طوابير ذل، وفوضى، وإشكالات، هذا هو حال الشارع في لبنان، حيث يلهث المواطنون وراء بضعة لترات من البنزين لمحركات سياراتهم، وسط تجاوب قلة قليلة من المحطات، بينما امتنعت الغالبية عن توفير الوقود في انتظار تحصيل أرباح طائلة لدى إصدار جدول الأسعار الباهظة بعد رفع الدعم.
وقال أحد المواطنين: “هناك نصب واحتيال وتشليح وسرقات، وكل المحطات فيها بنزين وما يحصل استغلال، ناطرين التسعيرة ليدوبلوا أموالهم”.
ونفذ الجيش اللبناني مداهمات كشف فيها عن مواد مخزنة أو تباع في السوق السوداء مجبرًا المحطات على تسليم المحروقات، فتحقق ما يمكن وصفه بانفراج نسبي لا أكثر.
ويتلقى المواطنون اللبنانيون تباعًا النتائج الكارثية المتزايدة لغياب الحلول ما يثقل يومياتهم بما يمكن وصفه هستيريا تقرّب الانفجار الاجتماعي.
الاشتباك السياسي القائم حول رفع الدعم عن المحروقات وتنصل المسؤولين من توفير الغطاء للقرار انعكس في أزمة خبز، فامتدت طوابير الذل إلى الأفران التي فتح بعضها أبوابه فيما أُغلق معظمها بحجة عدم توفر المازوت.
وقال مواطن آخر: “ذل، بهدلة، إهانات، من أربعين سنة إلى الآن أنا أسكن في سن الفيل وهذا المشهد لم أجد مثيلا له في الحرب والقذائف والصواريخ”.
ودفع الأفق المسدود بشتى أنواع العتمة واقعية إلى قطع الطرق في أكثر من منطقة لبنانية.
رعية من دون راع، هكذا يبدو لبنان في انتظار حل يبدأ مع حكومة إنقاذ، يأمل اللبنانيون المقهورون ألا تكون الوعود بتشكيلها كاذبة كما سبق.