إصابة وزير الصحة التونسي في حادث سير

لم يمنع عيد الأضحى السلطات في تونس، من مواصلة جهودها وإجراءاتها لمواجهة تفشي كورونا، حيث قرر رئيس الحكومة، هشام المشيشي، إقالة وزير الصحة، فوزي مهدي، وتكليف وزير الشئون الاجتماعية، محمد الطرابلسي، بتولي وزارة للصحة بالنيابة.

وقال المشيشي إن بلاده في حالة حرب للتصدي للجائحة داعيا إلى مضاعفة الجهود وتقديم التضحيات من الجميع.

أما الرئيس قيس سعيد فأكد أن مؤسسات الدولة في سباق من أجل توفير المعدات والتجهيزات والمستلزمات الطبية اللازمة حتى ينتصر الشعب على هذه الجائحة، كما ثمن الرئيس التونسي الدعم العربي والدولي لبلاده، مؤكدا أن تونس لن تنسى أبدا مواقف الدول التي ساندتها لمواجهة كورونا.

وكان وزير الصحة المقال قد أشار في تصريح سابق إلى أن تونس تمر حاليا بذروة الموجة الرابعة من تفشي كورونا، لافتا إلى أزمة نقص الأكسجين التي تعيشها المؤسسات الاستشفائية حاليا.

ومع استمرار الضغط على المشافي الحكومية اتخذت رئاسة الحكومة قرارا يتم بمقتضاه وضع المصحات الخاصة تحت تصرف الدولة إلى حين انتهاء الأزمة الصحية الحالية.

في هذا السياق، قال المحلل السياسي التونسي، بلحسن اليحياوي، إن المشيشي أقال وزير الصحة المقال منذ أكثر من 6 أشهر والذي تحمل مسؤوليته طوال الفترة الماضية رغم أنه تم استبداله خلال التغيير الوزاري الذي أجراه المشيشي قبل أشهر.

وأشار إلى أن المشيشي قام بتلك الخطوة ربما لامتصاص غضب التونسيين بعد هذا الأداء الهش، والذي غلب عليه الارتجال، في مواجهة الجائحة فيما يخص توفير اللقاحات وتهيئة البنى الصحية في البلاد، بالإضافة إلى التصريحات التي لم تكن ذات القيمة من مسؤولين عن انهيار المنظومة الصحية رغم جهود الأطباء والممرضين.

وأكد اليحياوي، خلال لقاء على شاشة الغد، أن رئيس الحكومة يتحمل مسؤوليه كاملة، وكان من الأجدر أن يتقدم باستقالته لا أن يقيل وزير الصحة ويقدمه كـ “كبش فداء”.

فيما أكد نائب رئيس جمعية الأمراض الصدرية التونسية، الدكتور زهير السويسي، أن الموجة التي تشهدها البلاد حاليا تزداد بها الإصابات بالمتحور دلتا الخطير، مشيراً إلى أنه كان هناك نوعا من التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية وعدم التزام المواطنين بها ما زاد من أعداد الإصابات.

وأضاف أن ضعف معدلات التلقيح زاد كذلك من الإصابات، موضحاً أن الإشكالية مجتمعية أكثر من كونها إشكالية في المؤسسة الصحية، وأن المطلوب من وزير الصحة هو التسريع في وتيرة التلقيح وتوفير عدد أكبر من مراكز التلقيح.

قال وزير الصحة التونسي، فوزي المهدي، الأربعاء، إن طاقة امتلاء أقسام العناية المركزة بالمستشفيات العامة بالبلاد وصلت إلى حوالي 80% في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا.

وأضاف المهدي، للصحفيين، أن 145 مصابا بفيروس كورونا يرقدون في أقسام العناية المركزة، بينما لا تملك تونس سوى 181 سريرا للإنعاش.

شهدت ندوة نظمتها وزارة الصحة التونسية، اليوم الثلاثاء، بكاء الوزير عبد اللطيف المكي بسبب عدم التزام بعض المواطنين التونسيين بإجراءات الحجر الصحي.

وقال الوزير خلال المؤتمر الصحي “لا بد من الالتزام من قبل الجميع ولا نريد فئة صغيرة تعصف بجهود شعب ومؤسسات الدولة “.

وأعرب المكي عن أن يتسبب عدم الالتزام في انتشار قياسي للفيروس كورونا في الأيام المقبلة، واصفا دموعه بأنها “دموع قوة وليست دموع ضعف”.

وشدد الوزير على أن مؤسسات الدولة ستظل تعمل حتى آخر رمق.