(1500) أسيرا فلسطينيا يضربون عن الطعام، في يوم الأسير ، وفي المواجهة رقم 29 مع الجلاد في سجون الاحتلال .. وجرت أول تجربة فلسطينية لخوض الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية، في سجن نابلس في أوائل عام 1968، حيث خاض المعتقلون إضراباً عن الطعام استمر لمدة ثلاثة أيام؛ احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها على يد الجنود الإسرائيليين، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية. ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام، وبلغت 29 إضرابا حتى الآن.
شهداء “الحركة الأسيرة”
وسجلت المواجهة مع الجلاد، بالاضراب عن الطعام، قائمة من الشهداء، بداية من شهيد “الحركة الأسيرة”، عبد القادر أبو الفحم، الذي استشهد بتاريخ 11 يوليو / تموز 1970، خلال إضراب سجن عسقلان، ومروراً بالشهيد راسم حلاوة وعلي الجعفري واللذين استشهدا بتاريخ 24 يوليو/ تموز 1980 خلال إضراب سجن نفحة، والشهيد محمود فريتخ الذي استشهد على أثر إضراب سجن جنيد عام 1984، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد بتاريخ 14 أكتوبر/ تشرين أول 1992 في إضراب سجن عسقلان.. وبلغ عددهم 210 شهداء كان آخرهم الشهيد محمد الجلاد من محافظة طولكرم الذي استشهد في فبراير/ شباط 2017
واعتبر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قرافع، أن مشاركة أكثر من 1500 أسير في إضراب الأسرى هو بمثابة عصيان وتمرد على ظلم الجلاد الإسرائيلي وممارساته وقوانينه، وأن قرار الإضراب جاء بعد فشل حوارات ونقاشات الأسرى مع ما يسمى إدارة المعتقلات لتحسين أوضاعهم، كما أن هؤلاء أسرى حرب ومدافعون عن قضية شعبهم وكرامته وحقه في الحرية.
معركة الإرادة في مواجهة الجلاد
ويعرف الإضراب المفتوح عن الطعام، أو ما يعرف بـ”معركة الأمعاء الخاوية”، بأنه امتناع المعتقل عن تناول كافة أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح. وهي خطوة يلجأ إليها الأسرى؛ بعد نفاذ كافة الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين السلطات الإسرائيلية، واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين، حيث أن الأسرى يعتبرون الإضراب المفتوح عن الطعام، وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها، كما تعتبر أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على الرأي العام لتحقيق مطالبهم الإنسانية.
نداء من داخل السجون .. للمصالحة الفلسطينية
ومن جانبه قال القيادي والمناضل الفلسطيني الأسير، مروان البرغوثي، الذي يقود الإضراب في السجون، في بيان من زنزانته : إننا ونحن نخوض معركة الحرية والكرامة نتوجه بالنداء إلى قيادتي فتح وحماس وقادة فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى إطلاق حوار وطني صريح وعميق من أجل مراجعة شاملة للمرحلة السابقة، ولتأسيس وثيقة العهد والشراكة المستندة لكافة الاتفاقيات والوثائق الموقعة، وفي مقدمتها وثيقة الأسرى للوفاق الوطني، وذلك تحضيراً لعقد مؤتمر وطني للحوار الشامل بمشاركة كافة القوى والهيئات والشخصيات، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتحديد موعد نهائي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ولعضوية المجلس الوطني.
مليون حالة اعتقال
وسجلت تقارير هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، نحو مليون حالة اعتقال على مدار سنين الاحتلال،
وكانت سنوات انتفاضة الحجارة الفلسطينية عام 1987، وسنوات انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000، من أصعب المراحل التاريخية التي تعرض الشعب الفلسطيني خلالها لعمليات اعتقال عشوائية طالت مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ومن كافة فئاته.
ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر/ أيلول 2000 سجلت المؤسسات الرسمية والحقوقية قرابة 100 ألف حالة اعتقال، بينهم نحو 15 ألف قاصر و1500 امرأة ونحو 70 نائباً ووزيراً سابقاً، فيما أصدرت سلطات الاحتلال قرابة 27 ألف قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق وتحتجز حالياً سلطات الاحتلال الأسرى في 24 سجن ومركز توقيف وتحقيق.
ممارسات “وحشية” ضد الأسيرات والأطفال
ووصل عدد الأسيرات الفلسطينيات إلى 56 من بينهن 13 فتاة قاصرا، فيما تعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو 300 قاصر فلسطيني موزعين على سجون مجدو وعوفر وهشارون، وجرى توثيق أبرز الانتهاكات والأساليب التنكيلية التي نُفذت بحق الأطفال من خلال طواقم المحامين العاملين في المؤسسات وهي: اعتقالهم ليلاً والاعتداء عليهم بالضرب المبرح متعمدين القيام بذلك أمام ذويهم وإطلاق النار عليهم قبل عملية اعتقالهم واقتيادهم وهم مكبلو الأيدي والأرجل ومعصوبو الأعين والمماطلة بإعلامهم أن لديهم الحق بالمساعدة القانونية وتعرضهم للتحقيق دون وجود ذويهم، بما يرافق ذلك من عمليات تعذيب نفسي وجسدي، إضافة إلى انتزاع الاعترافات منهم وإجبارهم على التوقيع على أوراق دون معرفة مضمونها