لاقت مبادرة النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان، التي طرحها عشية انطلاقة حركة فتح الثانية والخمسين، ترحيباً فلسطينياً واسعاً.
واعتبرت فصائل وشخصيات وطنية فلسطينية المبادرة التي طرحها دحلان كخارطة طريق لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وتحديد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي “شاملة ويمكن البناء عليها” للخروج من المأزق الذي تعاني منه القضية منذ عشرة سنوات.
ويقول القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، إن مبادرة دحلان فيها الكثير مما يمكن أن تتوافق عليه الفصائل، مضيفاً “يجب أخذها بعين الاعتبار، واستثمارها لتحريك المياه الراكدة في ساحتنا الفلسطينية”.
وأشار يوسف إلى أن المبادرة تستجيب للكثير من مطالب الفصائل الوطنية والإسلامية، وتراعي كل تحفظات القوى فيما يتعلق برفض التنسيق الأمني، وتفعيل المجلس التشريعي، وإعادة بناء منظمة التحرير، وإنهاء الانقسام، والتأكيد على عقد المجلس الوطني وفق رؤية تعطي لكل من حماس والجهاد الإسلامي نصيبهما المستحق كقوى فاعلة في الساحة النضالية.
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، إن “مبادرة دحلان تضع بعض العناوين للحل، ويمكن أن تكون جزءا من أي حوار قادم في ظل أزمة النظام السياسي على المستوي الوطني التي تتطلب الخروج منها”.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، إن المبادرة التي طرحها دحلان، تتقاطع ولا تتعاكس مع الموقف الذي عبرت عنه العديد من الفصائل في المبادرات التي طرحت مؤخرًا سواء من الجبهة الديمقراطية، أو حركة الجهاد الإسلامي.
وأوضح أبو ظريفة أنه يحب ترجمة مبادرة دحلان على أرض الواقع في ظل الأزمات التي تحيط بالشعب الفلسطيني، مضيفًا أنه “في حالة عدم علاج أزماتنا الداخلية سنبدد كل عوامل القوة التي دفعنًا ثمنًا غاليًا على مدار سنوات طويلة لاكتسابها”.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني، أن المبادرة تصلح لأن تكون وثيقة سياسية مكملة لوثيقة الوفاق الوطني ومبادرة الأمين العام لحرجة الجهاد الإسلامي رمضان شلح.
وأشار الدجني إلى أن التحدي الأبرز أمام مبادرة دحلان هو عدم قبولها من قبل الرئيس محمود عباس، وتحفظ حركة حماس عليها في المرحلة الراهنة لرغبتها المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني.
وقال إن المبادرة تستحق المناقشة من قبل الفصائل الفلسطينية لتكون مدخل لصياغة استراتيجية وطنية شاملة، لاحتوائها على قضايا مهمة لا يختلف عليها أحد وطنياً.
من جانبه، رأى الكاتب ثائر أبو عطيوي، في المبادرة رسائل هامة ومفصلية يعيشها الواقع التنظيمي لحركة فتح، والواقع الفلسطيني الداخلي جراء الانقسام السياسي، مشيراً إلى أن المبادرة تمثل المدخل الحقيقي والرئيسي للخروج من عنق الزجاجة.
وأوضح أبو عطيوي، أن المطلوب فصائليا ومكونات العمل الوطني على مختلف توجهاته احتضان المبادرة ودراستها بشكل مفصل، والعمل على تطبيقها بشكل جماعي وبناء حتى يتم التوصل الى واقع فلسطيني اخر عنوانه بناء الوطن والوحدة.
وكان دحلان طرح الجمعة الماضية، في كلمة له عشية انطلاقة حركة فتح الثانية والخمسين، سبعة نقاط كخطة إنقاذ وطني تهدف لترتيب البيت الفلسطيني والخروج من المأزق الراهن الذي تعاني منه القضية الوطنية.
