوض من أجل إنهاء العنف، ونعمل أيضا مع دار الفتوى الإسلامي والباحثين في مجال السلام في مؤسسة بيرجوف ودعم الحوار بين السنيين للحيلولة دون التطرف في لبنان، ونحاول في نيجيريا مع مركز الحوار الإنساني معا للتوسط بين طوائف الشعب من المسيحيين والمسلمين.

وأوضح أن رؤية الكنائس والطوائف الدينية توسّع نطاق تحليلهم للسياسة الخارجية وخيارات للعمل، كما أكد على انها جزء من الذكاء الثقافي الذي تحتاج إليه الخارجية الالمانية إذا أرادت فهم المجتمعات الأخرى، ومن ثم نسعى من خلال هذا المؤتمر لبناء شبكة تواصل تكون أيضا بمثابة نظام للإنذار المبكر وأساس للمناقشات دون وساطة.

زيلكه ليشنر نائب رئيس فريق العمل المختص بمسؤلية الأديان عن السلام في وزارة الخارجية الألمانية، قالت بعض المواقف يتصف فيها موقف الأديان بالازدواجية، وهناك حالات يتم فيها إساءة استخدام الدين، ولكن لا خلاف على وجود أطراف فاعلة في كل أنحاء العالم في مجال الدين ممن يكرسون أنفسهم على نحو قوي من أجل السلام في مجتمعاتهم وبين الطوائف المختلفة داخل المجتمعات، ونحن نريد إبراز هذه النماذج الإيجابية والكشف عنها، موضحة أن جميع المشاركين في المؤتمر متفقون على الاعتراف بمسئولية الأديان المختلفة عن السلام ، ومن الممكن استخدام هذه الطاقة في مجال السياسة الخارجية.

 ليشنر، التي درست العلوم السياسية لمدة 10 سنوات وعملت مديرة للدراسات لدى المؤتمر العام للكنيسة الانجيلية الألمانية أوضحت في حوار مع مجلة دويتشلاند الإلمانية أنه يوجد في ألمانيا بالفعل عمل تعاوني جيد مع الكنائس والطوائف الدينية، وهذا بدوره أدى إلى أن تطمح الخارجية الألمانية الآن إلى بناء علاقات طويلة الأمد مع ممثلي الأديان في الخارج، ونحن نرى أن هذه المبادرة تمثل جزءاً من رؤية استراتيجية جديدة تشمل أيضاً السياسة التعليمية والثقافية الخارجية كجزء من “السياسة الخارجية للمجتمعات.

وكشفت في حوارها، أنه سوف يشارك نحو 100 رجل دين من 50 بلدا، من الشرق الأدنى والأوسط ومن شمال وغرب أفريقيا ومن أوروبا، وهذه المشاركة توضح أن التركيز سيكون على المسيحية والإسلام واليهودية وبعض الأديان الأصغر مثل اليزيدية والبهائية والإسماعيلية، ومن المزمع أن تنضم الأديان والأقاليم الأخرى الكبيرة في وقت لاحق، في الوقت الذي يتولى جميع رجال الدين المشاركين في بلادهم مسئولية تجاه السلام، إما من خلال التعليم في المدارس والجامعات والوساطة في مواقف النزاع أو من خلال المشروعات بين الأديان.

وأضافت، نعتزم عن طريق هذا اللقاء في برلين تعزيز التعاون مع الأطراف الفاعلة غير التابعة للدولة، كما نريد أن نستمع إلى خبرات المشاركين العملية ونريد من خلال الحوار مع رجال الدين تطوير الأفكار حول كيفية مواصلة القضايا المتعلقة بموضوع المؤتمر وما يمكن للسياسة الخارجية الألمانية القيام به .

وأوضحت أن ردود الأفعال على الدعوة لحضور لقاء برلين أكدت على أن رجال الدين مهتمون جدا بتبادل وجهات النظر معنا، ونحن متحمسون جدا لهذه المبادرة التي قام بها وزير الخارجية الألمانية جابرييل، مضيفة، نحن لا نود أن ندعم الحوار بين الأديان في حد ذاته، ولكننا مهتمون على نحو خاص بقيام الأطراف الفاعلة الدينية بدورهم المجتمعي والسياسي وبالتالي تحمل مسئوليتهم عن السلام، كما نؤمن بأن السياسة والدين يمكن أن يكملا بعضهما بشكل جيد في عالم تسيطر عليه الحرب و هنا تأتي الأهمية الخاصة لمسؤولية الأديان تجاه السلام العالمي .

على صعيد متصل، تلقى شيخ الأزهر  دعوة رسمية من الحكومة الألمانية للمشاركة في  احتفالية حركة الإصلاح الديني في أوروبا التي تقيمها الكنيسة البروتستانتية بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، هذا ويلقي في الاحتفالية التي تنعقد تحت عنوان “أنت تراني”، خطاباً هاماً في جلسة حوارية حول “التسامح والتعايش السلمي” .

 ويعقد شيخ الأزهر على هامش الزيارة عددًا من اللقاءات مع المسؤولين ورجال الدين الألمان، وذلك للتباحث حول سبل تنسيق الجهود لنشر ثقافة التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والتعصب ومظاهر الإسلاموفوبيا.

 كما يزور شيخ الأزهر موقع حادثة الدهس التي شهدتها العاصمة الألمانية برلين في ديسمبر الماضي للتأكيد على رفض الإسلام لكافة أشكال العنف والإرهاب.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]