رغم الغموض الذي أحاط بموعد عقد المؤتمر الدولي للسلام ، في باريس، لمناقشة سبل “الحل السياسي لقضية فلسطين، عبر حل الدولتين ” بحسب تعبير الخارجية الفرنسية، ورغم محاولات إسرائيل إجهاض التحرك السياسي والدبلوماسي الفرنسي، وتأجيل المؤتمر الدولي للسلام، إلى أجل غير مسمى، كشفت مصادر سياسية فرنسية ـ رسمية ــ أن باريس أرسلت للدول المعنية، اقتراحات لموعد عقد المؤتمر الدولي، يومي 20 و22 الشهر الجاري، وأن هناك ترحيباً من الدول التي تلقت الاقتراح.
لم يتحدد مستوى المشاركة
وتؤكد الدوائر السياسية في باريس أنه رغم التحديد “المبدئي” لموعد عقد المؤتمر، بعد نحو عشرة أيام، إلا أنه لم يتحدد حتى الآن مستوى المشاركة، وهل يعقد على مستوى وزاري أم أقل، بينما تم توجيه الدعوات لجميع الدول الأعضاء بالجامعة العربية، وفي المقدمة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، واللجنة الرباعية، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رغم موقفه المتأرجح “الغامض” حيث أبلغ الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند ، أنه مستعد للقاء عباس في باريس فقط في حال عدم عقد المؤتمر.
تذكير العالم بحل الدولتين
وأوضح دبلوماسي فرنسي لوسائل الإعلام أن المؤتمر ليس مؤتمر سلام على طريقة مدريد، بل هدفه إبقاء التذكير بأن الحل السلمي يمر عبر حل الدولتين، وأنه يجب إبقاء هذا الحل على الرادار الدولي في وقت تنتقل الإدارة الأمريكية إلى رئيس جديد، في إشارة إلى دونالد ترامب. وتابع أنه لم يكن يوماً هدف باريس أن تعيد إطلاق المفاوضات المباشرة بين الطرفين لأنها مدركة أن الظروف في الوقت الحاضر غير معدة لذلك، لكن بما أنه لم يعد أحد يتكلم عن حل الدولتين، خصوصاً أن هناك أزمات أخرى خطيرة في المنطقة، فإن باريس مصرة على تذكير العالم بهذا الصراع.
وأضاف: باريس تريد إبقاء المسألة مطروحة، خصوصاً في وقت تقول قيادات إسرائيلية إنها ضد الدولة الفلسطينية.. كما يأتي المؤتمر في ظل ديناميكية من التحرك الدولي، حيث دعا الرئيس الروسي، فلاديميربوتين، الرئيس محمود عباس ونتنياهو للقاء في موسكو، وحتى إن لم يتم هذا اللقاء، إلا أنه يعكس وجود اهتمام. ومصر تحركت، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، تحرك أيضاً في هذا الاتجاه، ففكرة باريس أن حل الدولتين ما زال موجوداً وتؤيده الأسرة الدولية.
هدف المؤتمر
يبدو واضحا، أن هدف المؤتمر، بحسب البلوماسي الفرنسي، هو البحث في كيفية دفع استمرار (حل الدولتين) بوجود تقرير اللجنة الرباعية الذي صدر في شهر يوليو / تموز الماضي، واجتماع باريس في شهر يونيو / حزيران، والبحث في كيفية مساعدة قيادة السلطة الفلسطينية، وتعزيز الجهود للجل السلمي عبر “حل الدولتين” .
روسيا ترحب .. وأمريكا تطرح أسئلة
وكشف الدبلوماسي المسؤول، لوسائل الإعلام الفرنسية، أن الروس رحبوا بفكرة المؤتمر، لكنهم لم يؤكدوا إن كان الحضور سيكون على مستوى وزير الخارجية سيرجي لافروف، أما كل ما حصلت عليه باريس من الإدارة الأمريكية هو طرح أسئلة وليس مواقف، ومن المتوقع أن يثير وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إرولت، اليوم السبت، موضوع المشاركة الأمريكية في المؤتمر، مع نظيره الأمريكي، جون كيري، الذي يحضر اجتماع باريس بشأن سوريا.
