خالد خيري يكتب: الرئيس السيسي و نعمة الدولة المصرية

في الولايات المتحدة الأمريكية نعيش كمصريين وسط غيرنا من المهاجرين واللاجئين العرب من دول كثيرة، أخص منها الأشقاء من سوريا والعراق وليبيا واليمن ممن لديهم الحسرة على ما آلت إليه الأمور في بلدانهم وتشرذمت أسرهم وضاعت ممتلكاتهم وحصاد السنين وسط الركام والنار وفي أتون حرب دائرة بين الدولة والميليشيات.
في السابق وقبل ظهور ما أطلق عليه الغرب “الربيع العربي” كان كثير من الشباب العربي يذهب إلى بعض المراكز الأمريكية التي تتحدث عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات، والتي أنفقت الملايين على أبحاث وبرامج تدريبية للشباب من دولنا العربية من أجل تثقيفهم سياسيا وتبصيرهم بحقوقهم الدستورية، ولا مانع من منحهم جرعة تستدعي حالة من البغض و العداء للنظم التي أتوا منها، وكذلك التباكي على الحريات في الشرق الأوسط،  والأخطر كان تدريبهم على إلغاء المقدسات الوطنية وعدم احترام الخبرات الوطنية بحجة أن لا احتكار للرأي وحق التعبير مكفول للجميع.
وبعد أن وصل الحال في بعض الدول إلى ما وصل إليه تحول انتباه  هذه المراكز – بقدرة قادر – إلى أبحاث مكافحة الاٍرهاب والوقاية من التطرّف والعنف وقبول الآخر ووقف الفوضى التي سعت هي إليها في الأساس، وبمعنى أدق عندما كنت أحضر فعالياتها  كان لهذه المراكز وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني في المرحلة الأولى رغبة هي خلق حالة من الفوضى تؤدي إلى الاستقرار بعد أن يموت من يموت وتضيع الدولة، ثم أضحت في مرحلتها الثانية أو هدفها الثاني تعالج هذه الفوضى ولكن بإحداث فوضى أخرى ومن نوع آخر حتى تتوه دولنا ولا تعود، لكن الاختلاف ما بين الهدف الأول والثاني هو عزوف هؤلاء الشباب عن الحضور والمشاركة إما لإنه تم حرقهم مجتمعيا أو كأنها رسالة من البعض الذي غُرر به لهذه المراكز والمؤسسات مفادها خربتوها ثم ندبتم بعدها والمحصلة فقدت هذه المراكز ثقة الجميع وأصبحت تعاني في ظل الإدارة الأمريكية الراهنة من خطر وقف تمويل الدولة الأمريكية لها بعد أن أعلن ترامب بنفسه أن عهد إسقاط الأنظمة قد ولى وذهب.
عندما تجلس مع الأسر والمواطنين من الدول سالفة الذكر تجدهم يلعنون الديمقراطية وما يسمى بالحريات العامة والخاصة، والبعض منهم يقول لو علمت أن بلدي سيصل إلى ذلك ما أقدمت على شيء مكتفيا بنعمة الأمن والأمان وهذا هو قلب الحقيقة.
بحكم عملي كصحفي وإعلامي في الولايات المتحدة منذ 15 عاما التقيت خلالها بعدد من المصريين ممن يطلقون على أنفسهم لقب نشطاء وجميعهم كان يأتي على نفقة جهات ومراكز أمريكية خاصة تدفع لهم نفقات السفر والإقامة ورأيتهم هنا كيف كان بعضهم حريصا على انتقاد بلده ووطنه في مقابل نيل شرف الاستضافة مرة أخرى وبالطبع الشهرة والنجومية، وبعد سلسلة من هذه الزيارات كنت دائما غير مرتاح لطبيعة ما يقومون به وبمن يلتقون في واشنطن وسبب ذلك لي الكثير من المتاعب والمشكلات سواء في جهة عملي السابقة كمؤسسة أمريكية خالصة أو مع هؤلاء الناشطين أنفسهم ومن يدعمهم في الولايات المتحدة والأمثلة والأدلة لدي كثيرة ومتنوعة وذكرها سيكون لاحقا.
الآن لا يوجد أثر يذكر لهؤلاء هنا في واشنطن والسبب إما أن يكون وقف التمويل بعد أن فشلت مهمتهم في إسقاط مصر أو أنه يتم الإعداد والبحث عن وجوه تحل محلهم وهذا يجب أن تنتبه إليه الدولة المصرية وإن كنت أعتقد من الصعب حدوثه بعد أن تكشفت الأمور ونضب معين الأموال واكتشف المصريون حقيقة هذه المراكز ومن يدعمها ومن يعمل معها .
