بعد سبع سنوات على ثورة «الياسمين» التونسية، تحول يوم الاحتفال بإحياء ذكرى الثورة، إلى «يوم غضب»، بحسب تعبيرعضو التنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية، عبد الحليم حمدي، نظرا لرمزية هذا التاريخ و ما لوحظ من عودة الى ممارسات النظام السابق نفسها من خلال تبني مشاريع ميزانيات لا اجتماعية لم تتضمن أي إضافة على مستوى المشاريع التنموية في الجهات المحرومة، وضرب القطاعات التي كانت مؤهلة للتشغيل والتنمية، ما دفع بالحراك الاجتماعي الى التصعيد.
وأبرز «انجازات» أومظاهر الاحتفال بذكرى الثورة، تجسد في صورة رقمية جديدة للشهيد محمد البوعزيزي بمواصفات تكنولوجية عالية اشتغلت عليها احدى الجمعيات لمدة 4 سنوات عوضا عن الصورة القديمة، وضعت في «ساحة البوعزيزي» بمنطقة سيدي بوزيد، التي شهدت اندلاع الشرارة الأولى للثورة، وعلقت الاعلام واللافتات التي تضمنت العديد من الشعارات المطالبة بالتنمية واصلاح الإعلام، والدعوة الى نبذ العنف، ومقاومة الارهاب، ومحاسبة الفاسدين، بالإضافة الدعوة الى اعتبار تاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول عيدا وطنيا.
ومن جانبه يرى القيادي العمالي، سامي الخليفي، أن تاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول، هو موعد مهم للتعبير عن موجة الغضب التي تجتاح المحتاجين و المهمشين، ممن أمطرتهم الحكومات المتعاقبة وعودا لم تنفذ و أطنبت في الحديث عن مشاريع وهمية لم ترتق الى مستوى التنفيذ.. مشيرا إلى أن التصريح الصادر عن بعض المسؤولين بكون سنة 2018 هي السنة الأصعب تحمل في طياتها رسائل مشفرة للمعطلين عن العمل الذين باتوا يخشون إمكانية مزيد ترحيل ملفهم الى الحكومة القادمة.
وأضاف: إننا على دراية كافية بالوضع الاقتصادي و الاجتماعي الذي تمر به البلاد لكن ما نطلبه هو فتح باب التفاوض مع هذه الشريحة و الاصغاء الى ما يحملونه من مقترحات و حلول بدل اعتماد سياسة العصا الغليظة و الردع التي لن تزيد الوضع الا تأزما، و لن تدفع إلا نحو التعجيل بالانفجار الاجتماعي الذي يبدو أن موعده قريبا لتكون بذلك منطقة «سجنان» الشرارة الأولى له، على حد تعبيره.
وكشف تقرير لصحيفة الشروق التونسية، أن البلاد تعيش على وقع بوادر انفجار اجتماعي في العديد من الجهات التي حولت مناسبة ذكرى 1لثورة الى يوم غضب ضد السلطة و سياسة تعاملها مع المطالب الشعبية العاجلة و الحارقة ، و قد شكلت حادثة منطقة سجنان ( وفاة امرأة اثر إضرام النار في جسدها) شرارة لاندلاع غضب الأهالي الذين تحول تحركهم من مجرد التنديد بطريقة تعامل السلطة المحلية مع الفقيدة الى احتجاجات عارمة، وبالتوازي مع اضراب «سجنان»، تعيش ولايات أخرى حالة من التململ و الغضب الذي قد «ينفجر» في أي لحظة ـ بحسب تقرير الصحيفة ـ خاصة بالنظر الى السياسة المعتمدة من قبل الحكومة في التعامل مع الحراك الاجتماعي و الحل الأمني الذي باتت تعتمده في كل مرة حيث تجعل الأمني في مواجهة المحتجين ما يزيد من تأجيج الوضع و الدفع أكثر نحو الأزمة التي تنبئ بها كل المؤشرات السياسية و الاقتصادية و كذلك الاجتماعية.
