لليوم التاسع.. فلسطين تطالب بتدخل دولي وأمريكي عاجل لرفع الحصار عن أريحا
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها المشدد على مدينة أريحا، ومخيم عقبة جبر، لليوم التاسع على التوالي، حيث تنصب الحواجز العسكرية على مداخلها وتقوم بتقييد حركة مركبات الفلسطينيين، والتدقيق في هويات ركابها، ضمن ما تسمى سياسة “العقاب الجماعي”.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم عقبة جبر جنوبي المدينة، السبت الماضي، وشرعت بتنفيذ عملية عسكرية اقتحمت خلالها عدد من المنازل وقامت باستخدام القذائف الصاروخية وهدم أجزاء من منزل أحد المواطنين، وذلك بزعم البحث عن منفذ إطلاق النار على أحد المطاعم الإسرائيلية،على مفرق “ألموغ” جنوب أريحا، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات في المكان.
وأدت العملية الإسرائيلية إلى إصابة 13 فلسطينيا بجروح، وصفت حالة 2 منهم بالخطيرة، فيما تم اعتقال نحو 17 مواطناً.
ومنذ 29 كانون الثاني/يناير الماضي، أغلق جيش الاحتلال شارع القدس المؤدي إلى مدخل أريحا الجنوبي أمام الفلسطينيين، كما أغلق المدخل الشمالي واحتجز عشرات المركبات لساعات عند مداخل المدينة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن منفذ العملية وصل إلى المطعم وأطلق رصاصة واحدة فقط ، ثم انسحب من المكان، بسبب خلل في السلاح الذي استخدمه في عملية إطلاق النار ، وما زال جيش الاحتلال يلاحقه.
بدورها أدانت وزارة الخارجية بأشد العبارات الحصار الظالم الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة أريحا لليوم التاسع على التوالي تحت حجج وذرائع واهية.
واعتبرت الخارجية، في بيان لها، اليوم الحد، ان حصار اريحا شكلاً بشعاً من أشكال العقوبات الجماعية على عموم المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل الذين يمضون ساعات طويلة على حواجز الاحتلال أثناء تنقلهم أو سفرهم أو عودتهم إلى الوطن، ليس فقط في اريحا ومحافظتها وانما في الضفة الغربية المحتلة خاصة وأن مدينة أريحا هي بوابة فلسطين ويتنقل منها وإليها عموم المواطنين من جميع محافظات الوطن بمن فيهم الاطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
وأوضحت أن الحصار يؤدي إلى ضرب اقتصاديات المواطنين الفلسطينيين ويضع العراقيل أمام متابعة المواطنين لأعمالهم ومشاريعهم الصناعية والزراعية والسياحية وغيرها.
وقالت الوزارة إنها تتابع هذا الحصار مع الجهات الدولية المختصة كافة باعتباره انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الموقعة، مطالبةً بتدخل دولي وأمريكي عاجل لرفع هذا الحصار الظالم عن مدينة أريحا من خلال الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقفه فوراً.
وصعدت قوات الاحتلا لالإسرائيلي من عدوانها على الشعب الفلسطيني، منذ مطلع العام الحالي 2023 ، من خلال عمليات اقتحام المدن وعمليات الاعدام الميداني وتنفيذ مخططات استيطانية في عموم الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ومصادرة الأراضي ، علاوة على الاقتحامات المتواصلة بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري بلغ 36 شهيداً، منهم 8 أطفال وسيدة واحدة، ومن بين مجموع الشهداء 21 شهيدًا من محافظة جنين، بينما شهد العام 2022 استشهاد 230 فلسطينيًا، بينهم 53 شهيداً في قطاع غزة، و171 شهيداً في الضفة الغربية، و6 من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
وتحذر الاوساط الفلسطينية من ازدياد وتيرة ارتفاع معدلات الجرائم التي ينفذها جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية
والقدس، وذلك بعد تولي حكومة نتنياهو المتطرفة في 28 ديسمبر/ كانون الثاني العام الماضي، مقاليد الحكم في اسرائيل،اذ اتخذت منذ ذلك التاريخ سلسلة من الإجراءات الإنتقامية ضد الشعب الفلسطيني، من بينها خصم مئات ملايين الدولارات من أمول الضرائب الفلسطينية، وسحب البطاقات المهمة من عدد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية وحركة فتح، واتخاذ إجراءات عنصرية مشددة ضد الأسرى في سجون الاحتلال.
فتح تندد بجرائم الاحتلال.. والآلاف يشيعون جثمان الشهيد «قلالوة»
نددت حركة فتح بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على الشعب الفلسطيني ومقدراته ومقدساته، والتي ازدادت وتيرتها مع تولي الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته الفاشيين، مقاليد الحكم في إسرائيل.
وقال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك، في بيان، اليوم السبت، إن سياسة الاحتلال الفاشية مستمرة في ارتكاب الجرائم و الإمعان في القتل بدم بارد دون الالتفات للوسطاء ولا للمجتمع الدولي.
وأضاف أن ما حدث في مخيم عقبة جبر في أريحا، رسالة من الشعب الفلسطيني بالاستمرار في طريق النضال حتى العودة وتقرير المصير.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم عقبة جبر جنوب المدينة صباح اليوم، وفرضت حصارا مشددا عليها، ونفذت عمليات اقتحام للعدد من المنازل واستخدمت قذائف صاروخية.
وأدت هذه الاقتحامات إلى إصابة 13 مواطنا بجروح، بينهم ثلاثة في حالة حرجة.
ودعا الحايك الفصائل الفلسطينية للوحدة الوطنية الفعلية والمشاركة في توسيع المقاومة الشعبية في كل الميادين لإفشال مخططات حكومة الإرهاب العنصرية التي تمارس التهجير والتهويد.
وفي السياق شيع آلاف المواطنين جثمان الشهيد (عبد الله سميح أحمد قلالوة ، 26 عاما)، الذي تم إعدامه أمس الجمعة، بالقرب من حاجز حوارة جنوب نابلس، إلى مثواه الأخير في مقبرة قرية الجديدة جنوب جنين.
وانطلق موكب التشييع بمشاركة رسمية وشعبية من محافظات (جنين وطولكرم ونابلس وطوباس) من أمام المستشفى التركي في طوباس، صوب قرية الجديدة، مسقط رأس الشهيد.
وألقيت نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه من قبل عائلته وأقيمت عليه الصلاة، قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مقبرة القرية، وسط هتافات غاضبة ومنددة بجرائم الإعدام التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيبن الفلسطينيين.
وطالب المشيعون المجتمع الدولي ومؤسساته الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووضع حد لجرائم الاحتلال وسفك الدم الفلسطيني يوميا.
وأكدوا على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام باعتبارها السلاح الأقوى للتصدي للاحتلال وجرائمه.