طلال عوكل يكتب : قليل مثمر خير من كثير مفقر..

قليل مثمر خير من كثير مفقر..

طلال عوكل

لا أرى سببا لانتظار نتائج القمة العربية التي ستنعقد في عمان في التاسع والعشرين من هذا الشهر، حتى نقف على مدى نجاحها أو فشلها. ولا أعتقد بأن معايير الحكم على نتائجها، تتعلق بالمستحيل، أو بالتطلعات الاستراتيجية، التي يحلم المواطن العربي بأن يحققها القادة العرب. بين كل قمة وأخرى، تهبط المعايير إلى المزيد من الحدود الدنيا فليس لأحد أن يضع معايير حالمة، ذلك أن الواقع المعاش والملموس هو الذي يشكل طريقة التفكير بماهية هذه المعايير. الأمر هنا لا يتعلق بالتنجيم أو بالتنبؤات، أو بالعقول الخارقة، بقدر ما أنه يتعلق بكيفية النظر إلى المخرجات انطلاقا من قراءة واقعية للأحداث التي تسبق القمة، والتحضيرات التي لا يقف المواطن عليها بشفافية، ولكنه يعيدها إلى مجريات وخصائص الأحداث الواقعية.

بقلم ـ طلال عوكل

الواقع والوقائع تقول ، بأن النظام السياسي العربي لم يتغير حتى يتغير السلوك الذي وقفنا عليه خلال القمم العربية السابقة. تقول أيضا أن العرب فقدوا البوصلة التي تؤشر لهم طريقة الخروج من رصيف التاريخ إلى وسطه . وتقول بأن السياسات والمواقف القطرية ومناوءة الآخر العربي ،واستعداءه، ومطالبته بأن يفعل ما لا يفعلون، من شأنه أن يرفع الحصانة عن الواقع المهترئ والمتخلف الذي يرتاح إليه معظم أهل النظام السياسي. من يستهويه لرؤية خاصة به ، أو خدمة لآخرين، أن يلعب في ساحة الآخر العربي عليه أن ينتظر من يلعب في ساحته، وأن النيران إن اشتعلت في مكان، فإنها ستنتقل بسرعة إلى أماكن أخرى. لن يذهب عرب القمة إلى ما قاله البعض نحو تشكيل حلف عربي حقيقي على غرار حلف النيتو، ذلك أن الأمر يتطلب كحد أدنى ان يتوافق الكل العربي على استراتيجية موحدة وأن يصدقوا القول بالفعل، إزاء ما يجري على سطح هذه المنطقة و في أعماقها. الحال في قمة عمان من غير المرجح أن يختلف كثيرا عنه خلال قمة نواكشط السابقة، سوى التشديد على بعض الكلمات والجمل، التي تعكس حدة الاستحقاقات، وطبيعة التحديات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية مجتمعة، وكل قطر منها منفردا. الكل يتحدث عن أن القضية الفلسطينية ستحظى باهتمام شديد في القمة، ذلك أن الخطر الداهم الذي يحيق بها شديد جدا. غير أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية عن حق وحقيقة يستلزم وضعا عربيا مختلفا. يستلزم الانتصار للقضية الفلسطينية، والتعامل معها من جديد على انها لب الصراع، وقضية العرب الأولى، أن يكون العرب أقوياء، موحدين ومتفقين على الأولويات القومية، ومستعدين لأن يقرنوا الأقوال بالأفعال. هذه واحدة من معضلات العمل العربي المشترك، مما يجعلهم يؤكدون في كل مرة أنهم ينتمون إلى أمة الكلام. حتى ينتصر العرب لمصالحهم وشعوبهم وقضاياهم، عليهم أن يتفقوا نظريا وعمليا وفق صيغ وآليات واضحة على أولوية محاربة مخططات التقسيم، وتدمير الوحدات الإقليمية التي سبق أن تعرضت لتقسيمات جائرة إبان الحرب العالمية الأولى. وحتى ينتصر العرب لأنفسهم ولشعوبهم عليهم أن يتفقوا على محاربة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وأدواته وهوياته، الأمر الذي يتطلب الاتفاق مسبقا على تعريف الإرهاب، وأسبابه، وتحديد منابعه. وعلى العرب أن يتفقوا على إصلاح الخطاب الديني كعنوان لمرحلة طويلة لتجفيف المنابع الفكرية للإرهاب الديني، الذي يحرض الشعوب الأخرى على الإسلام والمسلمين، ويشكل عائقا كبيرا أمام تقدم الشعوب العربية نحو تحقيق رفعتها ووحدتها وتواصلها الإيجابي البناء مع كل أهل الأرض . أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فليس على الزعماء العرب أن يفعلوا أكثر من أن يستعيدوا أية قرارات سابقة اتخذوها سواء في قمم عربية، او اجتماعات وزارية، أو حتى اجتماعات على مستوى المندوبين الدائمين في الجامعة العربية.

فليختاروا من ذلك الركام من البيانات والقرارات أكثرها حذرا وأكثرها مرونة، شرط أن يتفقوا على ضرورة الالتزام بها وتنفيذها، ذلك أن هناك أطنان من الورق وقليل من الالتزام بها. يحتاج الفلسطيني من أشقائه العرب الذين يجتمعون في القمة أو الذين سيتابعون نتائجها، أن تكون إرادتهم حاضرة، موحدة، وقوية في التدخل بالإقناع أو بالضغط من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني الخطير الذي طال أمده، وتعمقت تداعياته وآثاره لصالح المحتل الإسرائيلي. حين يقصر العربي بواجباته كما يفعل الفلسطيني بحق نفسه وقضيته وشعبه. يصبح على المجموع العربي أن يبذل المستطاع والمستطاع ممكن، لتعويض ذلك القصور، فلقد قصر الفلسطينيون بحق أنفسهم وقصر العرب بحقهم، حتى أن بعضهم أغوته واستهوته لعبة الاستقطاب ، وتحريض طرف على الآخر. قليل مثمر خير من كثير عقيم.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]