عربية هي ملامحهم، وملابسهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وحتى لغتهم، يندسون بين الفلسطينيين، لاختطاف مطلوبين، أو تصفية آخرين، أو تفريق متظاهرين، هم يهود بعضهم أصولهم عربية، لذلك يسمون “المستعربين” وهي ترجمة لكلمة “مستعرفيم” العبرية، وهم مجندون فرق بجيش وشرطة الاحتلال.
وتعتبر فرق المستعربين، أحد أقوى أسلحة الاحتلال التي تنشط في الضفة الغربية المحتلة وفي الداخل الفلسطيني خلال الانتفاضات والمواجهات العنيفة بين الفلسطينيين، وكان أول ظهور لها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث عمل عناصرها ضمن العصابات الصهيونية فيما قبل قيام كيان إسرائيل.
وأفادت التقارير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تخصص ميزانيات ضخمة لهذه الفرق، ومن أبرزهم فرقة “دوفدوفان” التابعة لسلاح المشاة، وفرقة “يماس” التابعة لقوات حرس الحدود، وفرقة “متسادا” التابعة لمصلحة السجون، فرقة “جدعونيم” وهي أكثر الفرق المعنية بالاندساس في قلب المظاهرات الفلسطينية الغاضبة.
ودخلت فرق “المستعربين” على خط المواجهات خلال المواجهات الفلسطينية الجارية هذه الأيام باستهدافهم الشباب والمقاومين، حيث أظهرت فيديوهات تم بثها عملياتهم الإجرامية، كان أحدها وليس آخرها، فجر اليوم الخميس، إذ قاموا بتصفية شاب جريح داخل مستشفى بمدينة الخليل واختطاف شاب آخر ورصدتهم كاميرات المراقبة.
وظهر المستعربون يضعون الحطّة الفلسطينية على رؤوسهم ويتظاهرون مع الشبان الفلسطينيين الغاضبين، يترقبون لحظة معينة، ليتجمعوا أحدهم جنبا إلى جنب، ويهحمون على أحد المتظاهرين ويشهرون سلاحهم في وجه الآخرين حتى يتم تسليمه لقوات الاحتلال بعد إبراحه ضربا، وأحيانا ما يقومون باختطاف الفلسطينيين من أمام منازلهم مثل العصابات.
ولتجنب حملات المستعربين، انتشرت حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالب فيها النشطاء بنشر النصائح والإرشادات كي يحمي المتظاهرون أنفسهم من الوقوع في فخ المستعربين الذين يصعب تمييزهم.
وهناك عدة نصائح تناولتها تقارير فلسطينية للكشف عن المستعربين أثناء محاولتهم الانخراط بالتظاهرات، تتمثل في ضرورة ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة، إذ يخصص المستعربون ملابس غامقة وفضفاضة كي يخفوا أسلحتهم تحتها، مع ضرورة إدخال المتظاهرين ملابسهم داخل بنطالهم، وهو ما سيميز غير المتظاهرين، إذا يبقي أفراد وحدة المستعربين ملابسهم خارج البنطال كي لا يكشف المسدس والقيود التي يحملها ويخفيها أسفل الملابس.
ولجأ قوات الاحتلال إلى نشر أفراد من فرق المستعربين خلال انتفاضة الفلسطينيين في القدس والضفة هذه الأيام بهدف اعتقال أو تصفية عدد كبير منهم.
