«بشتري راجل».. أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر

هل أتاك حديث مريم ابنة عمران، التي أحصنت فرجها، فنفخ الله فيه من الروح، فتعجبت «أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا»، على أي صفة يوجد هذا الغلام مني، ولست بذات زوج، ولا يتصور مني الفجور، الأمور بهذه البساطة في فيلم بشتري راجل، أوهي أقرب، لا أكثر ولا أقل، دون الزج بآيات قرآنية، فالفن والدين لا يلتقيان ولا يفترض، فذلك الذي أرادته (شمس) نيللي كريم فاشترت بشرا (محمد ممدوح) ليهب لها غلاما دون أن يمسسها، فبدت كالذين هم لفروجهم حافظون -حتى على أزواجهم- لكن ضعف الطالب والمطلوب، والسبب (انظر دور العرض).

المرأة وعاء للإنجاب

كل صراع يشن ثم يستشاط ثم يوضع له حد بتسوية أو ترضية إلا الصراع على النساء بدا مؤبدا، ثمة دائما إصرار على نبشه، لعنة أن تولد بنت في رقعة جغرافية لا تزال ترزح تحت مفاهيم مغلوطة، بطلتنا امرأة تناكف مصائرها وتتحدى أعراف وتقاليد زمانها، فالوجع يبدو عميقا، وجع يجعل الرجال في نظرهن سواسية بعد تقدم أحدهما لخطبتها (محمد شاهين)، بالرغم من عدم اقتناعها إلا أنها بدأت تتذكر العادة المتبعة ولم تنوي أن تعارض، وقالت لأمها نعم، وهزت كتفها بلا اكتراث، وتذكرت أنهإ ذا لم يكن بوسعك أن تختاري فكوني موجودة فقط، ولكي تصبح قويا أمام خصمك يجب أن تقبله وترحب به ثم تطفشه، فخرجت للقائه وبدا لقاءً عاصفا، لم تتوقع الكثير منه، فإن لم تسر الأمور على مايرام فلا بأس، وإذا سارت على ما يرام فإنها ستكون مهيأة لذلك أيضا.

لقيت في قتاعاته أن الزواج جهد يتحول إلى مهمة عمل، وتمثل لها على أنه الضغوط الذي يمارسها المجتمع على المرأة وتحجيمها ضمن أدوار معينة كالإنجاب والرضاعة، فرأت أنه من الخطأ الفاحش أن تكون عقلانيا في هذه العائلة، فالشاب الذي كان يلاحقها قرر أنه من الأفضل ألا يعبث مع امرأة مجنونة وألا يرحب بهذه الجلبة، ولا بد أن هذه هي فائدة أن يغرد المرء خارج السرب في عائلة تقليدية.

أين جمعية الرفق بالحيوان المنوي

عندما لا تفضي لأحد بشيء استثنائي فإنه سيعتبر أن كل شيء يسيرعلى مايرام، فأفضت بكل ما هو استثنائي رغم معرفتها جيدا بأنها لو أثارت موضوع شراء الحيوانات المنوية ستقلب المسلمات، ولن تجد من النساء الأخريات تأييدا، بل اللائمة، وأولهن الأم، ومجرد هراء يصدر من خالها (لطفي لبيب) لم يعرف الزواج في حياته، ولكنه «فالح» فقط يحضها عليه.

عنصر المفاجأة المتخم بالخضات يجلب الرعب إلى التجربة، فوسط الانهيار لم يكن ينقص سوى فاجعة إنسانية تقشعر الأبدان، وقلة تملك مفتاح خلق الصدمة، والمنتجة دينا حرب، من القلة، فقررت صنع فيلمها بعيدا عن اعتبارات السوق، واللااكتراث حيال اعتباره مادة فنية ينبغي إنقاذها من جو البزنيس، لا بأس إن قلنا إنه مقلب ذكي، يلقن المشاهد درسا من دون عصا، بلا جهد وتكلفة، الدعاية اليوم صناعة في ذاتها.

خناقة لرب السما على فيسبوك، بعد مقطع فيديو لفتاة اسمها شريهان تبحث عن متبرع لحيوانات منوية، لأنها تريد أن تصبح «سينجل مازر»، وبعد الضجيج المدوي، كشفت مذيعة مصرية، حقيقة قصة شريهان بأنها  ليست حقيقية، وأنها مستوحاة من فيلم.

