مع اليوم الثاسع لـ«إضراب الكرامة» الذي يُشارك فيه اليوم أكثر من 1500 أسير فلسطيني، تحركت ردود الفعل عالميا، بعد أن كسرت معركة «الأمعاء الخاوية» صمت « الضمير العالمي» .. وعلمت الغد من مصدر دبلوماسي عربي بالجامعة العربية، أن هناك اتصالات مع المجموعة العربية في نيويورك للتنسيق مع مجموعة عدم الانحياز، ومجموعة الدول الإسلامية، لطرح قضية الأسرى في سجون دولة الاحتلال على اجتماع عاجل للجمعية العامة للأمم المتحدة .. وقال المصدر: إن هناك مشاورات مصرية أردنية فلسطينية لعرض قضية الأسرى أمام مجلس الأمن الدولي، والتي لا تنتظر تأجيلا ، وعلى العالم أن يعي أن هناك أكثر من 1500 أسيرا، هم الآن «مشروع شهداء».
الجمعة .. يوم غضب جماهيري
بينما تواصل الدعم الفلسطيني للأسرى المضربين عن الطعام، في تحديهم للجلاد الإسرائيلي، ولقيت الدعوة للإضراب التجاري الشامل الخميس المقبل، تجاوبا شعبيا كبيرا، على أن يكون يوم الجمعة المقبل، يوم غضب جماهيري .. ومن جهة أخرى انتفض الكثيرُ من الفلسطينيين في الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية، وأبناء الجاليات العربية والمتضامنين معهم، وأنصار حقوق الانسان، في وجه السفارات الاسرائيلية حول العالم، رافعين صور الأسرى المضربين عن الطعام، مطالبين بالاستجابة لهم، متضامنين مع نضالهم المشروع
«البرغوثي» مشروع شهيد
ولم تخف سلطات الاحتلال مخاوفها من تداعيات تدهور صحة المناضل الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، جراء إضرابه عن الطعام مع مئات آخرين من الأسرى في سجون إسرائيل، ومما زاد المخاوف على حياته رفضه أخذ العلاج .. وقال رئيس نادي السير الفلسطيني، قدورة فارس، إن التدهور الصحي للبرغوثي استدعى طلب مدير سجن ” الجلمة” منه أخذ علاج فوري ، ولكن البرغوثي الموجوزد في العزل الانفرادي رفض ذلك قطعيا، فاستعان مدير السجن بالأسير ناصر أبو حميد، الذي رفض كذلك الطلب وقال إن «الرغوثي سيموت شهيدا ولن يتلقى العلاج»
وكشفت اللجنة الإعلامية لإضراب «الحرية والكرامة» الذي يخوضه نحو 1500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، أن 40 أسيراً من سجن «مجدو» أعلنوا انضمامهم إلى «معركة الحرية والكرامة»، إلى جانب رفاقهم من الأسرى الذين واصلوا أمس إضرابهم لليوم السابع على التوالي.
إضراب «الحرية والكرامة».. معركة الشعب الفلسطيني
ومن جانبه، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع، أن أفواجاً جديدة من الأسرى انضمت إلى إضراب «الحرية والكرامة»، وأن الأسرى يؤكدون استمرارهم في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم، مشيراً إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية ترفض مفاوضة الأسرى على تلك المطالب، خصوصاً قادة الإضراب المعزولين، مع تصاعد إجراءات الاحتلال القمعية والتعسفية في حق الأسرى المضربين من خلال نقلهم إلى العزل الفردي، ومنع زيارتهم من المحامين.
وقال «قراقع» :إن معركة الأمعاء الخاوية التي يقودها الأسرى أصبحت معركة الشعب الفلسطيني، وبدأت تتسع أكثر فأكثر لتصل إلى دول عالمية .. وكانت مصادرإسرائيلية كشفت أن قضية دفع السلطة الفلسطينية رواتب الأسرى وعائلات الشهداء ستكون على رأس جدول أعمال اللقاء المرتقب بين الرئيسين عباس ودونالد ترامب في واشنطن في الثالث من مايو / أيار المقبل.
ستة ملايين لاجئ فلسطيني .. يدعمون نضال الأسرى
ويؤكد الكاتب الفلسطيني، محمد عايش، أن قضية الأسرى واحدة من قضايا الاجماع الوطني ولا يختلف عليها فلسطينيان، بل لم يسبق أن تعامل أي فلسطيني مع القضية على أساس فصائلي؛ فمروان البرغوثي أسير فلسطيني وليس فتحاوياً، وكذلك جمال أبو الهيجاء أسير فلسطيني وليس حمساوياً، وأحمد سعدات وغيرهم كثيرون.
وقال عايش: إن «إضراب الكرامة» الذي يُشارك فيه اليوم اكثر من 1500 أسير فلسطيني، ينبغي أن يكون عاملاً لتوحيد الفلسطينيين في الداخل والخارج ورص صفوفهم وجمع كلمتهم، وإذا لم يتسنّ هذا بالنسبة لفلسطينيي الداخل، فعلى الجاليات الفلسطينية في الخارج أن تفعل ذلك لأنه لا يوجد في الخارج ضفة ولا غزة ولا سلطة ولا رواتب ولا أربعون ألف موظف ولا انتخابات ولا غير ذلك من عوامل الانقسام.. يوجد في الخارج ستة ملايين لاجئ فلسطيني يحبون بلادهم ويريدون العودة إليها ويرفعون القبعات احتراماً وإجلالاً وتقديراً لكل تضحيات الفلسطينيين في الداخل، وفي مقدمتهم الأسرى في سجون الاحتلال.
