البيت الأبيض يعلن إرسال فريقي إنقاذ إلى تركيا بعد الزلزال المدمر

في الوقت الذي كان يخطط فيه للعودة إلى البيت الأبيض.. يواجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اتهامات جنائية بشكل رسمي في قضية لم تُعلن تفاصيلُها كاملةً بعد.
المتاح من المعلومات يشير إلى اتهام ترمب بدفع 130 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016 مقابلَ صمتها بشأن علاقةٍ مزعومة بينهما.

وبعد أن صوتت هيئةُ محلِفين كبرى تم اختيارها بشكل سري في نيويورك، على توجيه اتهامات له، أصبح ترمب أولَ رئيس أميركي سابق يواجه اتهامات جنائية.
ولكن يبقى السؤال: ما هي الاتهامات الفعلية الموجهة لترمب؟ في عام 2016 اتصلت نجمة أفلام إباحية ستورمي دانييلز بمواقع إعلامية وعرضت عليها بيعَ روايتِها عما قالت إنها علاقةٌ مزعومة مع دونالد ترمب عامَ 2006.
فريق ترمب القانوني اهتم بالأمر ودفع محاميه مايكل كوهين 130 ألف دولار إلى نجمة الأفلام الإباحية لتلتزم الصمت بشأن القضية.
هذه الأموال بذلك الشكل لا تخالف القانون. ولكن عندما سدد ترمب لمحاميه كوهين الأموال التي دفعها للممثلة الإباحية جاء في سجلات المدفوعات الخاصة بترمب أن هذه الأموال كانت رسوما قانونية.
ويقول المدعون إن هذا يرقى إلى مستوى تزويرٍ في سجلات العمل وهي مخالفةٌ جنائية في نيويورك.
ومن المحتمل أيضا أن يشير المدعون إلى أن هذا يخالف قانونَ الانتخابات.. لأن محاولتَه إخفاءَ مدفوعاته لممثلة الأفلام الإباحية كانت بسبب رغبته في تضليل الناخبين.
ويعد التسترُ على جريمة عن طريق تزوير السجلات جناية، وهي تهمةٌ أكثرُ خطورة.
إلا أن خبراء قانونيين أكدوا أن كلَ المحاولات السابقة لاتهام السياسيين بتجاوز الخط الفاصل بين تمويل الحملات الانتخابية والانفاق الشخصي باءت بالفشل.

واشنطن لا تعلق.. وفلوريدا تنحاز لترمب

وأفاد مراسل الغد من واشنطن إن مسؤولين بالبيت الأبيض أكدوا أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يُحَط علمًا بالاتهامات الموجهة لترمب، كما رفض التعليق على الأمر، وذلك بسبب الفصل بين السلطات، فلا تعليق للسلطة التنفيذية على القضايا الجنائية، كما أن القضية لا تزال منظورة أمام القضاء، وبالتالي لا يرغب البيت الأبيض في أن يدلي بأي تصريح قد يغير الموقف من القضية.

ويواجه ترمب 34 تهمة، لا تقتصر على دفع مبلغ 130 ألف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانيبلز، بل تخطى ذلك إلى اتهامات متعلقة بتسليم أوراق مزيفة خاصة بالعمل بغرض الحصول على امتيازات ضريبية.

على جانب آخر أفادت مراسلة الغد من مارالاغو بولاية فلوريدا، حيث الولاية التي تحتضن مقر الرئيس السابق، أن حشودا من أنصار ترمب توافدوا رافعين الأعلام والرايات في مواكب سيّارة، وأن هناك حشد صحفي كبير بالمكان.

أما حاكم فلوريدا رون ديسانتس، الذي يعتبر منافسا أساسيا لترمب على الحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة، فقد غرد عبر تويتر معلنا أنه سيمنع تسليم ترمب إلى نيويورك، وبحسب مراسلة الغد فإن هذا الرفض يعد تغير في موقف حاكم الولاية، ومرده إلى أن ديسانتس يدرك انه سيخسر الكثير من شعبيته حال تسليم ترمب من فلوريدا، وهي ولاية حمراء ذات أغلبية جمهورية.

من واشنطن، قال المدعي الفيدرالي السابق والخبير في الشؤون القانونية، دوغ بيرنز لبرنامج «مدار الغد»: «هذا أمر غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يمثل ترمب الثلاثاء القادم أمام المحكمة، وسوف يتم استجوابه بشكل مباشر وهذا أمر غريب».

وأضاف: «هناك انقسامات في الولايات المتحدة والجميع يعلمون ذلك، وهناك الكثير من الخلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين، ولا أحد فوق القانون، وهذا سيسبب الكثير من الخلافات في المجتمع الأميركي».

ولفت بيرنز إلى وجود بعض الثغرات التي قد ينجو من خلالها ترمب، فالأدلة ليست كافية، وعلى سبيل المثال لم يتم احتجاز ترمب على مدار السنوات السبع الأخيرة، وقبل عامين طُرحت بعض الاتهامات التي وُجهت لترمب اليوم، إلا أنه نجا منها في ذلك الحين، وبالتالي قد ينجو مرة أخرى.

واختتم بيرنز حديثه بتشبيه ورطة ترمب، بالمأزق الذي وقع فيه الرئيس الأميركي الأسبق بل كلينتون، وقال: «بالنسبة لكلينتون فسبب أزمته كانت أخلاقية ورأى البعض أن تلك التهمة لا ترتقي لعزله من منصبه وهي الأقرب لما يحدث الآن مع ترمب».

