في رد فعل وصف بانتفاضة في وجه أربعة من شيوخ العشائر « المغمورين ».. خيمت على الشارع الأردني موجة غضب، واحتجاجات واسعة في أوساط القبائل والعشائر ، بعد أن نشرت الصحف العبرية، صورة تجمع رئيس دولة الاحتلال، في صالون مكتبه، وأربعة أشخاص من العشائر الأردنية ، تحت عنوان تعزيز السلام .. وباعتبار الزيارة رمزا للتطبيع الشعبي الأردني مع إسرائيل، مما فجر ردود فعل واسعة «غاضبة » عمت مختلف المحافظات الأردنية، وبادرت العشائر الأردنية للتبرؤ من «الأشخاص المغمورين»، ومن زيارة يرفضها الشارع الأردني، والتي جاءت في توقيت يشهد الأردن تظاهرات حاشدة لدعم ومساندة نضال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
محاولة «تطبيعية» بائسة
ويؤكد سياسيون وبرلمانيون أردنيون، أن الأشخاص الأربعة مجهولون تماماً ، ومن الشخصيات المغمورة ، ولا يعرفهم حتى أبناء عشائرهم، وأن التقاط الصور مع رئيس دولة الاحتلال، بدت كمحاولة «تطبيعية» بائسة، والإيحاء بوجود إمكانية للتطبيع مع الأردنيين، ولذلك سارع الشارع الأردني، بالتنديد ورفض سلوكيات «الأشخاص المغمورين» والذين ليس لهم أي حضور اجتماعي، ولم يسبق لأي منهم ان كان عضواً معروفاً في عشيرته، او حتى في المناصب العامة، أوعضوية مجلسي الأعيان والنواب.
تساؤلات حائرة
والتساؤل داخل الشارع الأردني: من وراء تلك الزيارة؟ وكيف تلقوا دعوة لزيارة الكيان الإسرائيلي؟ وهل كانت المبادرة «السوداء» من قبل هؤلاء الذين يزعمون أنهم من مشايخ العشائر الأردنية؟ وهل هناك تنسيق سابق بينهم للقيام بهذه الخطوة؟ رغم الحقيقة الواضحة أن هؤلاء ليس لهم مواقف سياسية، ولا يعرفهم أحد في الشارع السياسي ولا الشعبي ، فلماذا جنحوا عن ثوابت الشارع الأردني تجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني ؟
الأردنيون يرفضون التطبيع
وقال المحلل السياسي، محمد خريسات، أن المزاج الشعبي العام في الأردن، يرفض تماما التطبيع مع دولة الاحتلال، حتى عقب توقيع اتفاقية السلام في وادي عربة، وطالما أن دولة فلسطين محتلة، وجاءت هذه الزيارة المشبوهة لأشخاص لا يعرفهم الشارع الأردني، عقب استشهاد ابن مدينة الكرك وشهيد القدس، عبدالله الكسجي، الذي يبلغ من العمر 57 عاماً وزار القدس كسائح ثم لاحق حسب الحيثيات جندياً إسرائيلياً وهاجمه وطعنه مرات عدة قبل سقوطه شهيداً وسط ترحيب شعبي عاصف في الأردن بالعملية وبطلها.
براءة عشائرية
وصدرت إعلانات براءة عشائرية، ضد المغمورين الأربعة، وتم التنديد بهم على نطاق واسع، ووصفتهم القوى الشعبية، بتعبيرات تحمل «شتائم» وسبابا قاسيا ، كما وصفوا بصورة واسعة على وسائط التواصل الاجتماعي، بثلة الشيوخ المزيفين أو بشيوخ «أوراق اللعب» .. وفي نفس الوقت ، يشهد الشارع الأردني، حملات شعبية غير مسبوقة لمساندة اضراب الأسرى الفلسطنيين.
