البحث العلمي في الجزائر.. هل سيكون أداة لإيجاد مصادر دخل للدولة؟

منذ 3 سنوات تتجه الجزائر إلى تعزيز علاقاتها نحو حدودها الجنوبية، وتوسيع دائرة شراكاتها مع الدول الإفريقية، التي تعد سوقا واعدة تتطلع الجزائر إلى الاستثمار فيها.

في قمة تطوير المنشآت بإفريقيا، التي احتضنتها العاصمة السنغالية دكار للمرة الثانية، أكدت الجزائر التزامها حيال القضايا الافريقية الحيوية، والذي يتجلى في استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات، كالطرق السريعة، وشبكات السكك الحديدية، وخطوط الألياف البصرية، والأنبوب الجزائري النيجيري، لتصدير الغاز نحو أوروبا.

وكلها مشاريع استراتيجية عملاقة، تعبر الصحراء الكبرى، على مسافة آلاف كيلومترات

وغداة استقباله من قبل الرئيس السنغالي ماكي صال، الذي يرأس الاتحاد الإفريقي، أكد  الوزير الأول الجزائري، استعداد بلاده التام للعمل مع الشريك السنغالي، على تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين،  ضمن هدف أكبر تضعه الجزائر لتطوير التعاون مع دول غرب إفريقيا، حيث فتحت خطا بحريا تجاه موريتانيا والسنغال، وسرعت من وتيرة إنجاز مشروع المركزين الحدوديين بينها وبين موريتانيا، والذي يضم طريقا سريعا بطول 960 كيلومترا، 90 بالمائة منه يقع في الأراضي الموريتانية.

وبمناسبة دخول اتفاقية التجارة الافريقية الحرة حيز التنفيذ، دعت الجزائر إلى ضرورة رفع قيمة المبادلات التجارية بين الدول الإفريقية التي لا تتجاوز 16% ، مع العمل الجماعي، لتحرير إفريقيا من عبء المديونية، التي تعد اول عائق لمسار التنمية، وفقا لتطلعات أجندة الاتحاد الأفريقي 2063.

ومن الجزائر أكد الخبير الاقتصادي المختص بآليات النقل اللوجستي عادل بوكروح ، أن الجزائر تشكل محور هام في أفريقيا خاصة من الناحية الاقتصادية.

وأوضح بوكروح، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن الجزائر أمامها فرصة كبيرة لتعزيز علاقاتها مع القارة الإفريقية وذلك بدخول منطقة التبادل التجاري الحر.

وأشار إلى أنه يجب على القارة الإفريقية أن تتبع منهج التكامل وذلك لاستغلال مواردها وتوسيع الصادرات.

تظل إعادة ليبيا إلى مسار الانتخابات صعبَةَ المنال، في ظل استمرار الخلافات بين الفرقاء، رغم الجهود الدولية والإقليمية المكثفة للدفع نحو التصالح وحل الأزمة.

وأعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد الله باتيلي، خلال زيارته الجزائر في إطار جولة يجريها لدول جوار ليبيا لطلب مساعدة هذه الدول من أجل استتباب الأمن في ليبيا، أن الشعب الليبي سيستمع إلى الجارة الجزائر، التي تعد بلدا متأثرا بتداعيات الأزمة، وترعى الأمم المتحدة، مفاوضات بين مجلسي النواب والأعلى الدولة، للتوافق على قاعدة دستورية، تقود إلى تلك الانتخابات، إلا أن تلك المفاوضات لا تزال متعثرة.

بدوره، أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال لقائه باتيلي، ضرورة تجاوز المأزق السياسي من خلال الانتخابات، وتوفيرَ الظروف الملائمة لإجرائها بنجاح.

