القاهرة ـ كريم الشيخ
على بعد 60 كيلو مترا شمال العاصمة المصرية القاهرة لا يكاد من يمر بمدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية إلا ويرى مساحات شاسعة من حقول الفراولة التي وضعت مصر في الترتيب الخامس عالميًا في إنتاجها وتصديرها طازجة، والمركز الأول في تصدير الفراولة المجمدة وفق وزارة الزراعة المصرية خلال آخر أربع سنوات.
فبأناملها تقطف هنية عبد العاطي، وباقي زميلاتها الذهب الأحمر، حبات الفراولة في موسم الحصاد الذي يعد مصدرا للرزق لأهلها، فالجميع يعمل سواء فى الحصاد أو نقل المحصول من الأرض لتبدأ عملية التوزيع والبيع في الأسواق المختلفة للتصدير، وتقول هنية لـ “الغد” إنها تعمل في هذه المهنة منذ 30 عاما، حيث يتم زراعة أجود وأفضل أنواع الفراولة على مستوى العالم منها فورتونا، فستيفال، فلوريدا، الفريجو، الفريش، صن سيشن” وغيرها من الأنواع التي يتم زراعتها.
وتمتاز زراعة الفراولة في مصر بتنوع توقيتها حيث أن حصادها يكون صيفا وشتاء في فترة عمل تمتد بين الفجر إلى عصر ذات اليوم، وتزرع مصر سنويا نحو 50 ألف فدان فراولة وتشير التوقعات إلى تضاعف هذه المساحات خلال السنوات المقبلة مع الفرص الواعدة أمام المنتج في التصدير بنوعيها الطازج والمجمد.
بين تلك الحقول الممتدة يقضي الفلاح المصري محمد الصول، وأولاده النهار في رعاية أشجار الفراولة، التي تمتاز بها قرى مركز مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، ويقول إن زراعة الفراولة تبدأ من شهر أغسطس ثم نبدأ بعد ذلك في عمليات الرش والري بالتنقيط مضيفا انه يتم الاستعانة بالأيدي العاملة لجمع المحصول من الأرض حيث نبدأ في الصباح الباكر في الجمع وتعبئة الفراولة في أقفاص بلاستيك ثم جمعها وبيعها مؤكدا أن الفراولة محصول مكلف حيث يتم شراء الشتلات وزراعتها ثم متابعة المحصول بصفة مستمرة حتى الجمع.
وأضاف محمد ماهر حسين تاجر فراولة، أن عددا كبيرا من المزارعين يعتمدون على حصاد المحصول في أمور عديدة خاصة بهم، لافتا إلى أنه عقب جني المحصول يتم تحميله على سيارة وبيعه في مزاد داخل ما يسمى “الوكالة ” ويظل التجار يزايدون حتى يرسى المزاد على الأعلى سعرا ويقوم التاجر بتحميل الكمية على سيارته منصرفا خارج السوق لبيعها بأسواق أخرى ومحافظات أخرى.
وتصدّر مصر سنويا أكثر من 140 ألف طن وهي تمثل 20% من إجمالي حجم الصادرات العالمية، وتتمتع الفراولة المجمدة المصرية بوجود قوى في دول أوروبا والصين والسعودية، بعدما نجحت صادرات الفراولة المجمدة المصرية في تسجيل طفرة قياسية لتحقق نموًا لامس الـ60%.