نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية تقريرا عن محافظة المنوفية المصرية، ووصفتها بأنها “صانعة الرؤساء” في مصر، كما تطرق التقرير إلى تفرد تلك المحافظة، بنشأة مختلف السياسيين والمسؤولين العسكريين وذوي النفوذ، على أرضها.
وأضاف التقرير، الذي أعده الكاتب بيتر شوارتشتاين، الذي زار المحافظة، أن المنوفية قدمت 4 من رؤساء الجمهورية الخمسة الأحدث في مصر؛ فإليها ينتمي محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، وكذلك الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وعدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية في مصر، والذي شغل منصب رئيس الجمهورية خلال الفترة الانتقالية عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي بعد ثورة الـ30من يونيو/حزيران 2013.
وأوضح الكاتب، أن قصة النفوذ السياسى الضخمة للمنوفية تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما شرع عبدالعزيز باشا فهيم، وهو أحد السياسيين الليبراليين البارزين آنذاك، فى جهود لتحسين نوعية التعليم هناك، حيث أقنع مجموعة من زملائه من ملاك الأراضى فى المنوفية بالتبرع ببعض الأراضى من أجل بناء مدارس ممولة من القطاع الخاص.
مشيرا إلى انها أحد أفضل المحافظات تعليمًا فى البلاد، حيث إن نسبة الطلبة الذين يواصلون تعليمهم بعد سن الـ 15 فى المنوفية، أعلى ما هى عليه فى معظم المحافظات الريفية الأخرى فى مصر، وهى نسبة تجاوزت 80% خلال العقد الأول من هذا القرن.
وأضاف الكاتب، أن قائمة الشخصيات البارزة المدنية والعسكرية التي تنتسب إلى هذه المحافظة ملفته للغاية، بالنظر إلى أن المنوفية تعتبر سابع أصغر المحافظات المصرية من حيث المساحة، وتأتي في المركز الحادي عشر من حيث تعداد السكان.
وينقل الكاتب عن مرافقه المنوفي خلال جولته بالمحافظة قوله، “إننا ننتج الرؤساء مثلما تنتج أماكن أخرى الأثاث”.
وأضاف التقرير نقلا عن بعض أبناء المحافظة، أن سياسات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد الثورة جردت مدارس جمعية من استقلالها ومن قدر كبير من جودتها، لكن عقودًا من التعليم المتميز، كانت قد أتاحت للعديد من المنوفيين تحقيق مكانة بارزة في النظام العسكري الجديد في مصر، حيث ارتفع عدد الشبان المتعلمين من أبناء المحافظة في صفوف الجيش بسرعة حتى أصبح تمثيلهم فائقًا في سلك الضباط منذ الأيام الأولى من حكم عبد الناصر.
وأوضح الكاتب، أنه وعلى الرغم من هذا الإرث التعليمي الكبير وعدد الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة بين أبنائها، إلا أن هذه المحافظة “فقيرة جدا” وتعاني من مشاكل عديدة، حيث إنها عاجزة عن توسعة أراضيها الزراعية، ما يجعل اقتصادها القائم في معظمه على الزراعة يعاني مع زيادة عدد سكانها.
كما أن سكانها يعيشون في منازل أصغر حجمًا من متوسط حجم المساكن في الدولة، وتمتلك المحافظة أقل نسبة في مصر بين عدد الأسرة في المستشفيات لكل فرد.
وكشف الكاتب، أن أحد المصادر التي تساعد في نجاح أبناء المنوفية هو هجرة عدد وافر من سكانها، ففي القاهرة، يهيمن عدد من المزارعين المنوفيين السابقين وأسرهم على أحياء بأكملها، وخاصة في منطقة شبرا الخيمة الصناعية.
ونقل التقرير عن صموئيل تادرس وهو باحث سياسى وزميل بارز فى معهد هدسون الأمريكى، والذي تشير المجلة إلى أنه مؤرخ منوفي الأصل، قوله “إذا كنت من “قويسنا” (إحدى بلدات المحافظة) ورأيت شخصا آخر من قويسنا أيضا فى ثوبه العسكري، فإنك ستحرص على أن تحذو حذوه“.
وأوضح التقرير، أن العلاقة بين تلك المحافظة والجيش ظهرت في انتخابات الرئاسة عام 2012، والتي حظي فيها الفريق أحمد شفيق، وزير الطيرالن المدني الأسبق، على نسبة تأييد من الناخبين فى المنوفية أكثر مما حصل في أية محافظة أخرى.
