تغني مجموعة من النساء الفلسطينيات، وهن يعملن في مدينة غزة مرة واحدة في الأسبوع في محاولة لإعطاء مريضات سرطان الثدي إحساسا بعودة جزء من أنوثتهن كن قد فقدنه بسبب السرطان.
وتقوم هؤلاء المتطوعات بمحاولة صناعة أثداء صناعية لنساء القطاع اللائي يعانين من سرطان الثدي لكنهن غير قادرات على إجراء جراحات تجميلية.
وقالت إيمان شنن مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان التي تتجتمع فيها النساء لصنع حمالات الصدر إن أحد الأهداف الرئيسية للمركز هو الحد من المخاوف التي قد تشعر بها النساء نحو السرطان.
وتوضح «فكرة وجود المؤسسة كانت لأنو معظم القائمين عليها إما ناجين من السرطان أو حدا من عائلاتهم أصيب بالسرطان.. فكرتنا كانت منذ البداية إيجاد بيت للنساء.. مكان للنساء تتجمع فيه.. في بداية الأمر كنا نشتغل على كل النساء والأطفال والرجال.. بس وجدنا إنه النساء الأكثر فقراً والأكثر تهميشا أحياناً تهجر المرأة بسبب إصابتها بالسرطان وأحياناً قليلة في حالة نادرة تطلق».
وتضيف «برنامج العون والأمل يقدم خدماته لحوالي 2750 امرأة يعني ما يعادل ألفين وسبعة مئة وخمسين عائلة.. هدفنا الأساسي هو التخفيف من الضغط الموجود على النساء بسبب إصابتهم بالسرطان، إنه المرأة تستطيع أن تتغلب على خوفها وقلقها من السرطان».
وقالت شنن إن حوالي عشر نساء يشاركن في المشروع وإنتاج حمالات الصدر للنساء المصابات بسرطان الثدي سواء في القطاع وأحيانا لمنظمات خارج القطاع.
وتم تأسيس المركز في عام 2008 ويعمل على عدة مشاريع لتمكين مرضى السرطان ومساعدتهم في الحرب ضد المرض.
وقالت شنن «كمان فكرتنا أن نساء اليوم لما بيقعدوا يصنعوا أثداء صناعية هما بيقوموا باشي بيحسوا إنهم بنجزوا اشي لحدا تاني هذا نوع من التعزيز النفسي. حتى يعني في بعض المؤسسات برا (خارج القطاع) أخدت منا.. احنا ما منصدر إحنا منمنحه مجاناً وما منبيعه.. بنمنحه مجاناً لأنه هذا كان قرار ماخذينه. مرات الورشة بتكون حق الأثداء والمواد الخام من واحدة من الصبايا صاحباتنا اللي عندها كانسر بس وضعها المادي كويس يعني عادةً هذا ما إلو تمويل معين.. هذا تمويل ببجي ذاتي من أشخاص مؤمنين بالقضية».
ووصفت ناجية أخرى من السرطان تعمل في إنتاج الحمالات وتدعى هناء شحادة التأثير العميق على المرأة الذي يمكن أن يتسبب فيه سرطان الثدي.
وقالت شحادة وهي أم لستة أبناء شخصت إصابتها بالمرض عام 2009 منيجي «هون إحنا بنعمل الأثداء الصناعية، هذه الأثداء الصناعية مريحة كتير نفسياً للست يعني بيقولوا هما بيحكوا إن مرض سرطان الثدي هو أبسط مرض لكن عند الست صعب صعب كتير يعني شيء بارز في صدرها يعني يرتفع صعب هذا اللي إحنا منعمله هدا عبارة الثدي الصناعي منعتبره إنه يعني بريح كتير للست».
وتُباع الحمالات المماثلة عادة مقابل مبلغ يتراوح بين 200 و300 دولار في المتاجر لكن شنن تقول إن المركز يعطي هذه الحمالات مجانا للنساء غير القادرات في القطاع.
وقالت معززة عبدو إن الثدي جزء من المرأة ولن تشعر باكتمال مظهرها كأنثى بدونه.
وتوضح «بسعد الآخرين فيه.. وأسعدت نفسي فيه لأنه أي إنسانة مصابة في هذا إحنا مندل على هنا إنه يجوا ياخدوا عشان تكمل مظهرها لأنه هذا المظهر هو البارز في الست.. الست ما بتتكملش إلا في جسمها لما يكون كامل.. هذا بيعوض».
قيود إسرائيلية
وتقول إنه بسبب قيود السفر التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة لا يستطيع مرضى السرطان مغادرة غزة لتلقي العلاج بدون الحصول على موافقة.
وأضافت لوسائل إعلام محلية أن رفض طلبات مغادرة غزة لتلقي العلاج تزايد بشكل كبير لأسباب صنفتها إسرائيل على أنها ذات صلة بالأمن.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967. ويريد الفلسطينيون هذه الأراضي بالإضافة إلى قطاع غزة الذي انسحبت منه إسرائيل لإقامة دولة لهم لكن محادثات السلام تعثرت منذ عام 2014.
وفي الشهر الماضي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تم رفع القيود المفروضة على بناء المستوطنات في القدس الشرقية في خطوة نددت بها السلطة الفلسطينية.
ويرى الفلسطينيون المستوطنات الإسرائيلية عقبة رئيسية أمام التوصل لاتفاق سلام ويريدون تفكيكها.