وبعد أن استعاد المصريون بلدهم في ثورة الثلاثين من يونيو وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي إدارة مصر، هذا الرجل الذي يسعى بكل ما أتاه الله من خبرات أن يداوي جراح الماضي ويعيد لمصر مكانتها الإقليمية والدولية وسط إرث من المشكلات والكوارث دام سنوات، وتحرك السيسي تعاونه قيادات ومؤسسات مصرية وطنية على رأسها الجيش المصري ورجاله البواسل والمؤسسة الشرطية الشجاعة من أجل تحسين الأمن والأحوال المعيشية للمصريين وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة ولو كان ما يفعله الرجل حاليا من مشروعات قومية عملاقة قد حدث منذ ثلاثين عاما لكانت مصر في مكانة أخرى متميزة.
الرئيس السيسي وكما ذكرت يتحرك ومعه مصريون وطنيون من إدارات أخرى حكومية وتنفيذية ومحلية لا شك في ذلك ولكن هل يعمل هؤلاء بذات الهمة التي يعمل بها الرجل وأجهزته العسكرية والأمنية، وهل يتفهمون خططه وما يريد عمله للمواطن، هل يستيقظون مبكرا مثله، هل ينزلون إلى الشوارع والأسواق للقاء المواطنين والاستماع لشكواهم وأحوالهم، هل يعلمون حجم الاخطار التي تتعرض لها مصر داخليا وخارجيا، وهل يشعر المواطن بوجودهم، هل يشعر المواطن مثلا في منطقة ما بوجود رئيس الحي أو يعرف حتى اسمه؟ هناك أفكار متطورة وخطط محلية لو تم اتباعها لأصبحت مصر أفضل مما هي عليه الان وأتمنى ذلك لإن اكتمال منظومة الدولة لا يتوقف فقط على الرئيس وإنما على من ينفذون استراتيجيته على الأرض.
الدعم الحقيقي الدي يحتاجه الرئيس السيسي هو دعم الشعب وبمعنى أدق أن لا ينسى الشعب ما حدث من أعمال فوضى وخراب طالت المحروسة ولولا عناية الله ووجود جيش وطني لتحققت المؤامرة وعاشت مصر مرحلة لا نريد أن نراها بعد أن شاهدنا جميعا لقطات لأسر وأطفال وسيدات من بلدان أخرى تقف على حدود دول طلبا للجوء وهي المشاهد التي ذبحت كل غيور على أهله ووطنه وجعلتنا نلعن نوعا خاصا من ديمقراطية يدعو إليها البعض وتقود إلى خراب كهذا.
الدعم الحقيقي الدي يحتاجه السيسي هو دعم المواطن سواء أكان هي أو هو مسؤولا أو موظفا أو عاملا .. كل مواطن مطالب أن يدعم القيادة السياسية التي أثبتت وطنيتها وحرصها على بقاء الدولة وحثها الدؤوب على توفير الأمن والغذاء وفي اعتقادي وفي رأي كثيرين من الاشقاء في الدول المنكوبة فإن الأمن قبل كل شيء من غيره لن يكون شيئ ولن يتبقى حال فقده وقت لأي شيء.
أخيرا في رأيي ورأي كثيرين في المهجر أن نعمة بقاء الدولة أهم الإنجازات التي سيكتبها التاريخ كإنجاز حققه الرئيس السيسي لمصر ولا يجب أبدا الاستهانة بذلك وسط صخب الغلاء والمعيشة لإن تجاهل  هذه النعمة سيكون خطأ فادحا وحتى لا يُخدش هذا الذي تحقق فإن المصريين كافة مطالبون أن دعم السيسي وأن ينظروا إلى الرجل كما ننظر له نحن في المهجر بمعنى أن الدعم له يعني أن يعملوا بقدر همته وعزمه.
أخيرا عندما نريد أن نقوم كمصريين في المهجر بعطلة ونخطط للذهاب  لزيارة بلدنا الحبيبة المحروسة بإذن الله نجد نظرة في عيون الأشقاء من سوريا وليبيا واليمن والعراق .. نظرة تسوى الدنيا وما فيها .. ليتكم ترونها لكي تفتخروا بنعمة الدولة وتحافظوا عليها مهما كانت التحديات ،
الدعم الحقيقي الدي يحتاجه السيسي هو دعم المواطن والمواطنة من أجل الحفاظ على نعمة الدولة وياليتكم معنا لتعلموا ماذا يعني أن يكون لديك وطن تعود إليه وأهل وأصدقاء تزورهم وقتما تريد وتشتاق.
من القلب شكرًا لكل جندي وشرطي مصري يواجه الجحيم من أجل شعبه والحمد لله على بقاء مصر الوطن والدولة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]