قبل أن تبدأ التصفية من قبل مجلس صيانة الدستور في إيران، الذي بدأ اليوم الأحد، دراسة أهلية الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة ( 1636 مرشحا بينهم 137 سيدة) ..فإن المشهد السياسي الإيراني، كان على موعد اليوم أيضا، مع ثلاث مفاجآت ، بإعلان كل من نائب الرئيس الإيراني الحالي، اسحاق جهانغيري، وعمدة طهران ، محمد باقر قاليباف ، وشقيق الرئيس الإيراني الأسيق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ” محمد هاشمي” ، تقديم أوراقهم إلى اللجنة الانتخابية.
ورغم أن “جهانغيري” تقدم بطلب الترشح، عقب مشاورات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو المرشح الأبرز للتيار الإصلاحي ، ومشاورات مع عضو اللجنة المركزية في حزب “عمال البناء” وهو حزب هاشمي رافسنجاني، ومع عضو لحنة سياسات الإصلاحيين ووزير الداخلية الأسبق، عبد الواحد موسوي لاري.. فإن المشاورات التي تمت قبل ساعات من إغلاق باب الترشح ، جعلت المشهد السياسي يزداد غموضا في طهران !
وستجرى الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 19 مايو / أيار المقبل ،بالتزامن مع الدورة الخامسة لانتخابات المجالس البلدية والقروية والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في بعض المدن الإيرانية.
أبرز المرشحين
ومن أبرز المرشحين لخوض ماراثون الانتخابات :الرئيس الحالي حسن روحاني، وإبراهيم رئيسي مرشح جبهة المرشد الأعلى علي خامنئي، وعلي رضا زاكاني عضو مجلس الشوري الإسلامي ورئيس منظمة التعبئة الطلابية في إيران، ومحمد غرضي الوزير الأسبق للاتصالات والبترول، ومصطفي هاشمي طبا الوزير الأسبق للصناعة. والرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد، ومساعده حميد بقائي، وعضو المجلس المركزي لحزب «المؤتلفة» الإسلامي مصطفي ميرسليم. .ومن أبرز المرشحين من النساء، أعظم طالقاني ابنة آية الله محمود طالقاني، أحد أبرز قيادات الثورة الإسلامية.
ويرى المراقبون في طهران، أن الغموض أصبح سيد الموقف داخل المشهد السياسي الإيراني حتى الآن ، بعد أن كان فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني، مرشح التيار الإصلاحي، بولاية جديدة في هذه الانتخابات، شبه مرجح، قبل أن يترشح كل من رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي ،والرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، ونائبه السابق حميد رضا بقائي.
التيار الثالث .. يقلب الموازين
ومن بين أسباب الغموض، وتوقع المفاجآت ، أن التقسيمة التقليدية للقوى الجماهيرية والسياسية في إيران بين محافظين وإصلاحيين، اتجهت نحو التغير خلال السنوات الماضية، ما أظهر قوى “ثالثة” غير خاضعة للنمط الثابت الذي يمثله كل معسكر على حدة، وتعمل مؤخراً بصفتها وازِناً يسعى لأن يكون رقماً في المعادلة السياسية وإن لم تفرز بعد رمزاً قيادياً لها بالمعنى الكامل، لكنها أسهمت في دعم نظرة لدى الناس مفادها أن التعويل الأفضل يكون على البرنامج الاقتصادي والسياسي للقوى السياسية وليس لـ”التصنيف” الجامد داخل قالب ثابت، ما قد يفتح الباب أمام مفاجآت أو نتائج غير متوقعة.
ملامح السباق الرئاسي
الملامح الأولية للسباق الرئاسي الإيراني تشير إلى انقسام قوى ما يُطلَق عليهم “المحافظين” التي تسعى إلى إزاحة الرئيس الحالي حسن روحاني، المحسوب على قوى الإصلاحيين والمعتدلين .. بينما لم يظهر ، حتى الآن، للقائد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، علي خامئني، موقف واضح تجاه المرشحين، وأي مرشح يدعمه .. أما على مستوى الشارع الإيراني، فإن الوضع الاقتصادي يعد المناط الرئيس والفيصل الحقيقي لخيارات الشعب الإيراني بخصوص صندوق الانتخابات الرئاسية في هذه الدورة .. وثالثا أن الطبقة الشعبية، غالباً ما تذهب نحو ما يميل إليه القائد الأعلى، ومن يمثل الجناح “المحافظ” في المجتمع والسلطة، في حين تتجه مجمل الطبقة الوسطى تقليدياً إلى الجناح “الإصلاحي” الذي يمثله روحاني وإلى الاهتمام بمسائل تحقيق تهدئة مع الغرب لجذب استثمارات أجنبية وتحقيق المزيد من الحريات العامة والسياسية والشخصية.
