رؤية نقدية| «يوسف» أحب إلى زعيمنا منا

راقنا طرح إشكالية الدين كمشكلة رئيسية، تشغل العالم اليوم، كما كانت تشغله في الماضي.. المتغطرسون من المتدينين.. على اختلاف الملة والطائفة، تجسدوا وتحققوا في أعمال الزعيم عادل إمام.. حيث الغلبة للمتعصبين والأسوأ من المسلمين.

«البخل»؟ لا.. فهذه تيمة تكررت واستهلكت منذ زمن ولا تستميلنا، نحن الجمهور كشفناها وأيقنا الخديعة، فمن يصدق أن الزعيم سيتناول البخل الذي استهلك واهترأ وسيضج بالضجر، طالما أن التيمة واضحة أكثر من اللازم هكذا، إذن فهي ذات طابع خبيث وماكر…

تعنينا الرسالة؛ فتساءلنا عن مقاصد المسلسل، وشئنا ألا يغرقنا في نصوص يوسف معاطي الفارغة، لكنه فعلها ووضعنا في أكثر القوالب المبتذلة.. كليشيه تجاور الأديان الإبراهيمية.

مأمون وشركاه (كتابة يوسف معاطي وإخراج رامي إمام)، ظاهره خصلة البخل، وباطنه يبرز غاية الزعيم في فصل متطرفي الدين وزائفي الإيمان عن معتدلي الإسلام، لا بل عن المسيحية واليهودية أيضا، وقلنا قد يبدو طريفا أن يقدم الزعيم ما يمكن اعتباره مأسويا في إطار طريف كعادته في المنسى والإرهاب والكباب وطيور الظلام واللعب مع الكبار.. فتفاجئنا بزج إشكالية (المسلم-المسيحي-اليهودي) بإطارها السطحي.

جمع الإديان الإبراهيمية تحت سقف واحد، هي مصادفة كاذبة، وكله هنا رهن المصادفة، بغير إقناع درامي، وقلنا لا بأس وإلا لماذا سميت بالدراما، وتمنينا معالجة بعمق إنساني يلمس القلب عوض المعالجة بسطحية عابرة تمزج الواقع بالفانتازيا ويختلط الأمر ولا نعي هل ما نشاهده يحدث فعلا!.. فسادته الخيبة والاستهلاك.

حلو أن يكترث الزعيم لإضحاكنا والأحلى أن يحترمنا.. فالكوميديا بالإهانات لا تضحك. لا أن يصبح البشر عرضة للسخرية، إذ يسخر الزعيم من خلق الله؛ القزم والطويل والأسمر الإفريقي ويكون المتلعثم أضحوكة.. كوميديا ابتدعها سمير غانم.

 

 

ثمة من يستفز حين يمس زعيم يبجله، ولكن أيضا ثمة من يستفز حين تمس عقيدة يراها غير قابلة للنقد، كما حصل مع الأقباط بعد الحكم عليهم بالتكفير والتفسيق؛ إذ وصفهم المسلسل بـ «الكفرة» على لسان المتطرف (حمزة العيلي). والزج بمعضلة زواج مسيحية بمسلم، وآخر بيهودية، هي وإن كانت مقبولة من المسلمين فمرفوضة من الجانب اليهودي والمسيحي، وياما بددنا الخلط واللبس المفاهيمي بين اليهودية والصهيونية، ورغم ذلك قدم المسلسل شخصية اليهود المغاربة باعتبارهم موالين لإسرائيل، فاستفز الأقباط واليهود بوعيه الهش.

منا من يخشى البدايات الجديدة، كحال ما يجري مع الزعيم. ثنائياته مع يوسف معاطي تنهكه، مريديه تواقون ليرونه خارج السيستم، بعيدا عن الميثولوجيا التي يحيك يوسف معاطي فيها أعماله، وخارج سريالية فرقة ناجي عطالله والعراف وصاحب السعادة، والجنوح الساذج لمثالية لم تعد واردة.

مع المعاطي لم يعد مستغربا أن يطل الزعيم بجديد خائب، منذ 1999 وحتى الآن لم يتعاون الثنائي مع أحد من سواهما، 17 عام فيها 14 عمل قدمها معاطى للزعيم، وعادل إمام  كالمعتاد هو ذاته لا يتجدد كأنه يتقن شخصيات بعينها يرسمها له، ننتظر منه خروجا من الدائرة المغلقة، أو خلعه كضلع من مثلث نجله رامي إمام والمعاطي الذي (شطب) ويعيد تدوير موضوعات مستهلكة في إطار جديد بائس بمضمون ساذج، سطحي ومباشر، وكذلك الممثلين أنفسهم في كل أعماله، يجارون الخواء.

من أجل الزعيم أولا قبل مريديه، «أعرض عن يوسف»، يرجى ألا تكرر التعاون معه، وقدم شيئا جديدا وانحرف عن الدروب المطروقة، والأداء بذات الملامح الواحدة المحفوظة، والنظرة المتوقعة؛ البحلقة مع رفع حاجب وخفض قرينه، التي اعتدنا عليها منذ أفلامه الأولى في السبعينيات، وتعمقت عملا بعد آخر.

فاسم الزعيم وحده في الوجدان فكرة لن نكف عن الإيمان بها، لكن الكوميديا ليست اسم نجم فحسب، بل مسؤولية بالبعد عن الركاكة والإخفاق في الاختيار والتساهل بمخاطبة المشاهد الذي يشعر بأن ثمة من يستهزئ به.

لا ندافع عن المتأسلمين ولا عن هذيان السخرية من الشرائع السماوية. فكلاهما مؤسف وبائس. أما المسيحية والإسلام واليهودية فهي أديان سلسة والحدود بينهما تمتزج وأكثر مرونة مما يخيل إلى المتعصبين ممن ينتقون آيات بعينها تتماشي مع غاياتهم، وكذلك منتقدي المتعصبين الذي يعممون ما يقترفه المتعصبين على المسحيين والمسلمين واليهود العاديين.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]