يعلق الفلسطينيون آمالا كبيرة على القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين، التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية في البحر الميت جنوب غرب عمّان الأربعاء المقبل.
ويتطلع الفلسطينيون إلى أن يصل الزعماء والقادة العرب لتوافقات وتفاهمات لإيجاد حل عادل وشامل لقضيتهم، خلال القمة التي تعج بالملفات العربية المعقدة، بينما يشعر الكثيرون بالتشاؤم، نظرا لعدم تحقق أي من تطلعاتهم وآمالهم، التي عقدوها خلال القمم السابقة.
ودعا زكريا الآغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الجامعة العربية لتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية في ظل التدهور الخطير، الذي تشهده المناطق المحتلة، وأن ترتقي نتائجها للتحديات التي تواجهها القضية ورفض مشاريع التوطين.
من جانبه، شدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أشتية، على أهمية أن يذهب العرب إلى الإدارة الأمريكية الجديدة موحدين وليس فرادى، وتقديم موقف عربي واحد واضح من مجمل قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، متوقعا أن تتم بلورة هذا الموقف خلال القمّة العربية المقررعقدها الأربعاء المقبل.
كما دعت حركة “حماس” الزعماء العرب المشاركين في القمّة العربية المرتقبة، إلى نصرة الشعب الفلسطيني بإنهاء حصار غزة والمساعدة على وضع حد للانقسام بما يقوي من تمسكه بثوابته.
وقال عضو المكتب السياسي في الحركة، سامي خاطر، أن “المطلوب من القمّة أن تكون لها وقفة واضحة لنصرة الشعب الفلسطيني، وفك الحصار عن غزة والمساهمة في إنهاء الانقسام، والعمل على وقف الاستيطان الذي يهدد بابتلاع القدس”.
وأضاف “إذا كانت هناك أي نية لتحرك سياسي عربي نأمل أن يركز على ضرورة كبح جماح الاحتلال المتواصل على شعبنا بشكل عام، وخاصة الاستيطان والتهويد للمقدسات”.
وطالبت القوى الوطنية والإسلامية، في رسالة وجهتها للمجتمعين في القمّة العربية بضرورة إعادة الزخم للقضية الفلسطينية، وعدم القبول بالرجوع إلى المفاوضات الثنائية مع إسرائيل، التي فشلت طوال السنوات الماضية.
وقالت القوى “إلى الزعماء العرب وهم يعقدون القمّة على بعد رمية حجر من المسجد الاقصى، نؤكد على أهمية هذه القمة كمحطة تجمع الأشقاء وتصفي النفوس وتزيل العقبات أمام وحدة الموقف لأمتنا وتعالج القضايا المطروحة بكل مسؤولية ومتابعة”.
وأكدت القوى على تمسك الفلسطينيين بحقوقهم الثابتة، ورفض أي حلول جزئية أو مؤقتة من خلال الحديث عن دولة في غزة، أو بدون غزة والقدس.
وطالبت بالدعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لتطبيق قرارات الشرعية والقانون الدولي بما يضمن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان.
تشاؤم
ولا تعول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كثيرا على القمّة العربية، التي تستضيفها الأردن بعد غدٍ في البحر الميت، وقال عضو المكتب السياسي ماهر الطاهر، “إذا كانت القمّة جادّة في أهدافها المُعلنة لكانت ساهمت وعملت مُسبقاً على إنهاء القتل والدمار والأزمات الطاحنة في الدول العربية”.
وأضاف “هناك العديد من الأطراف العربية صامتة تجاه القضية الفلسطينية، لذا نعتقد أنّ القضية الفلسطينية تواجه اليوم خطرا حقيقيا”.
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية دورته العادية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن، الأقرب إلى مدينة القدس، خلال المدة من الثالث والعشرين والتاسع والعشرين من شهر مارس/ آذار الجاري.
وكان أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، قال إن المواطن العربي تراجعت ثقته بمؤسسات العمل العربي، بعد عجز النظام الإقليمي لسنوات طويلة عن حل الأزمات وغاب التنسيق العربي.
وأضاف الصفدي، خلال كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب، اليوم الإثنين، “نتفق على مركزية القضية الفلسطينية وأن رفع الظلم والاحتلال عن الفلسطينيين على أساس حل الدولتين مطلب أساسي لتحقيق الأمن والأستقرار الإقليميين”.
