«السجون».. محاضن التكفير ومفارخ الإرهاب

“السجون” تعد كلمة السر في انتشار الفكر التكفيري لكونها تعطي المساحة الأكبر لبقاء الأشخاص مع بعضهم في مكان واحد منعزل يتم فيه تبادل الأفكار وطرحها ومناقشتها، ومع اشتداد الأزمة يكون من السهل التوقف عند فكرة تكفير من يقوم بالتعذيب ومن يسانده ومن يعطيه الأوامر  وصولا إلى كفر المؤسسات والأشخاص العاملين بها، يتزامن هذا مع كثرة عدد المحتجزين ومع شدة المعاملة معهم كل هذا يؤدي إلى مزيد من الشحن ومن ثم اللجوء إلى الغلو والتكفير.

وبحسب ما أكدته مصادر قوية ومقربة، فإن ظاهرة التكفير بدأت تظهر بقوة في أوساط السجناء ولم يعد يجدي الحديث عن العذر بالجهل أو تبني الفكر الوسطي البعيد عن الغلو.

وأشار المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، في تصريح لـ«الغد»، إلى أن سجن شديد الحراسة “العقرب” في مصر يعد من أكثر السجون التي تنامى فيها الفكر التكفيري، نظرا لكثرة عدد السجناء فيه، وشدة التضييق عليهم مع وجود آثار باقية من شخصيات كانت مسجونة منذ عهد مبارك تتبني الفكر التكفيري وتروج له، لاسيما مع وجود مسوغ واقعي له.

من جانبه، قال الدكتور كمال حبيب، الخبير في الحركات الإسلامية، إن كل الظروف الآن أصبحت مواتية ومناسبة لانتشار الفكر المتطرف، فالسجون تعد في حد ذاتها، ومع غياب الكتب، وغياب التواصل مع الشباب من قبل الأزهر ومراجعين سابقين عبر ندوات، يحول السجن إلى معسكر مغلق على أفكار تنتج التطرف، خاصة لو كان السجن مصحوب بظلم وقهر ومن هم محبوسين على ذمة قضايا بحبس احتياطي أو قضايا تكون بشكل عشوائي.

وأوضح الباحث، أن هذا الشعور بالظلم والقهر  يؤدي إلى التكفير، سواء الدولة أو الحاكم ومن يفعل فيه ذلك، معللا أن عدم التزام بعض السجون بالقوانين يؤدي إلي ذلك بين الشباب، مشيرا إلى أن فكر التكفير هو فكر خارجي سائد، وقد انتشر مرة أخرى علي يد  داعش، حيث دخل عليها عنصر التكفير فلم تعد سلفية ولا جهادية، مضيفا أن دخول النساء في خط المواجهة، ساهم أيضا في تبني الفكر التكفيري وعودة انتشاره مرة أخري بعد أن كانت الناس مجنبه في الوقت السابق، ومن ثم اصبحت الاستباحة في كل شيء بدعوي الحفاظ على كيان الدولة يعود بمردود سلبي وعكسي ويساعد على هدم الدولة.

وطالب حبيب بضرورة فرز ملفات من ليس في قضية ولا يوجد ضده إدانة في شيء، مع ضرورة إجراء حوار عاجل من قبل الأزهر وعلماء الدين مع السجناء، مشيرا إلى أنه في عام 82  قام  وزير الداخلية المصري آنذاك حسن أبو باشا بتبني فكرة الحوارت، خاصة مع من ليس لهم علاقة بالقصة، لذا يجب فتح حوار حول قضية التكفير، لأن ترك الناس داخل السجون بدون سبب ينتج عنه تطرف فكري، مشددا على ضرورة قيام الأزهر وعلماء الوسطية بالدور المطلوب منهم على أكمل وجه ممكن.

وألمح حبيب إلى أن أقرب التيارات لانتشار الفكر التكفيري بينها هي السلفية الجهادية ومن ينضوي تحت فكرها أو قريب منه، مشيرا إلى أن عمدة كتبهم “الجامع في طلب العلم الشرعي” الذي قام بتأليفه سيد إمام،  يدعو إلى تكفير الأعيان مرة أخرى، وهو أشد خطرا، مؤكدا أن الفصيل الآخر الأقرب لانتشار فكرة التكفير بينه هم أتباع حازم أبو إسماعيل أو من يطلقون على أنفسهم “حازمون” ومن يعتنق الفكر القطبي أو التوقف والتبين وبعض أفكار سيد قطب ومنهج الخوارج.

وشدد على أن الأفكار تنتشر في السجون بقدر قرب من يحملها مع الأخرى، موضحا أن السجون تتيج الفرصة، نظرا لحالة الفراغ التي يقيمون فيها تسمح بتلقي وتقبل الأفكار والتأثر بها.

وأشار إلى أن الحل يكمن في ضرورة قيام وزارة الداخلية بإخراج كل من لا تهمة له في السجن ولا يبقى في السجون إلا من ثبتت تهمته يقينا، ويقوم بتوسيع عملية الإفراجات، موضحا أن تجربة السجن لمن دخلها مؤلمة ويكون من الصعب التفكير في العودة إليها مرة أخرى، وبقاءه في السجن يضعه دائما في حالة تعبئة وشحن نفسي ويجعل قابليته للفكر التكفيري أسهل.

المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم، قال إن “التكفير يتبعه التفجير”، حيث ينشئ الفكر التكفيري حالة من العزلة المجتمعية، لأنهم ينظرون إلى غيرهم باعتبارهم كفارا وجاهلين، ومن ثم يلجئون إلى الهجرة أو العزلة عن المجتمع الجاهلي -بحسب ما يعتقدون- ومن ثم يصبح كل ما يمتلكه الغير من نفس ومال وغيره مباحا باعتباره مال كفار وغنيمة لهم يستحلونه لأنفسهم، ويعيشون في بيئة ومكان وفكر يخصهم بعيدا عن الآخرين ينشدون فيه الدولة الإسلامية، التي يريدونها ويحلمون بها. 

وأضاف أبراهيم، مع تفحل الفكر وتغلغه لا يجدي معه علم ولا فقه ولا شيخ ولا معلم إذ إنه لا قيمة للعلماء ولا لرأيهم لأنهم علماء سلطة ولا يقولون الحق ومن ثم لا يجب الاستماع إلى نصحهم، فضلا عن تكفيرهم لكل مؤسسات الدولة وتحريمهم الالتحاق بها وتركهم الكليات ومنع الانتساب للجامعات والمعاهد الإسلامية أو غيرها وتركهم للصلاة بمساجد المسلمين باعتبارها مساجد ضرار ويحرم  الصلاة بها.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]