ترصد الدوائر السياسية، الغربية والعربية، مساع الرئيس الأمريكي، على مسار عملية السلام في المنطقة، تأسيسا على « حل الدولتين» .. وإن بدت تلك المساعي حتى الآن مجرد «آمال وتمنيات» عبر عنها حلال جولته بالمنطقة، بدءا من العاصمة السعودية ، الرياض، وحتى أريحا بالضفة الغربية المحتلة، ومباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، متعهدا بالقيام بكل ما بوسعه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.. ويرى أن هناك «فرصة نادرة للسلام».
«ترامب» لا يحمل «رؤية للحل»
مصادر رفيعة في الإدارة الأمريكية، تقول إن ترامب لا يحمل معه مبادرة سلام أو «رؤية للحل»، إنما يريد إنشاء ثقة بين إسرائيل والفلسطينيين وتحسين الأجواء تمهيداً لاستئناف المفاوضات بينهم.. ومن هذه الرؤية، لم يتضمن خطابه في تل أبيب، أي تصريح من شأنه تغيير السياسة الأمريكية في شأن مكانة القدس أو نقل السفارة الأمريكية إليها، وحرص على زيارة القدس الشرقية «البلدة القديمة» سيرا على الأقدام، لبضع مئات من الأمتار، متجها إلى كنيسة القيامة، ثم حائط البراق (المبكى)، رافضا وجود مرافقين إسرائيليين رسميين معه.
السلام ممكن .. مع خطوات بناء الثقة
وأكدت المصادر، في دائرة صنع القرار، لوسائل الإعلام الأمريكية، أن الرئيس ترامب مقتنع بأن السلام ممكن، وأن من شأن مقاربة جديدة أن تنجح، لكننا ما زلنا في مرحلة مبكرة، ولا نعتقد أنه حان الوقت للقاء بين نتانياهو وعباس أو عقد قمة ثلاثية بمشاركة ترامب..«هذا بكل بساطة سابق لأوانه»، واذلك فهو يركز في هذا التوقيت على الطلب من «عباس ونتنياهو»، بأن يقوما بخطوات بناء ثقة بهدف خلق أجواء مريحة لاستئناف مفاوضات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
«ترامب» يتحسس الخطى .. ويعيش «حالة تفاؤل»
وكشف تقرير مركز الدراسات والأبحاث السياسية والتنموية، في واشنطن، أن الرئيس «ترامب» يتحسس الخطى باتجاه التدخل الأمريكي لحل قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهو ما زال في مرحلة قراءة المواقف المختلفة على الجانبين العربي الفلسطيني، والإسرائيلي، ولكن لديه طموح قائم على «حالة تفاؤل» بامكانية نجاحه في التوصل للسلام، وحل نزاع أكثر تعقيدا منذ أكثر من نصف قرن .. وأكد التقرير الأمريكي أن الرئيس «ترامب» لا يملك خطة محددة، وخارطة طريق، ولا مبادرة، ولكن مجرد أفكار، يريد أن يبني عليها عقب زيارته للمملكة السعودية ولقاء قادة من الدول العربية والإسلامية.
إشارات من الأمل
كان الرئيس «ترامب» أكد في لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه لمس خلال زيارته المملكة العربية السعودية إشارات من الأمل في الشرق الأوسط، «إذ حققنا اتفاقاً تاريخياً للتعاون الواسع لمحاربة الإرهاب والأيديولوجيات الشريرة، أمامنا فرصة تاريخية لتحقيق الأمن والهدوء للمنطقة، وخلق مستقبل من السلام والتناغم، وسنبلغ ذلك فقط عن طريق العمل المشترك، ولا إمكانية أخرى، لمستُ شعوراً آخر في زيارتي للسعودية بأنه يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأنه استمد التشجيع الكبير من قادة دول عربية، بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يريد رؤية السلام.. والأمور آخذة في التبلور»
