تواجه المملكة المغربية، تحديات أمنية خطيرة، مع انتشار أكثر من 6 ألاف “جهادي” على الحدود .. وحذرت المؤسسة الأمنية في المغرب، من “الذاب المنفردة” وكشفت أن ألف مقاتل “جهادي” مغربي يجمعون بين شحن إيديولوجي شديد التطرف وتدريب ميداني على أعلى المستويات في معسكرات التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا وليبيا،إلى جانب نحو5 آلاف مقاتل آخر، من بينهم بعض المغاربة، انتشروا في الصحراء الكبرى الممتدة من ليبيا إلى الحدود المغربية، في هذا المجال الصحراوي شبه الخالي من سلطة الدول الممتدة في هذا المجال، وهم يحملون ذخيرة حية من التطرف والسعي نحو التدمير.
أكثر من ذلك، يعتبر المغرب معنيا بشكل مباشر بتهديد جديد لا يقتصر على عودة المقاتلين، بل بانتشار آلاف المقاتلين المنتمين إلى داعش في صحراء الساحل قادمين من ليبيا، بحسب تعبير رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو.. وأضاف : نحن الآن في المغرب معنيون بما يقع في ليبيا، ففي بداية هذا العام كان هناك 7500 مقاتل في صفوف داعش في ليبيا، وبعد انتهاء العمليات في سرت قتل حوالي 2500، والسؤال مطروح عن الخمسة آلاف الآخرين، فأغلبهم أجانب، وقد هاجروا نحو جنوب ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء، ويمثلون خطرا حقيقيا ومصدر قلق حقيقي بالنسبة إلى المغرب وكل دول المنطقة.
ويؤكد الخبير المغربي، أن المقاتلين المغاربة الذين توجهوا إلى معسكرات التنظيمات الجهادية، قد يكون بعضهم ضمن آلاف المقاتلين الآخرين الذين اختفوا من العراق وسوريا مع اشتداد الهجمات العسكرية الدولية هناك. موضحا ، أنه قبل انطلاق العمليات العسكرية في العراق وسوريا، أي قبل عشرة أشهر تقريبا، سجل فرار حوالي ألف مقاتل من تلك المناطق، وما بين عشرة و11 ألفا تبخروا في الطبيعة، ويضاف إلى كل هذا انتشار الأسلحة في المنطقة المجاورة للمغرب، وطبيعة الأسلحة التي يحوزها الإرهابيون أو يستطيعون الحصول عليها مقلقة أيضا.
وحذر رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، من التهديدات الحالية التي تواجه المغرب .. وقال : نحن نسجل حاليا، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، في العراق وسوريا 47700 مقاتل أجنبي، وأحصينا 1684 مقاتلا من جنسية مغربية، وبينهم يوجد 615 قتلوا و285 عادوا، والباقي، أي ما يناهز 700 شخص، مازالوا غير معروفي الموقع، والأجهزة الأمنية المغربية تحصي حاليا ما يقارب 350 جهاديا محتملا داخل التراب المغربي، وهم يبحثون عن فرصة للذهاب إلى معسكرات القتال، أو من الذين يشكلون كل تلك الخلايا التي يتم تفكيكها من طرف الأجهزة الأمنية.
ومن جانبه أكد الخبير الأمني، باولو دي ماس، مدير «معهد المغرب» في هولندا، أن داعش تخسر أراضيها، وهي بداية مسلسل انقسام هذا التنظيم، أي أن الأجهزة الأمنية ستكون أمام ظهور أفراد ومجموعات متفرقة هنا وهناك، وهذا يجعل مهمة السلطات المغربية أكثر تعقيدا لمواجهة الذئاب المنفردة.. وأضاف “دي ماس” أن هؤلاء المقاتلين بعد عودتهم، سيتحركون بشكل مستقل أو داخل مجموعات صغيرة، ويمكنهم بالتالي ارتكاب عمليات إرهابية كبيرة، واستقطاب المزيد من الأشخاص المتطرفين، وبعد أن كشفت دراسة حديثة تراجعا كبيرا في أعداد الذين يتوجهون نحو العراق وسوريا، وبات الراغبون في ذلك يختارون وجهة أفريقيا ومنطقة الساحل، على الحدود المغربية.
