خالد خيري يكتب: دحلان وحلم الدولة الوطنية
ما المقصود إذن من استبعاد رجل بهذه الخبرات والتاريخ النضالي والسياسي واستبعاد غيره من الغيوريين على مصلحة ومستقبل وطن همشت سلطته أي شخص أو جماعة تظن هي أنه أو أنهم يهددون بقائها، وما هو هدف السلطة من استمرار الشقاق الداخلي وعدم اشراك الخبرات الفلسطينية الوطنية في عملية صنع القرار، ولماذا تصر السلطة الفلسطينية على انتهاج وسائل عفا عليها الزمن لحل الصراع، ولماذا لم يُقدم الرئيس عباس حتى الآن على إعلان نيته إجراء انتخابات رئاسية شاملة لكي يجعل الشعب يختار قيادته المقبلة، إلى متى يظل الكرسي أهم من الدولة؟؟؟.
بمناسبة قرب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن التقيت مؤخرا عددا من الدبلوماسيين العرب والأجانب في الكونجرس والبيت الأبيض والخارجية الأمريكية والمراكز السياسية وذلك خلال أكثر من حدث في العاصمة الأمريكية واشنطن وتحدثت مع كثيرين منهم حول رؤيتهم للوضع الفلسطيني وما يمكن أن يحدث مع هذه الإدارة الجمهورية التي تنظر وتراقب الموقف تمهيدا للإعلان عن رؤيتها لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكانت المفاجأة أن إجاباتهم في معظمها تركزت في كيفية تحقيق السلام مع أطراف الصراع داخليا، وعندما سألت ما المقصود بأطراف الصراع داخليا، فالمعلومات التي يعلمها الجميع هو أن هناك طرفين محل الصراع فكانت الإجابة هي أنه يوجد طرف مقسم إلى عدة أطراف حيث حماس طرف وداخل فتح يوجد أطراف والأطراف الفلسطينية الآخرى طرف وأخيرا الطرف الأهم الشعب الفلسطيني.. بالنسبة لي كانت رؤية هؤلاء صادمة ومزعجة وتبعث في النفس الحسرة والألم على وصول القضية العادلة الواضحة وضوح الشمس إلى هذا المستوى بسبب الطمع في السلطة والرغبة في الاستمرار ولو على أشلاء دولة سيتبدد حلم قيامها يوما بعد يوم إذا ما استمر بقاء هذا الحال.