في سابقة عالمية، استضافت كندا، قمة استثنائية لوزيرات الخارجية، وصفتها الدوائر السياسية في الغرب بأنها «قمة تاريخية» غير مسبوقة، تهدف إلى الإضاءة على الدور الرئيس الذي يمكن أن تلعبه المرأة في السياسة وعملية صنع القرار، في ظل الواقع الدبلوماسي العالمي، الذي تحتل فيه 30 امرأة منصب وزيرة خارجية في العالم اليوم.. وفي حال نجاح القمة في مقاصدها، فإنها ستمثل مساهمة مهمة في الحوار العالمي الخاص بدور المرأة في الشؤون الدولية.
لأول مرة.. اجتماع نساء يتولين أرفع المناصب الديبلوماسية
القمة الإستثنائية لوزيرات خارجية العالم، تسجل لأول مرة اجتماع نساء يتولين أرفع المناصب الديبلوماسية، ووحدن صوتهن وطاقاتهن من أجل عالم أفضل وأكثر أمناً ورخاء ومساواة وتمكيناً للمرأة.. وهو ما أشارت إليه وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، في افتتاح القمة التي عقدت في مونتريال على مدى يومين واختتمت مساء أمس، بأن النساء يلعبن «دوراً رئيساً في التوصل إلى حلول للتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مجتمعاتنا»، مضيفة: «سأسعى دائماً من أجل المساواة في التمثيل واحترام حقوق النساء والبنات» لأنه «عندما نشارك جميعاً في عملية اتخاذ القرار، تصبح مجتمعاتنا أقوى، واقتصاداتنا وطبقتنا المتوسطة أكثر ازدهاراً، ودولنا أكثر أمناً».
18 وزيرة خارجية التقيْن في مونتريال
سابقة عقد القمة الاستثنائية الأولى لوزيرات الخارجية، والتي كان لكندا سبق الدعوة إليها، كشفت عن دور المرأة في السياسة وعملية صنع القرار، ومن خلال تنوع القضايا على جدول أعمال (18 وزيرة خارجية التقيْن في مونتريال)، وتضمنت خمسة محاور، هي النساء في السياسة..ومراكز القيادة..وترسيخ الديموقراطية..وتعزيز السلام والأمن. ومكافحة العنف ضد المرأة.
دور المرأة في صنع القرار
ورأست وزيرة خارجية كندا، كريستيا فريلاند، الاجتماع الذي لا سابق له، وبمشاركة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني. وفي الجلسة الافتتاحية عبّرت المسؤولتان عن الأمل في أن يكون هذا الاجتماع بداية لتقليد يرسخ التعاون بين الوزيرات..وشددّت «موغيريني» على الفوائد الجمة للمجتمعات التي يكون للمرأة فيها دور في صنع القرار، وقالت: «ليست مسألة حقوق متساوية فحسب، بل العمل على تفادي التبديد الواضح لرأس المال البشري، إذ لم يعد باستطاعة العالم تحمل ذلك».
وجمع المؤتمر، إضافة إلى فريلاند وموغيريني، وزيرات خارجية 17 دولة هي أندورا، وبلغاريا، وكوستاريكا، وكرواتيا، وجمهورية الدومينيكان، وغانا، وغواتيمالا، وهندوراس، وإندونيسيا، وكينيا، وناميبيا، والنروج، وبنما، وجنوب أفريقيا، ورواندا، وسانتا لوسيا، والسويد.
غياب التمثيل العربي !!
وكانت الملاحظة الملفتة للنظر، في اجتماع القمة الاستثنائية الأولى في العالم، ورغم المشاركة الواسعة فيه، إلا أنه لم يشمل أي دولة عربية.. وغياب التمثيل العربي، يرجع إلى غياب تولي المرأة العربية منصب وزيرة الخارجية.. على أمل أن يكون هناك تمثيل عربي في مثل هذه القمم في أي وقت قريب.
