اعتبر الشيخ إبراهيم البرزنجي مدير الإرشاد والبحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة إقليم كردستان العراق، أن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي عسكريًا لا يكفي، وإنما يجب مواجهة الفكر بالفكر.
وقال، إن تجديد الخطاب الديني يتضمن تجديد الآليات الخطاب، وكيفية توصيل المعلومة بصورة عصرية ومتزنة بعيدة عن الغلو، ما يتطلب عقد مؤتمرات بشكل دوري، من أجل تقديم البحوث والدرسات ونشرالمفاهيم الجديد والوقوف أمام المفاهيم الخاطئة.
وأوضح البرزنجي، في تصريحات خاصة لـ”الغد”، أن تجديد الخطاب يساهم في الحد من الأفكار المتطرفة، وللأسف الشديد عادة ما يطغي المسيء ويظهر أكثر من غيره، وعلى هذا الأساس يتم عقد المؤتمرات للأئمة والخطباء والدعاة لتصحيح المفاهيم وتقييم المسار ولتطوير الأداء ومعرفة مكمن الخلل في المؤسسات حتى نخرج بخطاب ديني متزن يخدم الإسلام والوطن.
وعن جنوح البعض في مسألة تجديد الخطاب الديني للغوص في قلب الأساسيات والثوابت في الدين، قال: عندما نطالب بتجديد الخطاب الديني هذا لا يعني المساس بالثوابت، فكوننا نسعى إلى تقديم الحل المناسب للخطاب الذي يتصف بالغلو والتشدد، لا يعني هذا مس الثوابت في النصوص القطعية من الكتاب والسنة أو من الثوابت من الأخلاقيات والمتعارف عليه في الدين بالضرورة.
وأشار مستشار وزير الأوقاف بإقليم كردستان، إلى أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وعندما ينتهي داعش ونظرائه من الجماعات المتشددة عسكرياً، فإن هذا لا يعني انتهاءه فكرياً، فمازالت الأفكار المتشددة موجودة في عقول الكثيرين ومن ثم تحتاج إلى جهد شاق لتخرج، وهنا يقع الأمر على عاتق المؤسسات الدينية، وخصوصاً الأزهر الشريف بمساندة الدول الإسلامية الأخرى، وخصوصاً الدول الغنية.
وتابع، إذا كان إطلاق صاروخ من قبل هذه الجماعات يكلف الكثير من الخسائر، فكم يكلف مؤتمر إذا عقد لتصحيح هذه المفاهيم، فالوقاية خير من العلاج وأرخص أيضا، ومن ثم توجب علي الحكام والمسؤولين أن يضعوا في خططهم هذا الأمر وذلك من أجل التصدي للأفكار المتشددة.
وأوضح عقد بالمؤتمرات وحده لا يكفي، لكن ينبغي البدء في محاربة هذه الأفكار من المنبع ومن التعليم الأساسي، من خلال تنقيح المناهج، وتنقية كتب التراث مما علق بها، والتي يستخدمها المتطرفون للتأكيد على أفكارهم.
