غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فجر اليوم الاثنين، متوجهًا إلى الولايات المتحدة الأميركية.. وفي تصريحات له قبل صعوده إلى الطائرة، قال نتنياهو إنه سيذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليمثل إسرائيل أمام دول العالم «وسأزور كاليفورنيا، وأنوي أن ألتقي هناك الرجل، الذي يقود حاليًّا التطور الأكثر دراماتيكية في التكنولوجيا البشرية في العصر الجديد، وربما بشكل عام، إيلون ماسك، سأناقش معه موضوع الذكاء الاصطناعي، كما سأعمل معه على الاستثمار في إسرائيل في السنوات المقبلة».
والملياردير الأميركي، إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم حاليًّا، ومالك منصة «إكس»، أصبح واجهة في مجال الشؤون الخارجية، واختارته مجلة فوربس الأميركية، فى قائمة أكثر الرجال نفوذًا فى العالم، وتصاعدت حدة الجدل حول الرجل بعدما جرى الكشف، أنه قطع خدمات شبكة الاتصالات الفضائية «ستارلينك» التابعة له عن الجيش الأوكراني، عندما حاول مهاجمة الأسطول الروسي العام الماضي، ما أدى إلى إفشال الهجوم.
الشيوخ الأميركي يطالب بفتح تحقيق

وطالب أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بإجراء تحقيق في رفض ماسك تشغيل ستارلينك قرب شبه جزيرة القرم، حسب ما ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، ونقلت عن النائبة الديمقراطية إليزابيث وارن، أن هناك ضرورة للتأكد من أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، تحددها الدولة، وليس مليارديرًا واحدًا.
وقد أوضح ماسك موقفه في وقت لاحق، وقال إنه تلقى طلبًا عاجلًا من الوكالات الحكومية الأوكرانية لتفعيل ستارلينك على طول الطريق إلى سيفاستوبول. ووفقًا له، كان هدف الجانب الأوكراني واضحًا «إغراق معظم الأسطول الروسي الراسي هناك». ولو وافق ماسك، فإن شركته سبيس إكس ستصبح شريكًا واضحًا في «عمل كبير من أعمال الحرب وتصعيد الصراع».
إيلون ماسك وخصخصة الدفاع
تحت نفس العنوان، تشير صحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية، إلى أن ما يمتلكه أمثال ماسك من ثراء وسيطرة تقنية يحولهم إلى جهات فاعلة جيوسياسية، فعلى سبيل المثال رفض ماسك السماح باستخدام نظام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الذي يمتلكه، والمعروف باسم ستارلينك، من قوات كييف لشن غارة بحرية بطائرة بدون طيار على السفن الروسية. وقال ماسك آنذاك إنه يخشى أن يؤدي ذلك إلى رد فعل نووي من موسكو.
وتقول الصحيفة إن السؤال الأهم هو لماذا يُترك العنان لهذا الملياردير المتقلب المزاج لاتخاذ مثل هذا القرار المهم في حرب تدور رحاها.
مليارديرات منحتهم ثرواتهم وقدراتهم التكنولوجية نفوذًا هائلًا
تضيف الصحيفة: إن الأجهزة العامة مثل وكالة ناسا تعتمد بنحو متزايد على أمثال ماسك أو شركة الفضاء بلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس لتحقيق أهدافها، وإن ما بدأ كمشاريع مدنية، يمكن أن يتخذ أبعادًا عسكرية أو أمنية في أوقات الصراع، ولذلك فإن مالكي هذه التقنيات وأصحاب هذه الشركات واسعة النفوذ قد يشعرون بأنهم يتحكمون في سير العالم، وأن في يدهم تحويل مسار التاريخ.
وتقول الصحيفة إن الأمر ليس مجرد ظاهرة أميركية، حيث لدى بلدان أخرى مليارديرات تمنحهم ثرواتهم وقدراتهم التكنولوجية والصناعية والإعلامية نفوذًا هائلًا.. والأمر يتطلب وضع آليات أو قوانين لضمان إشراف الحكومات على الخدمات أو البنية التحتية ذات التطبيقات العسكرية عند الحاجة.
المحافظون وراء تصريحات «ماسك»
بينما قال الباحث في الشؤون الأميركية دميتري دروبنيتسكي، لصحيفة «فزغلياد» الروسية: لم يكن إيلون ماسك ليدلي بتصريحات حول قيود ستارلينك على القوات المسلحة الأوكرانية لو كان لا يعرف أنه سيخرج منتصرًا من هذا الوضع. ولا يمكن أن يخضع رجل الأعمال للمساءلة القانونية، بصرف النظر عن مدى سخط أعضاء مجلس الشيوخ. أقصى ما يمكن أن يفعله معارضوه هو نبش «غسيلة القذر».
وأضاف: «بالطبع كلام ماسك ليس مبادرة منه وحده، بل هناك جزء من النخبة الأميركية المضادة يمنحه الفرصة للإدلاء بتصريحات سياسية. والآن، أصبح هذا الملياردير علمًا بالنسبة للمحافظين، فهو رجل أعمال جاء إليهم من المعسكر الليبرالي».