محمد كعوش يكتب : يحدث في مصر اليوم

يرى الكاتب والمحلل السياسي الأردني، محمد كعوش، أن المشهد الدامي في المنيا،  حين وجه القتلة بنادقهم صوب براءة الطفولة المتأهبة للخشوع والصلاة ، هذه الجريمة البشعة المدانة ، تؤكد أن ما يحدث في بر مصر ليس وليد صدفة، بل هو مشروع يهدف الى تخريب نسيج المجتمع المصري ، كما حدث في ليبيا واليمن والعراق وسوريا ولبنان ، يريدون محاصرة مصر واضعافها، ويدخلونها في معارك لا تنتهي ، لأنها تمثل مشروع الوعد العربي ، ولأنها ما زالت تمثل ما بقي فينا من روح للدفاع عن الحلم ، ولأستعادة الفصل الضائع من الزمن العربي الجميل، حتى لو تمرد النهر على ضفافه في مرحلة ما من التاريخ، فمصر لن تنكسر.

 

 

 
ويقول «كعوش» في مقاله المنشور اليوم الإثنين، بصحيفة الرأي الأردنية، يريدون منع مصر من اعادة بناء اقتصادها ، واستعادة موقعها القيادي على الصعيدين العربي والأقليمي ، ودورها المؤثر على الصعيد الدولي. ولتحقيق هذا الهدف يتم اشغال الجيش المصري بمعارك داخلية تستنزف الأقتصاد المصري وزيادة الديون ، يقابله عدم تقديم الدعم والعون الحقيقي المطلوب من « الأخوة » من أجل انهاك مصر بتوسيع دائرة الفقر والبطالة ، واشغالها بشقاء الأحياء المحشوة بعذاب الفقراء.

 

 
ويصل الكاتب إلى القول، بأنه رغم كل ذلك مصر القوية لن تنكسر ، فهي ما زالت في مكانها تتابع مسيرتها ، لها الأزهر والنيل والتاريخ والحضارة والثقافة العربية والأنسانية ، وستظل هي الشقيقة الكبرى ، وقدرها ان تكون المرجعية العربية بعد استعادة شفافية ذاكرتها وقطنها وقمحها وعافيتها الأقتصادية ، رغم هذا الكم من التدمير في جسد الوطن الكبير والتخريب في روح الأمة ، أقول أن فينا وفي مصر ما يكفي لتحقيق النصر رغم هذا الحصار من الوريد الى الوريد.

 

 

 

 

 

نص المقال:

 

كان المشهد في المنيا في صعيد مصر يستعد لطقس آخر ، ولكن السلالة المتوحشة حولت المشهد الى مشهد سوريالي يلفه مناخ قابل للتلوث ، ينتج الموت الجماعي والتسمم الروحي والأخلاقي ، فوجه القتلة بنادقهم صوب براءة الطفولة المتأهبة للخشوع والصلاة.

 

وامام هذا المشهد الدامي ، الجريمة البشعة المدانة، تذكرت الفيلسوف الأغريقي ارسطو الذي قال :« العالم بستان سياجه الدولة». لذلك أرى أن الدولة المصرية تحركت بسرعة استجابة لصرخة الضحايا واستغاثة الدم المصري لمواجهة المجموعات المصابة بلوثة الطائفية، الناشطة عسكريا وفكريا من أجل اثارة الفتنة الدينية وتمزيق المجتمع المصري ، وقتل كل جديد في الثقافة الأنسانية ، وهي المجموعات المضللة العاملة على تأسيس حداثة الأنحطاط وانتهازية التخالف ، كما حدث ويحدث في أكثر من بلد عربي مستهدف.

 

هذه المجموعات الظلامية الضاربة في كل البلاد العربية، تستقطب المحتاجين الغاضبين باسم المقدس وتثير غرائز الشارع باسم الطائفية أو العرقية أو القبلية أو الجهوية في اصطفاف انتحاري لم يعد فيه العدو واحدا أو مشتركا ، لأن هذه التنظيمات والمجموعات المسلحة لها أجندات خارجية وتعمل بأمر من حلفائها لأغتيال الهوية العربية واستبدالها بهوية دينية وبالتالي منع الأمة من الذهاب الى المستقبل.

 

هم وحلفاؤهم يريدون محاصرة مصر واضعافها، ويدخلونها في معارك لا تنتهي ، لأنها تمثل مشروع الوعد العربي ، ولأنها ما زالت تمثل ما بقي فينا من روح للدفاع عن الحلم ، ولأستعادة الفصل الضائع من الزمن العربي الجميل، حتى لو تمرد النهر على ضفافه في مرحلة ما من التاريخ، فمصر لن تنكسر.

 

ما يحدث في بر مصر ليس وليد صدفة بل هو مشروع يهدف الى تخريب نسيج المجتمع المصري ، كما حدث في ليبيا واليمن والعراق وسوريا ولبنان ، هو مشروع «صوملة» كل البلاد العربية وتفكيكها وتقسيمها وتحويلها الى دويلات طائفية وعرقية وقبلية على قاعدة وصايا بن غوريون من اجل بقاء اسرائيل.

 

نعم ، المشهد واضح ، والقتلة واضحون والحلفاء واضحون ، ولا أحد يستطيع ان يدّعي النكران أو التجاهل، هناك تنظيمات تخريبية ناشطة ، لها من يمولها ويسلحها ويدعمها سياسيا واعلاميا ، هناك مشروع غربي خطير مشبوه ينفذ بأدوات عربية واقليمية ، لتخريب المجتمعات واسقاط وتفكيك الدول والجيوش في اكثر من بلد عربي، كان احتلال العراق هو البداية وهو الخطوة الأولى على الطريق الدموي. يريدون منع مصر من اعادة بناء اقتصادها ، واستعادة موقعها القيادي على الصعيدين العربي والأقليمي ، ودورها المؤثر على الصعيد الدولي. ولتحقيق هذا الهدف يتم اشغال الجيش المصري بمعارك داخلية تستنزف الأقتصاد المصري وزيادة الديون ، يقابله عدم تقديم الدعم والعون الحقيقي المطلوب من « الأخوة « من اجل انهاك مصر بتوسيع دائرة الفقر والبطالة ، واشغالها بشقاء الأحياء المحشوة بعذاب الفقراء.

 
رغم كل ذلك مصر القوية لن تنكسر ، فهي ما زالت في مكانها تتابع مسيرتها ، لها الأزهر والنيل والتاريخ والحضارة والثقافة العربية والأنسانية ، وستظل هي الشقيقة الكبرى ، وقدرها ان تكون المرجعية العربية بعد استعادة شفافية ذاكرتها وقطنها وقمحها وعافيتها الأقتصادية ، رغم هذا الكم من التدمير في جسد الوطن الكبير والتخريب في روح الأمة ، أقول أن فينا وفي مصر ما يكفي لتحقيق النصر رغم هذا الحصار من الوريد الى الوريد.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]