استبعد خبراء عسكرين مصريون، مواجهة عسكرية “تقليدية أو نووية” بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية .. وأكدوا للغد، أن ما يجري سوف يقف عند حدود “حرب التصريحات” بالتهديد ، والتهديد المضاد، وأن ما يقال عن “الخيارات المفتوحة” أمام واشنطن، مجرد تصورات أمريكية للرد على تجربة صاروخية فاشلة أجرتها كوريا الشمالية فجر أمس، والاستعراض العسكري الكوري، لأسلحتها التقليدية والنووية، ومما يشكّل تصعيدا من جانب كوريا الشمالية، وامتحاناً محورياً لسياسة ترامب في بداية عهده.
وقال الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف، للغد، إن ميزان المواجهة ، في حرب التهديدات المتبادلة، لصالح كوريا الشمالية، لأنها تملك أدوات التهديد لحلفاء أمريكا في المنطقة المشتعلة “جنوب شرق آسيا”، ولن تغامر الولايات المتحدة بحسابات غير دقيقة، خاصة وأن “بيونغ يانغ” لن تتردد بالرد على أي هجوم أمريكي.
الخيارات على الطاولة
وأضاف اللواء عبد اللطيف، أن السلاح النووي، مجرد “سلاح للردع” دون استخدامه، ومن المستبعد تماما لجوء الإدارة الأمريكية، لضرب مخازن نووية أو مفاعلات نووية في كوريا الشمالية، لأن النتائج مدمرة عالميا، وبالتحديد على حليفة أمريكا كوريا الجنوبية، واليابان، والقواعد العسكرية الأمريكية المتقدمة في المنطقة، وأن تأكيد مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر، أن «كل الخيارات على الطاولة» في التعاطي مع كوريا الشمالية،، وأن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ الخطوات التي تلائم مصلحة الولايات المتحدة والأمريكيين.. مجرد استفزازات “سياسية واقتصادية” في صورة توحي بالتهديدات العسكرية.
نهاية مرتقبة لـ “حرب التصريحات”
ومن جانبه أوضح الخبير العسكري، العميد علوي فهمي، أن ترديد مصطلح “حرب عالمية ثالثة” تندلع من كوريا الشمالية، لا يعتمد على رؤية ثاقبة للأوضاع عالميا ، وهو توقع مستبعد تماما ، فهناك تقديرات عالمية لخريطة “الموت” لو حدثت حرب عالمية، ولن تغامر أية دولة في هذه المواجهة “المستحيلة” .. وقال للغد: سوف ينتهي الأمر عند “حرب التصريحات” بين واشنطن وبيونغ يانغ، وأعتقد أن الخيارات التي تدرسها أمريكا تدور حول التخلص من الزعيم الكوري، كم جونغ أون، في عمل تقوم به الاستخبارات الأمريكية، التي لها خبرة طويلة في العمليات “السوداء” من الاغتيالات، ولكن هناك صعوبة أن تكرر التجربة في بلد شبه مغلق داخليا “كوريا الشمالية”.
الرعب النووي يقيد الحركة العسكرية
وتابع في تحليله للغد: إن القوة النووية الكورية، وما يحيط بها من عموض شديد، سوف تقف عائقا أمام الخيارات العسكرية الأمريكية، وهو ما حدث في “الحالة العراقية” مع الشكوك الأمريكية، وقتئذ، تجاه أسلحة دمار شامل لدى العراق، مما قيد “الحركة العسكرية” الأمريكية، ولكن حين اخترقت المواقع العراقية من أعضاء لجان التفتيش النووي وضمنهم “عملاء ورجال مخابرات ” ولم تكتشف أية أسلحة دمار شامل، بادرت واشنطن بالحرب على العراق في ربيع 2003
خريطة الموت
وقال العميد “فهمي” هناك ايضا الموقف الصيني، من المواجهة”الكلامية” حتى الآن بين أمريكا وكوريا الشمالية، ولن تسمح بكين بانفلات الوضع عسكريا مما يهدد أمنها ، وباتالي استبعاد المواجهة النووية التي سوف ترسم “خريطة الموت في المنطقة”.. وأتوقع أن تهدأ موجة التصريحات “الملتهبة” كسابقاتها من قبل، ومهما قيل عن “تهور”الرئيس ترامب، فإنه لن يجرؤ على قرار يسحب الولايات المتحدة إلى مواجهات غير محسوبة العواقب.