في هذا السياق، قال المتحدث الرسمي السابق بإسم المجلس الرئاسي الليبي، محمد السلاك، إن زيارة باتيلي للجزائر تأتي في إطار تطلع المبعوث الأممي لدور أكبر من الجارة لليبيا

ورأى أن ما يجري حاليا على الساحة السياسية الليبية لا يشير إلى السير صوب تطلعات الليبيين، من إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مشيراً إلى أنه لا يوجد حل دولي جامع فيما يخص ماهية الحل في ليبيا وكيفية الوصول إلى تلك الانتخابات.

وأكد أن المشكلة الليبية لا تخص الليبيين وحدهم، بل ليبيا ومحيطها الدولي والإقليمي، مشددا على أن الموقف الدولي يجب أن يكون موحداً، معربا عن اعتقاده بأن باتيلي لا يحظى حتى الآن بدعم موحد من مجلس الأمن.

فيما أوضح الكاتب والباحث السياسي، محمد إدريس العمروني، أن هناك تحرك دولي كبير فيما يتعلق بالملف الليبي، مشيراً إلى أن زيارة المبعوث الأممي للجزائر تأتي في إطار مسعى لتنشيط دور دول الجوار لتقديم الدعم للملف الليبي خلال الفترة المقبلة.

وأعرب عن رأيه بأن التعويل هو على الشارع الليبي والدول الفاعلة في هذا الملف.

بابتسامة تبحث عن تطمينات تؤكد استمرار التعاون والشراكة، حطت رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني في الجزائر، أول زيارة ثنائية لزعيمة اليمين بعد وصولها إلى الحكم كان ملف الطاقة عنوانها الأبرز، وبعد المحادثات الثنائية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والموسعة بين وفدي البلدين تم التوقيع على خمسة اتفاقيات، منها اتفاقية في مجال الطاقة تنص على زيادة قدرة نقل الغاز

مع إنجاز خط أنابيب جديد بين الجزائر و سيردينيا يضمن تزويدا إيطاليا بالمزيد من الغاز مع نقل الكهرباء والهيدروجين والأمونيا.

وقد ارتفعت إمدادات الغاز الجزائري نحو إيطاليا إلى 25 مليار متر مكعب عام 2022، ومن المرتقب أن تبلغ 30 مليار متر مكعب بنهاية عام 2023، وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية أن هذه الزيادات تؤكد أن الجزائر شريك موثوق وهام من الناحية الاستراتيجية مؤكدة أن إيطاليا ستكون محطة لتوزيع الغاز الجزائري نحو أوروبا .

وأكد الرئيس الجزائري أن هذه الزيارة تكتسي أهمية خاصة لتزامنها مع الذكرى الـ20 لإبرام معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين البلدين

ويرى مراقبون أنه رغم التعامل الحذر للجزائر في الغالب مع صعود أحزاب اليمين إلى الحكم في أوروبا إلا أن العلاقات الاستراتيجية مع ايطاليا تتجاوز الحسابات الايديولوجية فعقود الامتياز التي حصلت عليها إيطاليا في عهد مرايو دراغي المحسوب على اليسار ستستمر وقد تتضاعف في عهد جورجيا ميلوني  زعيمة اليمين.

ومن الجزائر عبد القادر سليماني خبير الشئون الاقتصادية ، أن زيارة رئيسة الوزراء الإيطالي إلى الجزائر تعزيز للشراكة بين البلدين.

وأوضح سليماني، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن رئيس الوزراء الإيطالية اختارت الجزائر محطة أولى لبداية زياراته الخارجية لرغبتها في تعزيز التعاون في مجال الطاقة.

وأشار إلى أن إيطاليا ترغب في أن تكون مركز للغاز الجزائري ومحطة نقل الطاقة إلى أوروبا وذلك عبر التعاون الجزائري الإيطالي.

ومن روما أكد رفعت النجار الكاتب والباحث السياسي، أن رئيسة الوزراء الإيطالية ترغب في توصيل رسالة لشعبها بأنها تنتهج سياسة خارجية تقليدية بتعزيز الشراكات مع الحلفاء دون صدام.

وأوضح النجار، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن سياسة الحكومة الإيطالية اليمينية تنتهج الحزم والتنفيذ على أرض الواقع.