مفاجأة.. ترمب يستطيع استكمال حملته الانتخابية

ومن واشنطن أيضا، قال مدير برنامج الإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن، تود بيلت: «يستطيع ترمب أن يواصل حملته الانتخابية، فهذه القضايا لن تؤثر على حملته، لكن تلك القضايا ستؤثر على شعبيته بين الجمهوريين. إلا أن لديه الحق لإكمال حملته الانتخابية وسوف يرشح نفسه بين الجمهوريين فهو لا ييأس أبدا ولا يتخذ خطوات للخلف».

ومن القاهرة، قال الكاتب والباحث في الشؤون الأميركية، إيميل أمين إن المدعي العام لمقاطعة نيويورك، ألفين براغ، يمثل حجر عثرة أمام ترمب على المستويين الإيديولوجي والعرقي، وباتهامه لترمب، وما جرى من طرفه يؤكد على ما في كلام ترمب من حقيقة، حيث وصف ترمب الأمر بـ «مطاردة ساحرات» التي حدثت في القرون الوسطى.

وقال أمين: «الحديث صباح اليوم كان عن 20 تهمة جنائية ثم صارت مع المساء 32، وهذا يعني أن هناك نية مبيتة إلى الدرجة التي دفعت ديسانتس وهو منافس لترمب أن يدافع عنه، أما مايك بنس نائب ترمب، فقال إن الولايات المتحدة مع هذا النموذج من العدالة تعطي البلدان الاستبدادية مبررا للمضي في استخدام السلطة».

وأضاف: «ألفين براغ في هذه اللحظة هو الشخص الذي يشق نسيج وصف المجتمع الأميركي».

ولفت أمين إلى أن أنصار ترمب داخل أميركا بالملايين، واستدرك: «إلا أننا لم نر منهم تحركا على الأرض قد يغير الموازين، مثلما تحرك هؤلاء في 6 يناير/كانون الثاني 2021 لمنع انتخاب جو بايدن».

واختتم أمين حيدثه قائلًا: «من اليوم إلى الثلاثاء سنرى هل هناك من سيستجيب لترمب أم ستحدث ردة فعل عكسية، وسيفضل الشارع الأميركي بما فيه الجمهوريون عدم الدخول في أزمات».

وجه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا” الشكر للمانحين الذين ساهموا بمبلغ 268 مليون دولار أمريكي استجابةً لنداء التمويل الإنساني البالغ مليار دولار في تركيا عقب الزلزال.
وأكد المتحدث ينس ليركه أنه تم تمويل النداء بنسبة 27%، وأن أكبر المانحين كانوا المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية، والكويت، والمفوضية الأوربية، وصندوق الأمم المتحدة للطوارئ، حاثاً الدول على تقديم الدعم والمساهمة في تمويل النداء.
وأوضح أنه المساعدات تأتي دعماً للاستجابة التي تقودها حكومة تركيا، مبيناً أن تسعة ملايين شخص تضرروا بشكل مباشر من الزلزال الذي وقع قبل شهرين، فيما نزح ثلاثة ملايين شخص.
وقال: “إن وكالات الأمم المتحدة الإنسانية وصلت بالمساعدات غير الغذائية إلى أكثر من 4,1 مليون شخص، وبالمساعدات الغذائية الطارئة إلى 3 ملايين شخص، فيما تلقى أكثر من 700 ألف شخص الدعم لتحسين أماكن معيشتهم، بما يشمل الخيام ووحدات الإسكان الخاصة بالإغاثة وأدوات إصلاح الخيام، كما حصل 1,6 مليون شخص على مساعدات في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة، وتم تسليم نحو مليون لتر من مياه الشرب”.
وأشار إلى أنه تم دعم وزارة الصحة في تركيا ب 4,6 مليون جرعة لقاح، و16 عيادة صحية متنقلة، إضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية للصحة الإنجابية وعلاج الصدمات والإصابات.

أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، علم بموضوع توجيه قائمة اتهام لسلفه دونالد ترمب، عبر وسائل الإعلام ولم تتم إحاطته قبل ذلك.

وقالت إن الرئيس الأميركي يدعم حق المواطنين في الاحتجاج السلمي، واستدركت: “لكننا لن نخوض في التكهنات بشأن ما سيحدث”.

وكان مراسل الغد من واشنطن، قد أفاد في وقت سابق اليوم، بأن السلطات القضائية الأميركية وجهت 34 تهمة للرئيس السابق دونالد ترمب. وأشار مراسلنا إلى أن هذه التهم تتجاوز قضية «الممثلة الإباحية» التي زعمت أن ترمب قدم لها أموالا لإسكاتها. وتشمل الاتهامات تقديم الرئيس الأميركي السابق وثائق مزيفة تتعلق بأعماله من أجل الحصول على تفضيلات ضريبية.

وكان ترمب قد حذر مما وصفه بـ”موت ودمار” محتملين إن وُجهت إليه اتهامات جنائية، وذلك بعد ساعات من تأكيد مدعي نيويورك، الذين يحققون في دفعه أموالا لممثلة الأفلام الإباحية أنهم لن يخضعوا للتهديد.

وخارج قاعة المحكمة، رفع العديد من المتظاهرين بصمت لافتات تنتقد ترمب. وعززت السلطات الأمن حول دار القضاء بعد أن دعا ترمب في 18 مارس/آذار الماضي إلى احتجاجات على مستوى البلاد، معيدا إلى الأذهان خطابه الحاد قبل هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021.