يواصل الأسرى إضرابهم عن الطعام في سجون الاحتلال، لليوم الـ 36 ، في ظل «ترهل» ردود الفعل العربية، الرسمية والشعبية، وفي نفس الوقت «تجاهل» المجتمع الدولي والمنظمات الدولية .. بينما تصاعدت موجات الغضب داخل فلسطين المحتلة، وعم الإضراب الشامل ، اليوم الإثنين، كافة الأراضي الفلسطينية، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام ، وذلك في ظل تردى الوضع الصحي ونقل الكثير من الأسرى للمستشفيات الإسرائيلية وسط تعتيم إسرائيلي.
الجسد يأكل بعضه بعضا
وحذرت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء لحقوق الإنسان، من مخاطر بدء أن يأكل الجسد بعضه بعضا، بعد أن دخل إضراب الأسرى يومه الـ 36 ، وأن جسم الانسان لا يحصل على (بروتينات ودهون وكربوهيدرات ) لذلك يبدآ الجسم بهضم المخزون الاحتياطي من السكر( الجلوكوز) والاحماض الدهنية وأجسام الكيتون، ويبدأ الجسم في تأمين الجلوكوز من الانسجة الأخرى ابتداء من العضلات ، ونتيجة لذلك تصاب العضلات بالضعف وقلة الحجم .. بينما تتوقف قدرة الإنسان على البقاء على قيد الحياة على نسبة البروتين فى الجسم و الدهون المختزنة عند بدء الإضراب.
ولفتت إلى أن الإضراب عن الطعام من الممكن أن يؤدي إلى أضرار خطيرة بالجسم، قد تتسبب في تلف دائم فى بعض الأجهزة يعتمد ذلك على مدة الإضراب، ومن المتوقع أن يفقد الجسم ما يتراوح بين نصف الى كيلوجرام فى اليوم خلال الأسبوع الأول، وينتج ذلك أساساً عن فقدان الجسم للماء، حيث يقوم الجسم بالحفاظ على الطاقة المتبقية، حيث يفقد المضرب عن الطعام من 200 إلى 450 جرام فى اليوم بعد مرور الأسبوع الأول.. ودعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، منظمة الصليب الأحمر الدولي، إلى إصدار موقف شامل، فيما يتعلق بالأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام..وطالبها ببذل جهود «مكثفة وحثيثة لحمايتهم صحيا ومراقبة المعاملة الإسرائيلية معهم، في ظل استهتار إسرائيل بصحتهم وحياتهم واستمرار رفضها التجاوب مع مطالبهم الإنسانية».. وطالب عدد من الهيئات الفلسطينية، التدخل العاجل لانقاذ الاسرى من التنكيل الذي بتعرضون له في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
قيادة الإضراب تمسك بزمام الأمور
وأوضحت اللّجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أن قيادة الإضراب ما زالت تمسك وبقوّة بزمام إدارة إضراب الحرية والكرامة، وذلك في أصعب مراحل الإضراب وأشدّها حساسية.. وأن أكثر من (200) أسير في سجون «نفحة، وريمون، وايشل» التحقوا بالإضراب عن الطعام، أمس الأحد،
وهذه الخطوة تأتي ردا على استمرار إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، برفضها وتعنتها بالاستجابة لمطالب الأسرى.
فشل ممارسات ابتزاز المضربين عن الطعام
ونقلت سلطات الاحتلال أعدادا كبيرة من الأسرى المضربين في الساعات الأخيرة إلى المستشفيات المدنية بعد تدهور أوضاعهم الصحية، بينما تمارس إدارة مصلحة سجون الاحتلال، سياسة عزل الأسرى المضربين عن العالم الخارجي، وتضع العراقيل أمام حق أهالي المضربين والمؤسسات الحقوقية في الاطلاع على أوضاعهم الصحية، وأسماء وظروف من تم نقلهم إلى المشافي.. وتعمل سلطات الاحتلال من خلال العيادات الميدانية داخل السجون، على مساومة الأسرى على تقديم العلاج لهم مقابل إنهاء إضرابهم، ويقوم الأطباء العاملين في تلك العيادات، بوضع أصنافا متعددة من الأطعمة وتعرض على الأسرى لابتزازهم، وفقا لشهادات موثقة وردت عن عدد من الأسرى
دولة الاحتلال تخشى تصاعد الأحداث
ومع صمود إضراب الأسرى، واقتراب شهر رمضان، تشير تقديرات جيش الاحتلال لإمكانية تصاعد الاحداث في مناطق الضفة الغربية، ما دفع قيادة جيش الاحتلال في الضفة لزيادة عدد قواته وفقا لما نشره موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية، نقلا عن ضابط كبير في جيش الاحتلال في مناطق الضفة الغربية، وأن هذه التقديرات غير مرتبطة بورود معلومات أمنية أو تحذيرات محددة، بقدر ما هي مرتبطة بالتاريخ وكذلك بتطور الوضع الميداني في المناطق، والذي قد يؤدي الى تصاعد الاحداث بشكل كبير جراء حادث أو اكثر، فالجيش الاسرائيلي لديه تقديرات مبنية على التجربة أن شهر رمضان الذي سيبدأ نهاية هذا الشهر، قد يكون له تأثير في تصاعد الاحداث خاصة في شهر يونيو / حزيران.
6500 فلسطيني في سجون ومعتقلات الاحتلال
ويواصل نحو 1800 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم المفتوح عن الطعام «معركة الحرية والكرامة»، لليوم الـ 36 على التوالي.. ويأتي هذا الإضراب الجماعي، لرفض إجراءات سلطات الاحتلال التي تفاقم معاناة الأسرى، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وغير ذلك من المطالب الإنسانية المشروعة والتي منها أيضا إنهاء سياسة الإهمال الطبي.
ويعتقل الاحتلال أكثر من 6500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجنا ومركز توقيف تفتقد لأدنى المقومات الإنسانية، مع وجود نحو 1200 أسير مريض، بينهم 12 مصابا بمرض السرطان، و17 يعانون من أمراض في القلب