أصبحت كل مقاومة شيء لا فائدة منه، ولم يبق سوى الانسياق مع التيار العاصف، فإن لن تستطيعي تغيير اتجاه الريح فغيري أشرعتك لتصلي لغايتك، فلجأت إلى أساليب الزواج من مسافات بعيدة، تزاوج دون لمس، الزواج العذري، وهنا ليس الفيلم في تفرد وتميز وغرابة قصته، بل في تجسيدها، «شمس» موظفة بنكية، أمامها طموح لم تكن قد وجدت من الوقت مسحة لتشعر فيها بموضع قلبها، عبء ألقى على آنسة يتعين عليها الإنجاب قبل أن يفوتها القطار أو يدهسها.

يعري الفيلم غيبوبة تعشش داخلنا، ويضع الإصبع على الجرح ويرشه بالملح، يحاكي الفيلم أقنعة المجتمع الشرق أوسطي ووجوهه المتضاربة، لكل شخصية اختزالات تلمس فئات تماثلها، فثمة علاقات الجنس فيها هو المحرك لاستمرارها، والشريط هنا مر سريعا على إشكالية الارتباط خارج الرباط الزوجي، ارتباط غير متحفظ يرحب بمشكلات اجتماعية متوقعة. هذا الثنائي مسلسل داخل مسلسل، محمد ممدوح وليلى عربي، مزيج من الاستقلال الغريب والطاعة العمياء، قصة حقيقية لحب محرم، يصل إلى الفجور في نظر مجتمعات، رمز للعشق والخطيئة، تعيش مرحلة حياتية على طريقة طعام، صلاة، حب، فربما من محبات جوليا روبرتس وشاهدت فيلمها ايت براي لوف، وتدخل الفتاة في مغامرة تغير حياتها، كذلك الحال بالنسبة للألمان يركلون أطفالهم خارج البيت وهم في الرابعة عشر من عمرهم، يخوضون نزوة هذه النزوة الخاضعة لنزوة أخرى لا تعلم بها أو تستشعر وجودها.

ليلى عربي ممثلة أردنية تمثل بانسياب من دون تكلف، ملابسها في الدور اختزال لممثلة صادقة، تظهر ولعها بـ«أشراما»Ashrama الشهير، وهو نوع من معتزل ومعهد ديني استقبل طلابا من جميع أنحاء العالم. كانت ابنة عادل إمام في «صاحب السعادة» أداؤها بسيط غير مفتعل، وإن كان دورها أقل حظا من حيث التأثير عامة، مقارنة بنجمة الفيلم نيللي كريم، التي ورغم إشكالية ضيق الوقت واستحالة ضبط الممثل، كان هذا ملعبها وهي رشيقة، وبأدائها الحربائي، تتلون وتتقمص الوجوه في وجه جميل وعينين مليئتين بالبراءة.

الفيلم ككل مغامرة ممتعة مدموجة بالكوميديا بفضل أداء مرح من محمد ممدوح (بهجت) وخاله محمد حاتم (طارق)، وتوظيف جسمانيته فالبدنيون أشخاص يتمتعون بخفقة ظل، فما بالك بأن خاله يصغره في السن والجسم فتزيد جرعة الكوميديا للتخفيف من خطورة موضوع يتأرجح بين ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻲ وإنساني، واسترجع أسئلة ملحقة بالشرف والتحرر والكرامة الإنسانية وأشد قلقا على المصير البشري.

كدعاية لا بأس بها، فهي قادرة على جعلك تنتظر، والإطار العام لا يجعل العمل مرفوضا، أما التفاصيل، فبعضها ركيك أقله لجهة النص الذي بقي مبلوعا إلى أن تلجلج في صوغ النهاية، ولكن لا تهمنا النهاية، بل تعنينا الرسالة، وهي وحدها تجعله سائغا، رغم وعظه، وبدا التأليف أعمق مما استعجلت إيناس لطفي في كتابته، وجسده النجوم على عجل، فمهما غلبته السوداوية، يبقى المشهد الأخير رحابة بالأمل ومطمئنا إلى المصير البشري.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]