نيويورك تايمز: «الدليفري» في القاهرة من الخمور حتى المصالح الحكومية
أصبح السكان في العاصمة المصرية القاهرة، الأكثر استخداما لخدمة التوصيل إلى المنازل في العالم، حيث يمكنك أن تطلب اي شيء وكل شيء من خلال الهاتف ليصلك إلى المنزل، بداية من الخمور، وحتى فنجان قهوة سبريسو صغير، ويمكنك أيضا طلب الأدوية من الصيدلية وأخذ عينات الدم، وحتى الأطعمة الشعبية «الفول والفلافل والكشري».
وحتى الخدمات الصعبة وغير المتوقعة يمكنك الحصول عليها في المنزل إذا كنت تقيم في القاهرة، ويمكنك في تلك العاصمة المزدحمة الحصول على خدمة إزالة الشعر الزائد من منطقة البيكيني بالواكس «الشمع البرازيلي» في المنزل بسرية تامة.
الأمر يتجاوز حتى طلبات البقالة والمطاعم، في يناير/كانون الثاني الماضي أتاحت الحكومة للمواطنين في مصر إمكانية استخراج شهادات الميلاد والوفاة والزواج وتجديد بطاقات الهوية وإرسالهم إلى المنزل بعد مكالمة هاتفية خلال 72 ساعة.
وتبدأ خدمات التوصيل إلى المنازل من البقالة وحتى المطاعم التي لا تجد مشكلة في إرسال طلب عبارة عن طبق من السلطة أو شريحة من الكيك، وترسل القرطاسية «المكتبة» الأقلام إلى إلى مكاتب الموظفين، ويرسل المخبز أيضا الطلبات الطازجة والساخنة إلى المنازل وتأتي محمولة على ظهر الدراجات الهوائية القديمة.
وأشار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن الطبقة الوسطى في مصر على استعداد لإنفاق المال لتجنب متاعب الزحام وحر الصيف خصوصًا في شهري يوليو وأغسطس، عندما تكون درجات الحرارة خلال النهار أعلى من 90 فهرنهايت، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة جدا ومن الصعب على الناس السير والقيادة في الشوارع تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط الزحام وفي ساعات الذروة ثم البحث عن مكان لانتظار السايارات.
وعرض التقرير خدمات مستحدثة في مصر مثل «فوو» و «إنجز»، وهي شركات تخطط لطرح تطبيقات على الهواتف المحمولة وتهدف إلى توصيل الطلبات والأشياء الأخرى مثل شراء الورود وإرسالها إلى المرضى، والقيام بالمشاوير مثل ارجاع مفاتيحك التي قد تنساها عند أحد الأصدقاء، وتوفر الشركتين الخدمة مقابل 5 دولارات في الساعة.
استعرض التقرير رأي الروائي المصري البارز والباحث في العلوم السياسية عمار علي حسن، الذي قال إن ظاهرة الاعتماد على «الدليفري» جاءت مع المصريين الأثرياء الوافدين من المملكة العربية السعودية ودول أخرى في الخليج، حيث تأثر المصريين بسلوك الخليجيين معتقدين أن التصرف بهذا الشكل يعطي انطباعا بالأهمية والانتماء إلى طبقة الأثرياء في حين أن الاعتماد على «الدليفري» ما هو إلا انعكاس للحرمان الذي عانى منه هؤلاء.