عارض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، خطة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، وحذروا من أن ذلك قد يفاقم من التوترات مع العالم العربي.
وقالت فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، «من المهم للغاية أن نحجم جميعا عن التحركات الأحادية، خاصة تلك التي قد تكون لها تداعيات خطيرة»، في قطاعات رأي عام واسعة في أجزاء كبيرة من العالم.
وأضافت، «نأمل أن يكون هناك بعض التدبر في تبعات أي تحرك يتخذ».
موغيريني أحجمت عن إيضاح تلك التداعيات، بينما لم يتخذ قرار رسمي بنقل السفارة.
لم يطرح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد سياسة واضحة تجاه الشرق الأوسط، لكنه ألمح إلى أنه سيكون أكثر تعاطفا مع اليمين المتطرف في إسرائيل مقارنة مع الإدارات الأمريكية السابقة.
وتعهد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، التي يريد الفلسطينيون أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية.
وقالت موغيريني، «نحن بكل تأكيد لن ننقل مبعوثينا المتواجدين في تل أبيب».
وزير الخارجية الإيرلندي تشارلز فلاناغان، قال اليوم الإثنين، «سوف أشعر بالقلق إزاء أي تغيير أحادي الجانب لموقف تمسكت به الولايات المتحدة طويلا فيما يتعلق بموقع السفارات».
وقالت موغيريني، إن الاتحاد الأوروبي سيواصل احترام الإجماع الدولي على عدم نقل السفارات إلى القدس، استنادا إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 478 الصادر عام 1980.
فيما حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، في وقت سابق، من «عواقب خطيرة»، «حال أقدم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، على خطوة نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من مدينة تل أبيب إلى القدس».
وقال إيرولت، «لا يمكن لأحد أن يتبع سياسة خاطئة من طرف واحد. وينبغي أن تهيء الظروف للسلام»، مضيفاً، أن «نقل السفارة سيكون استفزازاً وله عواقب خطيرة».
واختتم أمس الأحد، المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس، وسط رفض إسرائيلي وترحيب فلسطيني، بمشاركة 70 دولة ومنظمة بينها الجامعة العربية والتعاون الإسلامي، إضافة إلى اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة).
وأكدت الدول والمنظمات المشاركة في البيان الختامي للمؤتمر، أن «حلاًَ تفاوضياً لدولتين هما إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن، هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم».
ومن جانبه، اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن مشروع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، القاضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، من شأنه القضاء على عملية السلام، وقد يدفع الفلسطينيين «للتراجع عن الاعتراف بدولة إسرائيل».
وطلب عباس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المساعدة لمنع الولايات المتحدة من نقل سفارتها إلى القدس عبر رسالة خطية نقلها صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ويدعم السفير الأمريكي الجديد، المحامي المتشدد ديفيد فريدمان، توسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وتحويل مقر السفارة إلى مدينة القدس المحتلة.
وصرح عريقات، أنه نقل رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يطلب منه صراحة المساعدة في منع الولايات المتحدة من نقل سفارتها إلى القدس.
وخلال حملته الانتخابية وعد ترامب الذي يتسلم مهامه يوم الجمعة المقبل، بالاعتراف بالقدس، «عاصمة لإسرائيل»، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية وضمتها عام 1967، ثم أعلنت في 1980، القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وكذلك الولايات المتحدة.
