“لست نادما”، هكذا تحدث الجهادي جون أو “محمد إموازي” لعائلته التي تعرضت للمضايقات والتحقيقات عقب الكشف عن هويته في مارس/آذار الماضي، بعد أن ذاع صيته باعتباره منفذ أحكام الذبح الصادرة عن تنظيم “داعش” في سوريا، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاجون” استهدافه، اليوم الجمعة، بغارة جوية يُحتمل إصابته فيها.
تحول “جون” من شخصية ودودة ولاعب كرة قدم في الصغر ومغني راب، لأخطر إرهابي تلاحقه الاستخبارات الغربية، وتعرفه وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية باسم “سيـّاف داعش”، الذي ظلّ يظهر ملثم الوجه في مقاطع الفيديو أثناء تنفيذه لعمليات إعدام بـ “الذبح” بحق عشرات من الصحفيين الأجانب وعمال الإغاثة الدوليين وغيرهم.
ظهر “جون” أو “إموازي” الذي يحمل الجنسية البريطانية، لأول مرة في أغسطس/آب 2014، في أحد مقاطع الفيديو وهو يذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي، الذي اختطفه التنظيم أثناء قيامه بعمل تغطيات صحفية غرب سوريا، وأحدث وقتها ضجة عالمية، في الوقت الذي لفتت لكنته البريطانية انتباه الاستخبارات الغربية لتبحث عن مواطنها الذي أصبح قياديا في التنظيم الإرهابي.
بعد شهر من ظهوره قررت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا قيادة تحالف دولي ضد التنظيم في العراق، وفي سبتمبر/أيلول 2014 نفذت المقاتلات الأمريكية أولى غاراتها الجوية لاستهداف معاقل “داعش” في سوريا، في الوقت الذي لاتزال فيه الحكومة البريطانية تستجدي نواب مجلس العموم للموافقة على توسيع مشاركتها ضمن التحالف الدولي لضرب أهداف في سوريا، بينما توالى بعد ذلك ظهور “جون” البريطاني في مقاطع الذبح التي يبثها التنظيم لمختطفين من رعايا الدول المشاركة في التحالف وغيرها في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا.
ووصف رهينة سابق اموازي، الذي يعتقد أنه في منتصف العشرينيات، بأنه مختل عقليا متعطش للدماء يستمتع بتهديد الرهائن الغربيين. وقال الصحفي الاسباني خافيير اسبينوزا، الذي كان محتجزا في سوريا لأكثر من 6 أشهر بعد اختطافه في سبتمبر/أيلول 2013، إن اموازي شرح بالضبط كيف ينفذ المسلحون قطع الرؤوس.
اموازي من مواليد الكويت، وقضى بعض سنوات طفولته في منطقة التيماء بمحافظة الجهراء، قبل أن ينتقل للعيش في بريطانيا بينما كان لا يزال صبيا، وفقا لتقارير إخبارية نقلت عن نشطاء سوريين يعرفون الأسرة.
درس اموازي في مدارس حكومية في لندن، قبل أن يدرس علوم الكمبيوتر في جامعة وستمنستر. وغادر البلاد إلى سوريا عام 2013.
كان إموازي معروفا لدى أجهزة الاستخبارات منذ عام 2009 على أقل تقدير، عندما ورد اسمه في تحقيقات أكدت محاولته الالتحاق بالإرهابيين في الصومال.
وبحسب معلومات استخباراتية نشرت في الصحف البريطانية مطلع العام الجاري، فإن “إموازي” غادر بريطانيا مختبئا في شاحنة أوائل عام 2013 ونجح في الوصول من لندن إلى الحدود التركية في غفلة من السلطات الأمنية في دول الاتحاد الأوروبي ليصل سوريا ويلتحق بالتنظيم المتشدد.
