على بعد 140 كيلومترا جنوب العاصمة السورية دمشق، يكمن أحد المعالم الأثرية، التي شيدها الرومان منذ قديم الأزل، إلا أنها باتت اليوم ركاما وأنقاضا بفعل قصفها المتكرر بطائرات النظام السوري.
غارات مكثفة شنها الطيران الحربي السوري على مناطق محافظة درعا، الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة جنوب البلاد، إلا أن القصف استهدف قلعة بصرى الشام الأثرية، ليدمر معالمها بشكل شبه كامل، لتلحق بغيرها من معالم التاريخ الإنساني، التي دمرت في سوريا.
حسبما أوضح ناشطون سوريون زاروا القلعة اليوم، الخميس، فإن القصف الذي نقذه سلاح الجو التابع للجيش السوري النظامي دمر أعمدة القلعة عدا عمودين تقريبا، مشيرين إلى أنه من المعروف أن القلعة خالية من الزائرين أو المسلحين وغيرهم.
وأوضح ناشطون، رفضوا ذكر أسمائهم في تصريحات خاصة لـ”الغد العربي” عبر “تويتر”: “أن طائرات النظام ألقت براميل متفجرة على القلعة أمس، الأربعاء، ما أدى إلى إحداث دمار كبير بها”.
ويعود تاريخ قلعة ومسرح بصرى الشام إلى العصر الروماني في بلاد الشام، وشيدت إبان القرن الثاني الميلادي، وهو الأثر الوحيد المتبقي من حقبة الإمبراطور تراجان، الذي حكم هذه المنطقة، والقلعة مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1980.
وشيدت القلعة على ارتفاع 850 مترا فوق سطح البحر، وتضم عدة ممرات أثرية، وأعمدة وقاعة تسمى بـ”الممثلين”، وكان يقام فيها مهرجان بصرى الدولي، الذي ضم عروضا فنية قدمتها منذ عام 1978 فرق من جميع أنحاء العالم.
ومنذ اندلعت الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، تتعرض الآثار إلى هجمات عدة في أنحاء البلاد من قبل كل أطراف النزاع، فمنذ أشهر تعرضت مدينة تدمر الأثرية لهجمات من تنظيم “داعش” هدم خلالها عدد من معالم المدينة.