بعد أن خلق إسقاط تركيا لمقاتلة لروسية أزمة بين البلدين، ولجأت روسيا لإجراءات اقتصادية عقابية ضد تركيا، يبدو أن أنقرة ستلجئ للعمل بمبدأ “عدو عدوي صديقي”.
فبعيدا عن قطع جميع الاتصالات العسكرية والدبلوماسية مع السلطات التركية، أعلنت روسيا اليوم، الثلاثاء، فرضها مزيدا من العقوبات الاقتصادية على تركيا، في وقت ذكرت تقارير أن موسكو بصدد إلغاء مشروع خط أنابيب الغاز مع أنقرة، فضلا عن زيادة تواجدها العسكري، وإظهار دعم أكثر للأسد، الأمر الذي يدفع تركيا للبحث عن بدائل متاحة في مواجهة روسيا.
أوكرانيا والمواد الغذائية
في هذا الإطار، أشارت تقارير تركية إلى البدائل الجديدة لسد الفجوات، التي يمكن أن تخلفها تلك الأزمة مع روسيا، كان من أبرزها أوكرانيا، وهي أول من استغلت الموقف للعمل بمبدأ “عدو عدو صديقي”، حيث تعتبر روسيا الخصم الأول لها بتدخلها عسكريا وفرض سيطرتها على جزء من أراضيها، وهي شبه جزيرة القرم.
فعقب فرض روسيا قيودا تجارية على تركيا، أعلنت أوكرانيا تكفلها بشكل علني تزويد تركيا باحتياجاتها من المواد الغذائية، التي قد تحجبها روسيا، وفقا لما أكده وزير السياسات الزراعية والغذائية الأوكراني “ألكسي بافلينكو”.
قطر والغاز
يعتبر البديل الأقوى لتركيا في حال استخدام روسيا لورقة الغاز، هي قطر التي تعتبر من أهم الشركاء الاستراتيجيين لتركيا في مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، وأشارت التقارير إلى أن دولة قطر الغنية في مجال الغاز بإمكانها تزويد تركيا بأي نقص في مجال الغاز.
وتختلف قطر مع روسيا في وجهات النظر حول عدة قضايا، أبرزها الأزمة السورية، حيث اعترضت قطر على التدخل العسكري الروسي في الأراضي السورية، فيما تشارك الدوحة دول الخليج موقفها في أوبك بعدم خفض إنتاج النفط، مما يكون له أثر بالغ على اقتصاد روسيا.
يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة أردوغان لقطر هي الثانية منذ توليه الرئاسة، اليوم الثلاثاء، تلبية لدعوة وجهها له أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكانت تركيا وقطر قد وقعتا خلال زيارة أردوغان السابقة لقطر، اتفاقية تستورد تركيا بموجبها 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من قطر، ويمكن لزيارة اليوم أن تناقش احتمالية زيادة أو مضاعفة هذا الرقم، حسبما أشارت شبكة تي آر تي التركية.
