أمريكا تفرض عقوبات على شركات وأفراد على صلة بكوريا الشمالية

ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون تعهد بتعزيز علاقات التعاون مع الصين في رسالة إلى الرئيس شي جين بينغ.

جاءت الرسالة ردا على التهاني التي أرسلها شي بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس كوريا الشمالية هذا الشهر، حيث أبدى الرئيس الصيني استعداده لتعزيز التواصل الاستراتيجي والتعاون على مستوى فرق العمل.

وقال كيم في الرسالة «أعتقد أن العلاقات التي تتسم بالود والتعاون بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) والصين ستتطور بشكل مطرد بما يتوافق مع متطلبات العصر الجديد ورغبة الشعبين في المستقبل».

لا تزال العلاقات بين الدول الثلاث روسيا والصين وكوريا الشمالية، تثير تساؤلات القلق في الدوائر الغربية، باعتبار أن أي تنسيق أو تحالف بين دول «الهلال الأحمر»، والتي يجمع بينها خيط العقوبات الغربية والأميركية، إلى جانب الخط الأيديولوجي، هو تحالف خطير يقلب خريطة التوازانت الدولية، بحسب تعبير الدبلوماسي المصري السفير نعمان جلال للغد، موضحا أن كل ما يقال عن هذا التحالف مجرد توقعات واحتمالات او مجرد هواجس غربية، تتوجس من تحالف دول تشكل هلالا جغرافيا متجاورا بشرق آسيا.

وأضاف مساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي سابقا للغد: إن هواجس القلق  لدى الغرب، تنطلق من مؤشرات خطوات التقارب الواسعة والسريعة بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، في الآونة الأخيرة، وهي دول تنتمي للفكر الشيوعي واليساري، وخاصة بعد زيارة رسمية نادرة قام بها زعيم كوريا الشمالية لروسيا لبحث تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، فضلا عن إعلان الكرملين، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيجري زيارة رسمية للصين في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وقال د نعمان للغد: إن ماتسعى إليه تحركات الدول الثلاث هو تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري في مواجهة التحديات الدولية  الغربية وقد يكون ردا في مواجهة تحركات أميركية عسكرية مع الحلفاء اليابان وكوربيا الجنوبية، وعلى حدود الصين وكوريا الشمالية وبالقرب أيضا من روسيا.

خبراء روس، يستبعدون تشكيل تحالف عسكري ثلاثي بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، وأن التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث قائم فعلا ويمر بمرحلة تعزيز.. وقال الباحث الروسي،  فلاديمير سكوسيريف، في  صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، أن المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الصينية «وانغ يي» في روسيا، واستمرت ثلاثة أيام، والتصريحات التي أدلى بها الطرفان كشسفت عن استعداد البلدين لتعزيز العلاقات في الاقتصاد والمجال العسكري التقني ومقاومة الهيمنة الأمريكية على المسرح العالمي بشكل مشترك. ولكن وفقا لوسائل الإعلام الغربية، فإن الصين لا تريد الاعتماد فقط على التعاون مع روسيا، وبالتالي فهي تمهد الطريق لاجتماع شي مع الرئيس الأميركي جوزيف بايدن.

والمحور الرئيس للعلاقات بين الدول الثلاث هو المحور الاقتصادي والتعاون العسكري التقني، وأوضح المدير العلمي لمعهد الصين وآسيا الحديثة التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر لوكين، أنه خلال زيارة الوزير الصيني إلى موسكو، نوقش برنامج «حزام واحد، طريق واحد». وهذا له تأثير مباشر في العلاقات الاقتصادية بين روسيا والصين. أظن أن التعاون الاقتصادي هو الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا.

وأضاف  لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، لقد جرى الحديث عن ذلك، وكذلك عن التعاون العسكري والعسكري التقني. وبطبيعة الحال، لا ينبغي أن نتوقع شيئا مثيرا، أو أي اختراق في العلاقات الثنائية، مثل إبرام تحالف عسكري خلال زيارة بوتين المرتقبة إلى الصين.. فروسيا لا تريد الانجرار إلى صراع بشأن تايوان، كما لا تريد الصين التورط في صراع مع أوكرانيا.

قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، اليوم السبت، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين، ووزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا، عبروا عن «قلق بالغ» إزاء النقاش الذي دار بين روسيا وكوريا الشمالية بشأن التعاون العسكري بينهما والذي شمل صفقات أسلحة محتملة.

وأضافت الوزارة، في بيان، ‬‬أن الوزراء الثلاثة اتفقوا خلال اجتماع قصير يوم الجمعة على الرد بحزم على أي أعمال تهدد الأمن الإقليمي في انتهاك لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي، قام الزعيم الكوري الشمالي كيم غونغ أون بزيارة لروسيا استمرت أسبوعا ناقش خلالها التعاون العسكري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وعبّر المسؤولون الأميركيون والكوريون الجنوبيون عن قلقهم من أن تكون القمة قد استهدفت السماح لروسيا بالحصول على ذخيرة من كوريا الشمالية لتكملة مخزونها المتضائل لحربها في أوكرانيا.

وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، يوم الأربعاء، إنه إذا ساعدت روسيا كوريا الشمالية على تعزيز برامجها للأسلحة مقابل مساعدتها في حربها في أوكرانيا، فسيكون ذلك «استفزازا مباشرا» وإن سول وحلفاءها لن يقفوا موقف المتفرج.