
توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، في زيارة إلى الولايات المتحدة تستمر أسبوعًا، مقرر خلالها لقاء الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء المقبل، في فندق «إنتركونتيننتال» بنيويورك، وإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، صباح الجمعة.
فيما يلي التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء نتنياهو قُبيل مغادرته البلاد للقيام بزيارة دبلوماسية إلى الولايات المتحدة:
"أغادر البلاد الآن متجهًا إلى جمعية الأمم المتحدة، حيث سأمثل إسرائيل أمام أمم العالم. وفي هذه الأيام سألتقي بالعديد من زعماء العالم."https://t.co/odJNh0AnZR pic.twitter.com/Je8h9nJk7a
— رئيس وزراء دولة إسرائيل (@Israelipm_ar) September 18, 2023
ووفقًا لصحيفة «يديعوت آحرونوت»، فإن برنامج زيارة نتنياهو يتضمن أيضًا لقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وكذلك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مقابلة هي الأولى بينهما منذ 7 سنوات، كما سيلتقي المستشار الألماني، أولاف شولتس، والرئيس الكوري الجنوبي، يون سيوك يول.
الاحتجاجات تلاحق نتنياهو
تعد تلك الزيارة لأميركا هي الأولى لنتنياهو، منذ اندلاع المظاهرات ضد التعديلات التي يسعى ائتلافه الحكومي لإقرارها وتتصل بتعديل قانون السلطة القضائية، والذي اعتبره الكثيرون انقلابًا على القانون، ما يقوض سلطة القضاة لصالح الحكومة اليمينية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المظاهرات والاحتجاجات ستلاحق نتنياهو في رحلته للولايات المتحدة، حيث يستعد متظاهرون لتنظيم وقفة في سان فرانسيسكو، أثناء كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة، ويؤكد منطموها أنها ستكون «أكبر مظاهرة خارج إسرائيل»، ومن المتوقع أن يشارك فيها محتجون قادمون من إسرائيل.
وللمرة الأولى منذ بداية الاحتجاج، تجري محاولات لتعبئة اليهود الأميركيين من أجل المظاهرات المناهضة لنتنياهو، بما في ذلك توزيع بطاقات في المعابد اليهودية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وحملة لافتات في الأحياء اليهودية في المدينة، والعمل المشترك مع جميع الحركات والمعابد اليهودية الكبرى والمنظمات اليهودية في المدينة.
أول خطاب أممي منذ 5 سنوات
سيكون خطاب نتنياهو في الجمعية العامة، الجمعة، أول خطاب مباشر له في الأمم المتحدة منذ عام 2018.
ففي عام 2019، تم إرسال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، للتحدث، وبعد عام أرسل نتنياهو خطابا مسجلا بالفيديو بسبب فيروس كورونا، وفي عام 2021 رئيس الوزراء آنذاك كان نفتالي بينيت، بينما كان رئيس الوزراء في ذلك الوقت العام الماضي، يائير لابيد.
وأشارت «يديعوت» إلى أنه لن تكون لقاءات نتنياهو بالضبط على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل في غرفة للحوار مع بعض القادة.
لقاء بعيد عن البيت الأبيض
كذلك سيجري لقاء الرئيس الأميركي، جو بايدن، في فندق بمانهاتن، وليس في مقر جمعية للأمم المتحدة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن بايدن سيركز في حديثه مع نتنياهو على «القيم الديمقراطية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعلى رؤية منطقة أكثر استقرارًا وازدهارًا وتكاملًا».
وذكر سوليفان أيضًا، أن الزعيمين سيتبادلان وجهات النظر حول سبل التعامل مع التهديد الإيراني، بطريقة فاعلة ورادعة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس سرًا، أن نتنياهو أراد لقاء بايدن في البيت الأبيض، لإظهار الأمور كالمعتاد بين البلدين، خصوصا أن الرئيس الأميركي سيستضيف نظيره الأوكراني في البيت الأبيض، بخلاف نتنياهو.
ومع تقارير بأن هناك ترتيب لاستقبال نتنياهو بالبيت الأبيض قبل نهاية العام، قال مسؤول أميركي الليلة الماضية: «هذا ليس صحيحًا.. لم نحدد موعدًا لنتنياهو للقاء في البيت الأبيض. صحيح أن بعض مستشاري بايدن اقترحوا دعوته بحلول نهاية العام، لكن لا يوجد موعد ولم يصدر أي إعلان. الخطة كانت من اللحظة الأولى لعقد هذا الاجتماع في نيويورك»، بحسب يديعوت.
مخاوف من الاحتجاج في واشنطن
أضاف مسؤولون أميركيون كبار، أن هناك تخوف من خروج تظاهرات إسرائيلية، معارضة للتعديلات التشريعية بقانون السلطة القضائية، أمام البيت الأبيض ورأوا أنها «ليست فكرة ذكية».
وقال أحدهم: «إذا نجح الاجتماع في نيويورك.. ربما سيعقدون اجتماعًا آخر لاحقًا في البيت الأبيض»، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض أراد تجنب مشاهد آلاف الإسرائيليين، الذين يحتجون في واشنطن ضد نتنياهو، خاصة من اقتراب العام الجديد والاستعداد للانتخابات الأميركية.
إيران ليست محل اهتمام العالم
من المنتظر أن يثير نتنياهو ملف «التهديد الإيراني» خلال رحلته، خاصة بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران ألغت تأشيرات الدخول لثلث مفتشيها ذوي الخبرة، الأمر الذي سيخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وسيحاول نتنياهو التنسيق مع بايدن فيما يتعلق بالخطوات التي سيتم اتخاذها ضد إيران، وكيفية خلق «الردع» ضدها، إلا أن «يديعوت» رأت أن نتنياهو سيكتشف خلال زيارته للأمم المتحدة، أن العالم ليس مهتما حقا بإيران. المجتمع الدولي مهتم بشكل رئيس بالحرب في أوكرانيا وأزمة المناخ.
زيلينسكي الغاضب
يعد نتنياهو أول مسؤول إسرائيلي يلتقيه الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، منذ اندلاع الحرب، إذ خيبت إسرائيل أمال القيادة الأوكرانية بها بعدما كانوا يتوقعون تقديم المساعدة، خاصة في مجال أنظمة الدفاع، كما أن الوعود التي قدمتها إسرائيل لم تتحقق، لذا سيتعين على نتنياهو تهدئة غضب زيلينسكي، وأن يثبت له أن إسرائيل مستعدة لتغيير موقفها والوقوف إلى جانب أوكرانيا.
كما سيكون اللقاء بين نتنياهو والرئيس التركي هو الأول منذ عام 2016، وبحسب يديعوت، فإن هذا الاجتماع سيحدد إلى أين ستتجه العلاقات بين البلدين.
كذلك سيلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلي، قادة ألمانيا وكوريا الجنوبية.
إيلون ماسك و«معاداة السامية»
وسيجري نتنياهو زيارة إلى مصنع سيارات «تسلا» بكاليفورنيا، حيث سيلتقي مالك شركة X (تويتر سابقا)، إيلون ماسك، وسيناقشان تطوير الذكاء الاصطناعي.
وتعرض هذا الاجتماع لانتقادات حادة من قبل المنظمات اليهودية، التي ترى أن ماسك رجل أعمال مثير للمشاكل، يزيل القيود المفروضة على يعتبرونه «معاداة السامية» على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يأمل نتنياهو في إقناع ماسك بفرض تلك القيود.