بعد 146 عاما.. أعظم عروض الأرض يغلق أبوابه

يعلم فريق إيطالي عددا من الشبان في غزة فنون السيرك في محاولة للتخفيف من الواقع الصعب الذي يعيشه سكان القطاع.

وعبر الشبان الفلسطينيون عن سعادتهم لدخول هذا النشاط إلى القطاع قبل سنوات، رغم ما تحمله من مظاهر الخطر.

وقالت مدربة السيرك الإيطالية، مارتينا، إنها وصلت إلى غزة ضمن مجموعة تزور البلاد، لتدريب الشباب الفلسطيني على فنون السيرك.

وتنقل الفريق الإيطالي بين محافظات قطاع غزة، كي يتسنى للعديد من الشباب ممارستها ومعرفتها وصولا لتكوين فريق قوي قادر على اللعب في الخارج.

وقال نادر مسلم، مدير مدرسة نجوم غزة للسيرك، خلال مقابلة تلفزيونية مع الغد “الفريق الإيطالي يزور البلاد سنويا منذ عام 2015، لتدريبنا على كل جديد في عالم السيرك، وكيفية استعمال الهوب والمشي على الحبل”.

الرياضة بكل مكوناتها هي وجهة الكثير من الشباب في قطاع غزة، بعدما حرمهم الحصار من الإسرائيلي من كل مقومات الفرح والسعادة.

في الأيام العادية يرتدي صاحب فرقة السيرك يوزف ترانكلر في النهار زي المهرج أو يشحذ سكاكينه او يهتم بأحصنته استعدادا لعرض اليوم.
إلا أن وباء كوفيد-19 جعل الفنان الألماني هذا محجورا في خيمة حيث يعيد مع شقيقه طلاء عربات السيرك.
فقد أوقفت إجراءات الحجر نشاط سيرك “التانو” العائلي الذي يضم 16 فنانا.
ويقول الرجل البالغ من العمر 44 عاما متنهدا “لم يعد يحق لنا تقديم العروض، لذلك نقوم بأشياء لم يكن لدينا الوقت لها”.
ويضم السيرك 20 حصانا ولاما وكلابا وماعزا وهو عالق منذ مطلع مارس/آذار في حقل في بلدة مولهايم أن دير رور قرب مطار إيسن في غرب البلاد.
قبل الوباء كانت الفرقة التي تضم رامي سكاكين وبهلوانيين، تتنقل كل عشرة أيام على الأقل.
ويخشى ترانكلر في حال استمر الوضع إلا يتوافر المال الكافي لإطعام الحيوانات. ويوضح “ليس لدينا عروض ونتكبد تكاليف لا يمكننا استيعابها”.
وإلى جانب أعمال الصيانة، تتدرب الفرقة بين ساعة وثلاث ساعات يوميا. وينبغي تدريب الحيوانات مرة على الأقل كل ثلاثة أيام حتى لا تنسى عرضها، على ما يؤكد الفنان.
وهو يجهل إلى متى يمكنهم الاستمرار من دون خطة مستقبلية واضحة.
ويروي قائلا “سمح لمصففي الشعر وأصحاب المتاجر استئناف نشاطهم لكن نحن علينا أن نخطط مسبقا لأسابيع مقبلة”.
وفي حال استمر لزوم التباعد الاجتماعي في ألمانيا، يخسى ترانكلر الأسوأ.
ويقول “نقدم عروضا أمام جمهور من خمسين شخصا تقريبا في العادة. في حال تغيب نصف هؤلاء لأنهم خائفون أو لا يسمح لهم بذلك بسبب خطر الإصابة ستحل بنا كارثة مالية ولن نتمكن من الاستمرار”.

باع سيرك مجري متجول في مزاد اليوم السبت، لوحات صنعتها أنثى فيل هندي تحب الإمساك بالفرشاة وتجيد الرسم بها.

وبيعت ثلاث لوحات كانفاس تجريدية صنعتها أنثى الفيل ساندرا البالغة من العمر 42 عاما، واحتوت على خطوط بألوان مختلفة تشبه أنهارا، بنحو 40 ألف فورنت (150 دولارا)، للوحة الواحدة.

وبيعت لوحة رسم فيها فنان مجري ساندرا نفسها مقابل 260 ألف فورنت. ومن المقرر تخصيص إيراد هذا المزاد لصالح أحد مواقع حماية الأفيال في ماليزيا.

وقال فلوريون ريتستير مربي ومالك ساندرا، الذي يعمل أيضا مديرا للسيرك، إن ساندرا ترسم بخرطومها، وهي سعيدة لقيامها بذلك.

وأضاف قائلا، «فقط أساعدها في تغيير الفرشاة ووضعها في الألوان وهي تقوم بالباقي بنفسها… أشجعها بقول، إن هذا جيد فعلا، أو أن هذا لم يكن جيدا للغاية… نحن معا منذ 40 عاما، لذا فإن علاقتنا مثل (فردين) في عائلة».