تخيم على الدوائر الاقتصادية والتجارية، داتخل أوروبا والصين، مخاوف نشوب حرب تجارية عالمية، تضرب اقتصاديات العالم، وتعيد تشكيل العلاقات التجارية والافتصادية بعيدا عن مبدأ “حرية التجارة” ونظام العولمة ، وسيادة منهج “الانعزالية” والحدود التجارية المغلقة، الذي يتبناه الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، تحت شعار “أمريكا .. أولا” .
هواجس الحرب التجارية، بسبب سياسات واشنطن الجديدة ، سيطرت على مناقشات وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظو البنوك المركزية بألمانيا، يومي 17 و18 مارس / آذار الجاري، فى منتجع “بادن – بادن” غربى ألمانيا.. وشدّدت مجموعة العشرين ،لاقتصاديات الدول الأكبر فى العالم، على تأييدها لمبدأ التجارة الحرة والأسواق المفتوحة.
ويؤكد خبراء اقتصاد في ألمانيا، أن الوضع الاقتصادي العالمي، لا يتحمل تبعات “حرب تجارية” في حال تطبيق سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، بالتخلي عن سياسات السوق الحر، وتبني فرض ضرائب عقابية على الشركات متعددة الجنسيات التى تتخذ مصانع لها خارج الأراضى الأمريكية.
وحذروا من المخاطر التي ستضرب الدول النامية بالدرجة الأولى، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية، لها تأثير كبير تجاريا واقتصاديا على هذه الدول، فضلا عن الخسائر التي تتكبدها الدول الكبرى مع اختلال الميزان التجاري، وتقليص حجم صادراتها، كما أن هناك دولا تدور في الفلك الأمريكي، وقد تلتزم بالحمائية، في مواجهة سياسات التجارة الحرة، وهي ضربة قاصمة لاتفاقيات منظومة العولمة وحرية التجارة.
وترى المركز والمؤسسات المالية والاقتصادية في الغرب، أن مواجهة تداعيات الحرب التجارية، تستدعي توجه وزراء مالية مجموعة العشرين، لإزالة أكبر قدر ممكن من العقبات، أمام حرية التجارة، وإن كان “الأمر ليس سهلا”.
ويرى الخبير الاقتصادي البريطاني، أدمز برجينس، أن هواجس حرب تجارية عالمية، تستند إلى توجهات أمريكية، ويخشى معها، أن تسير بعض الدول على هذاا المسار، المضاد تماما لترايط حلقات الأنشطة التجارية الاقتصادية في العالم، وهي خطوة للتفكيك لا يستطيع الاقتصاد العالمي من التعامل معها.
وفي مواجهة هواجس “حرب تجارية عالمية”، أصدرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الصينى شى جين بينج ، تعهدا مشتركا أكدا خلاله أنهما سيحاربان معا من أجل التجارة الحرة والأسواق المفتوحة.. وقال رئيس الوزراء الصينى “لى كيه تشيانج” فى تحذير منفصل للولايات المتحدة : “نحن لا نريد أن نرى حربا تجارية تندلع بين البلدين، فهذا لن يجعلنا تجارتنا أكثر عدلا”.
ومن المرتقب أن تتصدر “الحرب التجارية” قمة زعماء مجموعة العشرين، التى ستترأسها هذا العام المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بهامبورج، فى شهر يوليو / تموز المقبل، للتاكيد على العقيدة الليبرالية لمجموعة العشرين
كانت الخلافات خول “الإنعزالية” الأمريكية، وحرية التجارة، فد انغكست على مباحثات المستشارة الألمانية ، مريكل، مع الرئيس الأمريكي في واشنطن الأسبوع الماضي، ولم يتفق كل منهما على نفاط توافق، مما دفع المستشارة الألمانية للتحذير من التخلي عن حرية التجارة، مع التزام العالم بها، ودون ذلك قإن المناخ مهيأ لحرب تجارية عالمية، يجب على الرئيس الأمريكي تجنبها.
