هجمة شرسة تتعرض لها مؤسسة الأزهر الشريف، بعد الحوادث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها بعض الكنائس المصرية، بدعوى أن مناهج الدراسة الأزهرية تحرض على العنف والتطرف والإرهاب.
النائب مصطفى كمال الدين حسين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان المصري، يرى أن هناك مناهج موروثة في الأزهر تحرض على القتل وكراهية الآخر منها مناهج ابن تيمية والوهابية، وأن الأزهر يضم إخوانًا وسلفيين، ما يعيق دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الدينى فى مصر.
ووجه السيسي، عدة دعوات للمؤسسات الدينية في مصر، لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية، كان آخرها في 1 مارس/ آذار الماضي، خلال كلمته أمام طلبة الدورة الثانية للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة، طالب فيه ببذل جهد كبير لتجديد الخطاب الدينى.
ورداً على تلك الهجمة الشرسة، قال الدكتور أحمد حسني رئيس جامعة الأزهر، أمس السبت، خلال حفل يوم الوفاء بكلية أصول الدين، غن مناهج الأزهر لم تحث على التطرف يومًا، مشيرًا إلى أنه تعايش مع المسلمين والمسيحيين ومختلف المذاهب من خلال هذه المناهج قائلاً: “اتقوا الله في الأزهر”.
فيما قال الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس الجامعة الأسبق، إن مناهج الأزهر تدعو للتسامح منذ أكثر من ألف عام.
وأعلن عدد من أعضاء اللجنة الدينية بمجلس النواب، رفضهم لتلك الهجمة الشرسة، حيث قالت الدكتورة آمنة نصير: “الهجوم على الأزهر فى الفترة الأخيرة واتهامه بالمسؤوليه عن الإرهاب والتطرف أمر غير مقبول”، مؤكدة أن “هناك مسؤولية مشتركة من الإعلام ووزارة التربية والتعليم بما وصل إليه شبابنا من تطرف، وبالتالي فلا يجب أن نضع كل السلبيات على مؤسسة منفردة”.
وتابعت، “نرفض الهدم والتطاول على الأزهر، ولكن إذا كان هناك نقد بناء للمؤسسة فيجب أن نأخذ ما يليق بها، أما إذا كان نقدا يهدف إلى التجريح فإننا نرفضه”.
فيما قال النائب عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، إن “الأزهر يقوم بدوره وليس مقصرا ولكنه لا يتواكب مع التحديات، وأن هناك بعض السلبيات لدى الأزهر على الساحة، ولابد أن يسعى إلى علاجها ومنها إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإعلامية والفتوى، ونرفض أي تجاوزات أو تطاول عليه” .
وقال الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة وعميد كلية الوافدين بجامعة الأزهر، في تصريحات لـ “الغد”: “لا أعلم لماذا كل هذه الهجمة الشرسة على الأزهر الشريف في هذا التوقيت تحديداً، الأزهر موجود داخل كل شبر في مصر، تخرج منه قادة الأمة ومفكريها، ألم يكن الزعيم سعد زغلول خريج من الأزهر، وعمر مكرم، ورفاعة الطهطاوي، هل هؤلاء كانوا متطرفون” !.
وأضاف فؤاد: “هناك بعض الحوادث الإرهابية التي تورط فيها بعض خريجي الأزهر، ولكن هذا لا يعني أن مناهج الأزهر تصدر العنف والإرهاب، هذا افتراء عليه، نرفضه بشدة ولن نقبله أبداً” .
فيما هاجم أحمد عبده ماهر، الباحث الإسلامي في تصريحات لـ “الغد”، المناهج الأزهرية بالكامل، مطالباً بتغييرها منعاً لتصدير متشددين يدعون إلى العنف والتطرف، قائلاً: “هناك نصوص داخل الكتب الدراسية تحرض على العنف، وقتل غير المسلمين، وإثارة الفتنة في المجتمع، وهذه التعاليم لا تمت للتعليم الإسلامي بصلة” .
وأضاف ماهر، “تباطؤ الأزهر في تغيير مناهجه الدراسية، أدت إلى زيادة أعمال العنف في الشارع، وخلق أجيال متطرفة لا تؤمن بالمواطنة ولا تعلم شيء عن التعايش مع الآخر، ولابد أن يقوم الأزهر بتغيير مناهجه فوراً”.
